هل فعلا اسرائيل تحتاج المليار دولار للقبة الحديدية ؟

بقلم: اماني القرم

أماني القرم
  • بقلم : د. أماني القرم

 خبر عاجل وصادم قبل عدة أيام سيطر على معظم القنوات الاخبارية مفاده أن مجلس النواب الامريكي سحب بندا يقضي بمنح اسرائيل تمويل عسكري بقيمة مليار دولار من مشروع قانون عام لتمويل الحكومة الفيدرالية الامريكية، وذلك بناء على تهديدات التقدميين في الحزب الديمقراطي بعدم الموافقة على تمرير القانون ككل.  
هذه المليار دولار كانت اسرائيل قد طلبتها في يونيو الماضي  كمساعدة طارئة بحجة تجديد مخزون صواريخ القبة الحديدية التي يبدو انه قد تم استنفاذها خلال العدوان الاخير على غزة مايو 2021.    
لكن لم يمض يومين على الخبر حتى صدر عكسه. حيث تم إدراج بند منحة المليار دولار لاسرائيل (بفعل أحد الزعماء الديمقراطيين)  في اللحظات الاخيرة وتحديداً قبل ست ساعات فقط من نية المصادقة على مشروع قانون اخر يتعلق بالتمويل الانفاقي لوزارة الدفاع الامريكية .  المفاجأة أن التصويت عليه تم بأغلبية ساحقة في مجلس النواب وكأنها اعتذار ضمني من المجلس والنواب على (الخلل الفني) الذي أجّل المصادقة على المليار دولار كما تم وصفه من قبل وزير خارجية اسرائيل يائير  لبيد!
 وخلال اليومين مابين السحب والموافقة ، اشتعلت حفلة من النقاشات والاتهامات المستعرة على تويتر بين المؤيدين لضرورة دعم اسرائيل الحليفة وحماية امنها وابنائها!! وبين المعارضين والمتسائلين حول حاجة اسرائيل الفعلية  للمليار دولار المقتطعة من اموال الضرائب الامريكية ؟ لأن الكونجرس يموّل بالفعل القبة الحديدية ولم تثبت اسرائيل الحاجة الى مليار دولار اضافي. ومنذ العام 2011 منحت الولايات المتحدة ما يقارب 1.7 مليار دولار لتمويل القبة الحديدية . طبعا هذا بالإضافة الى 3.8 مليار دولار السنوية التي أقرّت في العام 2016 ولمدة عشر سنوات  بناء على مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين الرئيس باراك أوباما وبنيامين نتنياهو والتي بدأت فعاليتها منذ العام 2019 وستستمر حتى 2028. وهي بالمناسبة امتداد لمذكرة سابقة بدأت في العام 2007 وانتهت في العام 2018 . أي أن اسرائيل الدولة الغنية لديها القدرة على تمويل القبة دون الحاجة للدفع من اموال الضرائب الأمريكية.
كما يثير المعارضين  لتمرير بند المليار دولار للقبة الحديدية مسألة غياب الشروط  والقيود المرافقة للمساعدة الامريكية لاسرائيل بالرغم من سجلها الاسود في حقوق الانسان وانتهاكاتها واعتداءاتها على الفلسطينيين . على الرغم أنه قبل عشرة أيام فقط جمدت الادارة الامريكية  130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر بسبب  قضايا حقوق الانسان.
الحقيقة أن النقاش فتح نوافذ كثيرة للأسئلة لم تكن معهودة من قبل في المجتمع الامريكي وبين النواب في الكونجرس الذي يعد معقل الدعم الغير مشروط لاسرائيل . فبفضل الكونجرس، اسرائيل الدولة الوحيدة عالميا التي تحصل على المساعدات الأمريكية دون شروط . وهي تحتل المرتبة الاولى دون منازع في تلقي الاموال الامريكية منذ الحرب العالمية الثانية حيث حصلت على ما يقارب 146 مليار دولار في شكل مساعدات . و وبفضل الكونجرس تمنح اسرائيل مزايا تفوق اكبر حلفاء الولايات المتحدة لضمان ما يسمى التفوق النوعي العسكري والذي يشمل :
• السماح لإسرائيل  بالوصول الى تكنولوجيا صناعة الاسلحة الامريكية . مع إمكانية إنفاق الأموال الأمريكية على  شراء الأسلحة من الشركات الاسرائيلية وليس شرطا الامريكية كسائر الدول . كما يسمح لها /خلافا عن باقي الدول/ بالدفع بالتقسيط لموردي الاسلحة الامريكان في حين يشترط الدفع الفوري مقدما لسائر بلدان العالم .
• في الحالات التي تعمل فيها اسرائيل ودولة عربية على نفس البرنامج  العسكري الامريكي ، تتلقى اسرائيل نسخة اكثر تقدما وتطورا ويتاح لها تعديل البرنامج بما يتناسب مع متطلباتها بعكس نظيرتها العربية.
• ترسل المساعدات الأمريكية لإسرائيل  في الثلاثين يوما الأولى من السنة المالية، بينما  تنتظر الدول الأخرى التي تتلقى المساعدة  الى ما بعد ذلك . وليس شرطا ان تستخدم اسرائيل المبلغ المقدم لها بل تضعه في البنك وتحصل على فوائد مما يجعل الرقم الذي تتلقاه يفوق المبلغ الاصلي !
السؤال :هل اسرائيل استخدمت المليار السابق لتكون بحاجة لمليار قادم؟؟ باتريك ليهي رئيس لجنة الاعتمادات في الكونجرس بدا متشككا للسرعة في تمرير المليار دولار لاسرائيل قائلا:  اسرائيل لم تستخدم بعد المال الذي تم تخصيصه لها مسبقا !!؟؟
 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت