خطاب الرئيس بين التأييد والرفض

بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
  • بقلم: شاكر فريد حسن  

خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أثار ردود فعل متباينة ومختلفة. هنالك من رحب بالخطاب واعتبره بأنه أعاد القضية الفلسطينية إلى جذورها القانونية وحاضنتها السياسية ووفق الأسس التي حددتها بشأن قيام الدولة الفلسطينية وفق القرار 181 وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم وفق القرار 194.

 وفي حين رحبت حركة فتح بالخطاب وقالت بانه خطوة إلى الأمام نحو التحلل من الاتفاقات مع إسرائيل، فإن حركة حماس انتقدت هذا الخطاب واعتبرته إعادة انتاج لمسار التيه والفشل، وتضمن اعترافًا واضحًا وصريحًا بعجزه وفشله في تحقيق أي انجاز عير مسار أوسلو الذي يتزعمه.

اما الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" فأشاد بخطاب الرئيس واعتبرته خطابًا شفافًا وواضحًا وقويًا في مخاطبة المجتمع الدولي.

واللافت في هذا الخطاب هو امهال المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية مدة عام للخروج من الأراضي الفلسطينية في حدود 1967، مهددًا بأنه في حال تحقيق ذلك سيتوجه لمحكمة العدل الدولية وسيسحب الاعتراف بإسرائيل.

وفي الحقيقة أن خطاب عباس أقل حدة من خطابات سابقة، والغاية من تخفيف حدة كلامه هو جلب أمريكا ونيل ثقة الإدارة الامريكية بزعامة جون بايدن، وهو تكرار لطروحاته التي عودنا عليها باستثناء جزئية واحدة هي إعطائه مهلة مدة عام لحكومة الاحتلال والعدوان بالانسحاب، و دون المستوى المطلوب والتحديات الجسيمة، ويعمق الخلافات الفلسطينية.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تعتبره إسرائيل بانه فقد صلاحيته، يفتقد للممارسة وأدوات العمل الحقيقية، وجرد الحالة الفلسطينية من أدوات الكفاح والنضال والضغط الحقيقية التي يمكنها فرض معادلات سياسية جديدة وواقعًا سياسيًا فلسطينيًا أخر، ولا يزال يتمسك بسراب المفاوضات التي لم تفضِ إلى أي شيء، خلال أكثر من ربع قرن، سوى إلى كسب الوقت والتوسع الاستيطاني، فهي مفاوضات عبثية لم تحقق قيام دولة فلسطين، بسبب التعنت والرفض الإسرائيلي.

المطلوب قبل كل شيء معالجة الأزمة الداخلية الفلسطينية، وتحقيق المصالحة والوحدة ووضع حد للانقسام المعيب والمدمر، ولم الشمل الفلسطيني، والطريق لتحقيق ذلك يتمثل بترسيخ الديمقراطية عبر إجراء الانتخابات العامة الشاملة في أجواء ومناخات تضمن الشفافية واحترام النتائج، يشارك فيها كل أبناء شعبنا.

علاوة على وضع استراتيجية سياسية فلسطينية جديدة تستجيب للتحديات الراهنة، وتوطيد اللحمة الفلسطينية لمواجهة التوغل والصلف الإسرائيلي الاحتلالي، وتقريب لحظة الانعتاق من الاحتلال، وفي الوقت نفسه تعزيز صمود شعبنا الفلسطيني واستنهاض طاقاته في معركة التحرر الوطني.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت