- علي ابو حبلة
تعمد رئيس حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت، في خطابه أمام الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الاثنين، عدم التطرق إلى موضوع الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وركز على الشأن الإيراني، وقال «إن برنامج إيران النووي «تجاوز كل الخطوط الحمراء»، وتسعى إيران إلى إنتاج أسلحة نووية في مواقع سرية». وبعث بينيت برسائل داخلية حول تماسك ائتلافه الحكومي، وقال: «في إسرائيل، بعد أربع انتخابات في غضون عامين وإمكانية إجراء انتخابات أخرى للمرة الخامسة، يتمتع الناس الآن ببعض السلام والهدوء والاستقرار»، معتبرا أن «ما بدأ كخطأ سياسي (في إشارة إلى تركيبة ائتلافه الحكومي)، يمكن أن يتحول الآن إلى هدف، وهذا الهدف هو الوحدة». وخصص بينيت جزءا كبيرا من كلمته، للحديث عن تجربة حكومته في مواجهة فيروس كورونا. وغابت القضية الفلسطينية عن خطاب بينيت الأول، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ تجنب التعليق على خطابي الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي أعاد التأكيد على المواقف المعروفة مسبقا بما يتعلق بالقضية الفلسطينية والاتفاق النووي مع إيران، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي أمهل إسرائيل عاما واحدا للانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967؛ كما تجنب بينيت التطرق إلى التطورات الأخيرة.
وقال بينيت: «تم تعريف إسرائيل لفترة طويلة عبر الحروب مع ما اسماهم جيراننا، لكن هذا ليس جوهر شعب إسرائيل»، وأضاف «الإسرائيليون لا يستيقظون كل صباح وهم يفكرون في الصراع. إنهم يريدون أن يعيشوا حياة كريمة، ويعتنون بأسرهم ويبنوا عالمًا أفضل لأطفالهم»، وفق ما نقله موقع عرب 48. واعترض بينيت - الذي وصف إسرائيل بأنها «منارة وسط بحر هائج»، على المواقف الدولية المناهضة للسياسات الإسرائيلية. وقال إن «محاربة إسرائيل هي محاربة للديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط». معتبرا أن «كل دولة عضو في هذه المنظمة لها حق الاختيار. إنه ليس خيارًا سياسيًا بل خيارًا أخلاقيًا، إنه الاختيار بين الظلام والنور»، وأشار إلى أن إسرائيل «تكتسب أصدقاء جددًا في الشرق الأوسط وخارجه». وأشار إلى اتفاقيات التطبيع أبرمتها إسرائيل مع دول العربية، وقال: «سيكون هناك المزيد» من الاتفاقيات.
إن تجاهل بينت لجوهر الصراع الذي تعيشه المنطقة بفعل الاحتلال الصهيوني وممارساتها وخرقها الفاضح لقرارات الشرعية الدولية هذا التجاهل هو استهتار بقرارات الهيئة ألعامه للامم المتحدة وتنكر وتجاهل للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وأن سقف حكومة بينت لابيد لا يتعدى مقايضة « الاقتصاد بالأمن « وتنكر للحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني ، وإمعان في تكريس سياسة الاستيطان والتهويد وممارسة سياسة الفصل العنصري والتنكر لتحقيق رؤيا الدولتين وهذا تاكيد ودليل على انعدام حسن النوايا ضمن عملية المراوغه التي تمارسها حكومة بينت لابيد. ان تركيز بينت في خطابه على ايران هو تحريف لاولوية الصراع الذي تعيشه المنطقه بتجاهل للقضية الفلسطينية المركزيه في صراع الشرق الاوسط ، ومأساة الفلسطينيين بفعل الاحتلال الصهيوني ، بينت سلط الضوء على برنامج ايران النووي حيث قال إن «هدف إيران واضح تمامًا، فهي تسعى للسيطرة على المنطقة تحت مظلة نووية».
وأضاف أن برنامج طهران النووي شهد «قفزات إلى الأمام» في السنوات الأخيرة، و»تجاوز كل الخطوط الحمراء»، لكن الإيرانيين نجحوا مرارا في الإفلات من العقاب. وقال إن «هناك أدلة تثبت بوضوح نية إيران إنتاج أسلحة نووية في مواقع سرية في توركوز آباد وطهران وماريفان، لكن يتم تجاهلها». وأضاف «يبدو أن هناك في العالم من ينظرون إلى سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية على أنه حقيقة لا مفر منها، أو أنهم سئموا من سماع ذلك». وتابع بينيت «إسرائيل ليس لديها هذا الامتياز؛ لن نتعب؛
لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي». وشدد بينيت على أن إسرائيل»لن تسمح» لطهران بالحصول على السلاح الذري، وفي إشارة إلى المعارضة الإسرائيلية للمباحثات الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع إيران، والتي انطلقت في فيينا في نيسان/ أبريل الماضي، قال بينيت إن «الأحاديث والكلمات لا تمنع أجهزة الطرد المركزي من الدوران»، ودعا بينيت المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف البرنامج النووي الإيراني. وأشار بينيت إلى النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وقال إن «إسرائيل محاطة بحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي والمليشيات الشيعية»، على حد تعبيره، وأضاف «وجميعها منظمات تسعى إلى تدمير إسرائيل وجميعها مدعومة من إيران». تركيز بينت خطابه على البرنامج النووي الإيراني يعيد تسليط الضوء على البرنامج النووي الإسرائيلي ويحذر دول العالم من الخطر للنووي الإسرائيلي التي تمتلك أكثر من 200 راس نووي وهذا يتطلب من الهيئة ألعامه للأمم المتحدة إخضاع إسرائيل للرقابة الدولية للوكالة الذرية على منشات إسرائيل النووية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت