- عكرمة صبري يدعو لتصدٍ شعبي لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه في الأقصى
وجه الأردن مذكرة احتجاج إلى إسرائيل، يوم الثلاثاء، طالبها فيها بـ"الكف عن انتهاكاتها بحق المسجد الأقصى المبارك"، وأكد أن إدارة أوقاف القدس الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم وتنظيم الدخول والخروج منه.
وأدان بيان للمتحدث وزارة الخارجية الأردنية هيثم أبو الفول، دخول "المتطرفين للحرم القدسي الشريف بأعداد كبيرة وبحماية من الشرطة الإسرائيلية، في فترة الأعياد اليهودية الممتدة خلال سبتمبر (أيلول) الجاري، والسماح لهؤلاء المتطرفين بالقيام بأعمال استفزازية مرفوضة ومُدانة".
كما أدان "الاستمرار في إعاقة عمل موظفي إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية".
وقال أبو الفول إن "الوزارة وجهت اليوم مذكرة احتجاج رسمية طالبت فيها إسرائيل بالكف عن انتهاكاتها واستفزازاتها، واحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني، واحترام حرمة المسجد، وسلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية".
وأضاف أن "هذه الانتهاكات مرفوضة ومدانة، وتمثل استفزازا لمشاعر المسلمين، ولالتزامات إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية، بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".
وشدد المسؤول الأردني على أن المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين.
وأكد أن "إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم وتنظيم الدخول والخروج منه".
واقتحم مستوطنون، يوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك، فيما اعتقلت شرطة الاحتلال أحد المصلين.
وقالت مصادر محلية، إن 151 مستوطنا اقتحموا باحات الأقصى عبر باب المغاربة على شكل جماعات، وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية، ونفذوا جولات استفزازية بحماية شرطة الاحتلال.
وأفاد شهود عيان، بأن عناصر من شرطة الاحتلال اعتدوا بالضرب على شاب في باحات الأقصى، ومنعوه من الصلاة، قبل أن يعتقلوه ويقتادوه إلى منطقة باب السلسلة.
وحولت شرطة الاحتلال القدس القديمة إلى ثكنة عسكرية ونصبت الحواجز على الطرقات المؤدية للمسجد الأقصى، وعمدت على فرض إجراءات مشددة وتفتيشات ودققت في هويات الوافدين إلى الأقصى وعرقلت وصولهم.
وكان نحو 778 مستوطنا اقتحموا الأقصى، أمس، وأدوا طقوسا تلمودية علنية ورفعوا العلم الإسرائيلي في باحاته، وقدموا شروحات عن "الهيكل" المزعوم.
يشار إلى أن أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى خلال الأيام القليلة الماضية قد بلغت حدا غير مسبوق؛ بحجة الاحتفال بالأعياد اليهودية.
وكانت جماعات إسرائيلية متشددة دعت إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد، خلال فترة عيد "العُرش" اليهودي التي انتهت الإثنين.
وأحصت "دائرة الأوقاف الإسلامية" في القدس اقتحام أكثر من ألف مستوطن يوميا للمسجد خلال الأيام الأخيرة بمناسبة عيد "العُرش".
وقال شهود عيان، إن الشرطة الإسرائيلية منعت حافلة واحدة على الأقل كانت تقل مصلين من الداخل الفلسطيني (المناطق العربية داخل إسرائيل) من الوصول إلى القدس.
وتتم الاقتحامات على فترتين صباحية وبعد صلاة الظهر، عبر "باب المغاربة"، في الجدار الغربي للمسجد، بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية التي سمحت للاقتحامات عام 2003، رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
واستنكر خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري ما وصفه بالتجاوزات الخطيرة والاعتداءات غير المسبوقة التي تحدث في المسجد الأقصى المبارك من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
وقال الشيخ عكرمة صبري إن "ما يحدث داخل المسجد الأقصى من رفع العلم الإسرائيلي وأداء صلوات تلمودية علنية ونفخ بالبوق تشكل تجاوزات خطيرة، واعتداءات غير مسبوقة نستنكرها ونرفضها بشدة."
وأكد صبري أن "المطلوب لمواجهة انتهاكات الاحتلال هو التصدي شعبيًا، وخاصة من المقدسيين وأهالي الـ 48، تكثيف التواجد والرباط في ساحات الأقصى، وإعماره بالمصلين بشكل دائم دفاعًا عن الأقصى."
وحذر صبري من" مخاطر وتداعيات ما يجري في الأقصى، ومن سعي الاحتلال لبسط سيطرته وسيادته الكاملة عليه."
وأشار إلى "أن خطورة ما يجري تكمن في تغيير الواقع داخل الأقصى، وحرمان المسلمين من الصلاة فيه، لأن الاحتلال يسعى لتحقيق مخطط تفريغ المسجد المبارك من المسلمين لإتاحة المجال للمتطرفين اليهود للعربدة والصلاة وغيرها."
ولفت إلى" أن المسجد الأقصى شهد خلال الأسبوعين الأخيرين وما زال تصعيدًا خطيرًا في اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيها، بحجة الأعياد اليهودية."
وحمّل "حكومة الاحتلال برئاسة المتطرف المسؤولية الكاملة عن هذه التجاوزات والاعتداءات، مؤكدًا أنهم يحاولون فرض واقع جديد في الأقصى حتى نستسلم ونقبل بهذا الواقع."
وأردف صبري: "نحن متمسكون بحقنا الشرعي في الأقصى، ولن نقبل ولن نعترف بأي إجراءات احتلالية داخله، وأن هذا المسجد للمسلمين وحدهم، ولا علاقة لليهود به لا من قريب ولا بعيد".
وأكد أنه " يتوجب على الدول العربية والإسلامية التحرك رسميًا، سياسيًا ودبلوماسيًا وبشكل عاجل، للضغط على سلطات الاحتلال للتراجع عن ممارستها وإجراءاتها بحق الأقصى."
وتابع "نحن كمقدسيين نعتمد على أنفسنا بالدفاع عن الأقصى، في ظل الصمت العربي والإسلامي"، موجهًا في الوقت نفسه نداءً عاجلًا للعالم بأن "يستيقظوا ويتحركوا لوقف ما يجري بالأقصى".