- بقلم: شاكر فريد حسن
لا تزال تداعيات المؤتمر الذي عقد في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، الذي دعا إلى التطبيع مع إسرائيل، يثير ردود فعل غاضبة في العراق وخارجه.
وقد انعقد المؤتمر تحت اسم "السلام والاسترداد"، وحضرته شخصيات من عدة أقاليم، غير أن رد السلطات العراقية لم يتأخر كثيرًا، حيث سارعت إلى اعتقال عدد من الشخصيات التي تقف من ورائه، ومحاسبة المسؤولين والقيمين على المؤتمر، والتحقيق مع عدد من المشاركين الذين تنصلوا من عدم معرفتهم بأهداف المؤتمر.
وتم الترويج لهذا اللقاء على أنه دعوة للحوار بين الأديان والسلام وضد الإرهاب والتطرف، ولكن هذه الخديعة لم تنطلِ على العراقيين. ووفق المعلومات فالمؤتمر تم تنظيمه من قبل شخصيات عربية عراقية متواطئة مع منظمة أمريكية إسرائيلية، ومقرها مدينة نيويورك، استغلت الهامش المتاح من الحرية والتعددية في كوردستان لعقد مؤتمرها المشبوه.
العراق بأحزابه وقواه الوطنية والقومية واليسارية والدينية، بما فيها الحكومة العراقية عبرت عن إدانتها ورفضها التام ومعارضتها الشديدة لعقد مثل هذا المؤتمر على الأرض العراقية في أربيل. ومن جهتها أعلنت الرئاسة العراقية عن رفضها لمخرجات مؤتمر أربيل، وقالت في بيان لها: "في الوقت الذي تؤكد فيه رئاسة الجمهورية موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وتنفيذ الحقوق المشروعة الكاملة للشعب الفلسطيني، تجدد رفض العراق لمسألة التطبيع مع إسرائيل"، ووصفت عقد المؤتمر بأنه "محاولة لتأجيج الوضع العام واستهداف السلم الأهلي".
العراق العظيم لا يفرط، ولا يساوم، ولا يفاوض، ولا يهادن، والشعب العراقي الذي يعشق فلسطين وترابها، لن يطبع أبدًا، وسيلفظ الذين أقدموا على هذه الفعلة الشنيعة المدانة، ويعري كل من وقف وراء المؤتمر، من شخصيات عميلة ومتواطئة، وسيعلن براءته منهم والمطالبة بمحاكمتهم، وتجريدهم من شرف الانتماء للعراق بلد الرافدين.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت