أصدر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية تقرير الاستيطان الأسبوعي الذي يغطي الفترة من 18/9/2021-24/9/2021.
وجاء التقرير الذي اعدته مديحه الأعرج بعنوان :"بناء المزيد من المعابد والكنس اليهودية في المستوطنات والبؤر الاستيطانية لتعزيز مكانتها".
وفيما يلي نص التقرير كما ورد لوكالة قدس نت للأنباء:
في سعيها المتواصل لتكريس الاستيطان وتعزيز وجوده في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة ، تعتزم حكومة الاحتلال ومجالس المستوطنات إنشاء معابد لليهود في العديد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية وطرحها ضمن خطة "الأولويات الوطنية" للحكومة ، حيث من المقرر توزيع 6.25 مليون دولار على 30 مستوطنة وبؤرة استيطانية ، بدعوى وجود نقص في المعابد أو المباني المخصصة لإقامة الطقوس الدينية اليهودية ، وأن ميزانية العام الجاري ستخصص جزءا من موازنات الاستيطان لانجاز بناء معابد هدفها إضفاء قدسية وبعدا دينيا زائفا على الأرض والمكان عبر الاستيطان الديني ، وهو أشد خطرًا من أي استيطان آخر .
ويأتي ذلك في سياق منح المزيد من الامتيازات للمستوطنات من أجل تعزيز وتقوية الاستيطان والتضيق على الوجود الفلسطيني وخاصة في مناطق (ج) ، فعندما تقرر حكومة الاحتلال دعم إنشاء معابد يهودية في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة ، ووضعها ضمن خطة " الأولويات الوطنية " للحكومة بكل ما يترتب على ذلك من رفع الخطر الى مستويات أعلى . وفي هذا السياق صاغ وزير الشؤون الدينية في حكومة الاحتلال ماتان كاهانا من حزب (يمينا)، الذي يرأسه رئيس الحكومة نفتالي بينيت المشروع ووقع معايير جديدة لدعم الدولة لإنشاء المعابد اليهودية ، وهذه المعايير تعطي ميزة كبيرة لتلك التي ستبنى خارج الخط الأخضر (الضفة الغربية المحتلة). وبحسب القرار، سيوزع 20 مليون شيكل (6.25 مليون دولار) على 30 ( سلطة محلية ) " مستوطنة " بزعم وجود نقص في المباني المخصصة لإقامة الطقوس الدينية اليهودية. علما أن هذا الدعم يتم تقديمه كل عام، لكن للمرة الأولى تكون الأولوية للمستوطنات والأحياء الاستيطانية التي تقع في أماكن توصف بأنها " ذات حساسية أمنية "، بهدف توجيه مزيد من الأموال للمستوطنات. وهذه المعابد والكنس في البؤر الاستيطانية يأتي من أجل شرعنتها وتقوية التكتلات الاستيطانية خاصة القريبة من أراضي الـ48 ، تحت ذريعة عدم وجود أماكن لإقامة الطقوس اليهودية، وتحويلها مع الوقت إلى مدارس دينية، وهنا يصبح إخلاؤها صعبا ، وشن حرب على مناطق "ج" تدريجيا في ضم غير معلن، خاصة في الأغوار الشمالية والخليل ونابلس.
وكان تقرير لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان بالأراضي المحتلة "بتسيلم"، و"كيرم نابوت"، (وهما منظمتان إسرائيليتان حقوقيتان غير حكوميتين)، صدر مؤخرا، كشف عن ازدياد أعداد المستوطنين بالضفة الغربية المحتلة (بدون شرقي القدس)، بنسبة 42 في المائة مقارنة مع العام 2010. وجاءت هذه الزيادة الكبيرة، بسبب الامتيازات التي تمنحها دولة الاحتلال لسكان المستوطنات ، الذين تجاوز عددهم 450 ألفا بدون القدس ومحيطها وهي زيادة بنسبة 42 في المائة مقارنة مع بداية العقد (2010).
وتواصل الحكومة الإسرائيلية برئاسة المتطرف نفتالي بينت، تكريس الاحتلال والاستيطان . ففي ترجمة عملية لضم الضفة الغربية المحتلة و فصل التجمعات الفلسطينية بعضها عن بعض، وفصلها تماماً عن القدس المحتلة ، قرر ما يسمى “مجلس المستوطنات الأعلى”، الاستيلاء على ما يزيد على 48 ألف دونم من أراضي قرية كيسان شرقي بيت لحم ، بحجة تحويلها إلى محمية طبيعية، تمهيداً لتخصيصها لصالح توسيع المستوطنات الجاثمة على الأرض الفلسطينية في تلك المنطقة . وفي سياق متصل شرع مستوطنون من مستوطنة "آيبي هناحل" المقامة على أراضي المواطنين بشق طريق استيطاني في أراضٍ بقرية كيسان شرق بيت لحم في أراض جبلية تطل على واد الجحار شمال غرب القرية، بطول يصل الى 2 كيلو متر وبعرض 4 أمتار، بهدف ربط المستوطنة المذكورة بالمنطقة الاستيطانية الصناعية المقامة على أراضي المواطنين غرب القرية ما بين كيسان والمنية، وتضم وحدات طاقة شمسية ومصانع لتدوير النفايات الإسرائيلية، ما سيؤدي إلى الاستيلاء على مساحات من الاراضي الواقعة بالقرب من الشارع الاستيطاني الجديد.
وفي محافظة نابلس جرّفت قوات الاحتلال نحو 30 دونماً من أراضي بلدات: قصرة، وجوريش، وعقربا، في منطقة تسمى بـ(كفر عطية ) كمقدمة لإنشاء بؤرة استيطانية جديدة وفق توقعات المواطنين في تلك المنطقة .
على صعيد آخر قام وزير الجيش الإسرائيلي بني غانتس بزيارة مجمع" غوش عتصيون" الاستيطاني والتقى بممثلين عن المستوطنين، كما زار أيضا خربة زكريا الواقعة جنوب بيت لحم القريبة من مجمع "مستوطنات عصيون"، وقال خلال زيارته أنه يدرس فعلا إلغاء تصريح البناء الذي منحه مؤخرًا للفلسطينيين في خربة زكريا وهو عبارة عن 50 وحدة سكنية كان قد صادق عليها الشهر الماضي حيث أخبر غانتس المستوطنين أنه فهم بالفعل أن هذه مسألة معقدة وحساسة ، وبسبب موقع المشروع - في قلب مستوطنة " غوش عتصيون " ، وأيضًا بسبب أن موافقته يمكن أن تخلق أزمة ائتلافية حادة داخل الحكومة. وقد كنا في تقرير سابق قد أشرنا أن حكومة الإحتلال الإسرائيلي تمارس الخداع والكذب في ادعاءاتها السماح للفلسطينيين البناء في مناطق ( ج ) حيث سربت الحكومة الاسرائيلية أخبارا تفيد بأن سلطات الاحتلال سوف اسمح للفلسطينيين ببناء 800 – 1000 شقة سكنية في المناطق المصنفة ( ج ) والتي تخضع بشكل مباشر للسيطرة الاسرائيلية ، رغم أن الإعلان هذا قد ينتهي كما في السابق ببناء مبانٍ لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ، ما يعني أنه معد مسبقا للتسويق الداخلي وللتسويق الخارجي وليس للتنفيذ ،وهذا ما تم فعلا حيث تراجع وزير الجيش الإسرائيلي بني غانتس عن السماح بالبناء في خربة زكريا.
وفي القدس عززت الشرطة الإسرائيلية من انتشار قواتها وخاصةً في البلدة القديمة ومحيطها لتأمين استمرار احتفالات المستوطنين بأعيادهم وصعّدت قطعان وعصابات المستوطنين ونشطاء جماعات "المعبد"، من استهداف للمسجد الأقصى المبارك، وذلك عبر أداء صلوات تلمودية علنية ، ومحاولات إدخال سعف النخل الخاص بطقوس ما يسمى "عيد العُرش" تحت ملابسهم وهو إجراء غير مسبوق في استهداف المسجد المبارك. وانطلقت الاقتحامات الصهيونية من باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، نفذ خلالها المستوطنون جولات استفزازية، وتمركزوا في محيط مبنى ومصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية من المسجد، وأدوا صلوات وشعائر تلمودية، منها ما يسمى " السجود الملحمي "، وتلقوا شروحات حول خرافة الهيكل المزعوم، وأخرى حول عيد العرش "المظلة" العبري.وأقام مستوطنون غرفاً خشبية داخل بعض أزقة وحارات البلدة القديمة من القدس للاحتفال بمناسبة "عيد العرش"، ما تسبب بمشادات مع المواطنين المقدسيين، خاصة في حي الجبشة وعقبة السرايا.
وفي الإنتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فقد كانت على النحو التالي في فترة إعداد التقرير:
القدس: تعرض السائق المقدسي محمد أبو ناب لاعتداء، من قبل مجموعة من المستوطنين أثناء عمله بالضرب ما أدى إلى إصابته بطعنات السكاكين في ظهره،كماحاول مستوطن قتل السائق الفلسطيني سمير مجاهد، من بلدة سلوان من سكان القدس الشرقية شنقاً بالقدس الغربية بعد أن أقله بمركبته.ونقل عن مجاهد أن مستوطناً استوقفه وسط شارع الأنبياء وجلس خلفه طالباً منه التوجه إلى منطقة "حديقة الورود" وفي الطريق إلى هناك نهض فجأة وبدأ بلف حزام الأمان على عنقه محاولاً قتله وهو يصيح "عربي .. عربي..". وأخطرت بلدية الاحتلال في القدس، المواطن المقدسي نضال الرجبي، من بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى، بقرارها هدم منزله خلال 21 يوماً، أو أن تقوم طواقمها بهدمه تحت طائلة إرغامه على دفع رسوم الهدم.وكانت بلدية الاحتلال في القدس قد هدمت، في شهر يوليو/تموز الماضي، محلاً تجارياً يملكه المواطن المذكور، و هددت سلطات الاحتلال أهالي حي دير السنة في بلدة جبل المكبر، بمصادرة كل أرضٍ لا يسلم أصحابها أوراق ملكيتها، في سياق محاولاتها السيطرة على المزيد من الأراضي في المدينة المحتلة وتحويلها إلى مشاريع استيطانية. وكشفت مصادر من الحي أن السكان يعيشون حالة من الترقب، على مصير بيوتهم وأراضيهم ومحالهم التجارية التي تلاحقها أطماع استيطانية ومشاريع تهويدية .
الخليل: أعتدت مجموعة من المستوطنون وجنود الاحتلال المدججين بالسلاح ، على أربعة شبان بينهم شقيقان ، وسيدتان ومسنة، بالضرب المبرح بأعقاب البنادق والهروات ، في حي السهلة قرب الحرم الإبراهيمي ما تسبب بإصابتهم بجروح ورضوض . وصادرت قوات الاحتلال “باجرا” في تجمع أم الصفة في مسافر يطا أثناء عمل استصلاح قطعة أرض في المنطقة ويسعى الاحتلال ومستوطنوه من خلال انتهاكاتهم المتواصلة لتضييق الخناق على سكان يطا والمسافر، لإجبارهم على ترك منازلهم وأراضيهم، لصالح الاستيطان. كما أغلقت قوات الاحتلال منطقة باب الزاوية و"شارع بئر السبع" المؤدي إلى وسط مدينة الخليل لتوفير الحماية لعشرات المستوطنين المتطرفين لاقتحام الموقع الأثري ، والذي هو عبارة عن منزل فلسطيني قديم. فيما استباح المئات من المستوطنين ، المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، وأقاموا فيه طقوسا تلمودية واحتفالات بما يمسى " العرش" اليهودي.ودأبت سلطات الاحتلال على السماح للمستوطنين بذلك منذ العام 1994، بعد ان قررت تقسيم المسجد الاسلامي ، بين المسلمين والمستوطنين ، على إثر مجزرة ارتكبها مستوطن داخل المسجد استشهد فيها 29 واصيب اكثر من 150 مواطن كانوا يؤدون صلاة الفجر . وتحت حراسة جيش الاحتلال اقتحم مستوطنون قرية بيرين شرق يطا وتمركزت وسط القرية وعلى مدخلها الرئيسي ورددوا عبارات التهديد والشتم .و يهدف الاحتلال من خلال هذه الاعتداءات المتواصلة والمتكررة التي يتعرض لها الأهالي في تلك المنطقة إلى تهجير سكان القرية، لصالح توسيع مستوطنة "بني حيفر" المقامة عنوة على أراضي المواطنين.
جنين:أغلقت قوات الاحتلال المدخل الغربي والطرق الفرعية لبلدة يعبد جنوب غرب جنين، بالسواتر الترابية بين يعبد ومريحة وزبدة وبرطعة في محافظة طولكرم، التي تعتبر الشارع الحيوي والهام الذي أنجزت مشروعه البلدية قبل فترة قليلة، لتسهيل الحركة وخدمة المواطنين والمزارعين وطلاب المدارس وحركة التنقل نحو البلدات والقرى المجاورة بما فيها حاجز برطعة، بعيدًا عن ممارسات الاحتلال، إضافة إلى اغلاق العديد من الطرق الفرعية. وسيؤثر كثيرًا على المزارعين خاصة مع حلول موسم قطف الزيتون
نابلس : أدى مستوطنون طقوسا تلمودية استفزازية على مدخل قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، وذلك بحماية من جنود الاحتلال.وكان المستوطنون يحملون رايات ومكبرات للصوت تم تشغيلها بهدف إزعاج الأهالي واستفزازهم في الوقت نفسه استولت قوات الاحتلال على جرافة (باجر)، وأوقفت أعمال تأهيل شارع في القرية حيث هاجم جنود الاحتلال العمال أثناء عملهم في إعادة تأهيل الشارع، وهددوهم بالسلاح، ومنعوهم من استكمال العمل واستولوا على جرافة.كما منعت قوات الاحتلال المواطنين من الدخول إلى موقع سبسطية الأثري، وأغلقته أمامهم.وذلك لتأمين اقتحام عشرات المستوطنين وسط إغلاق المحال التجارية في المنطقة.
سلفيت:استولت قوات الاحتلال على تسجيلات كاميرات مراقبة من بلدة قراوة بني حسان، غرب سلفيت وصادرت جرافة تتبع قرية فرخة غرب سلفيت، ونقلتها إلى معسكر قريب تابع لجيش الاحتلال.
الأغوار:تواصل قوات الاحتلال منذ أيام، عمليات تجريف أراضٍ في قرية كردلة بالأغوار الشمالية.لصالح شركة "ميكروت" الإسرائيلية، بغرض إنشاء خزان مياه إسمنتي في المنطقة، لخدمة المستوطنين. وتجري عمليات التجريف في الجهة الجنوبية من القرية وسط تخوفات المواطنين أن يؤدي ذلك للاستيلاء على المزيد من أراضيهم في المنطقة، وحرمانهم من دخولها.