تنظم جامعة الأقصى احتفالات تخريج طلبتها، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس (أبومازن)، ووزير التربية والتعليم العالي أ. د محمود أبو مويس، والتي تستمر لأربعة أيام في فرع الجامعة بخانيونس بحضور ممثل الرئيس محافظ غزة إبراهيم أبو النجا، ونائب رئيس مجلس الأمناء م. علي أبو شهلا، والقائم بأعمال رئيس الجامعة أ. د أيمن صبح، وعدد من أعضاء مجلس الأمناء ومجلس الجامعة، بالإضافة لأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية.
حيث احتفلت جامعة الأقصى اليوم بتخريج الأفواج (الخامس والعشرين، والسادس والعشرين، والسابع والعشرين) من طلبتها، ويستمر المهرجان حتى يوم الأحد الموافق 3-أكتوبر.
ونقل الرئيس محمود عباس تحياته خلال كلمة ألقاها نيابة عنه المحافظ إبراهيم أبو النجا للخريجين وذويهم بنجاحهم، معبراً عن فخر سيادة الرئيس وثنائه على جامعة الأقصى كونها الجامعة الحكومية الأكبر على مستوى الوطن، موضحاً أن الوفد العلمي الكويتي حينما قدم إلى غزة وطلب معلمين للعمل في مدارس الكويت كان شرطهم الأول أن يكونوا من خريجي جامعة الأقصى.
وأضاف أبو النجا: " معلمونا ومدرسونا هم من استطاعوا أن يفهموا القضية على حقيقتها، وتحدوا، وعملوا على إيصال السفينة بقضيتنا إلى بر الأمان، فأرقى تحية لهم". وقدم أ. أبو النجا شكره لمجلسي الجامعة والأمناء الذين كان لهم الدور الأكبر في الحفاظ على الجامعة، وحمايتها والعمل على تطويرها.
وفي كلمته هنأ أ.د.محمود أبو مويس وزير التعليم العالي والبحث العلمي الخريجين وبارك لهم، ونقل تحيات فخامة الرئيس محمود عباس أبو مازن للحضور جميعاً قائلا: "مثمنين تميز هذه الجامعة، ونوعية برامجها التعليمية وبيئتها الجامعية وبيئتها التعليمية المعززة على الاستمرار في مسيرة العلم والعلماء."
وأكد أ.د أبو مويس خلال كلمة مسجلة له على أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حرصت على محاولة توافق برامج التعليم العالي مع مخرجات العمل مما يسهم من الحد من معدلات البطالة، وتوفير فرص العمل للشباب والخريجين، بحيث طورت الوزارة فكر مؤسسات التعليم العالي، وحرصت على فتح برامج نوعية، خاصة البرامج التكاملية والدراسات الثنائية التي تجمع بين الدراسة الأكاديمية والعملية، والتي تعمل على دمج الطلبة في بيئة العمل منذ اليوم الأول لالتحاقهم بالدراسة، وكذلك عملت على تغيير توجه الطلبة نحو التخصصات التقنية والمهنية، موضحاً أن الوزارة أنشأت الهيئة الوطنية للتعليم المهني والتقني، والتي سيكون لها دور رئيسي في الحفاظ على التنمية المستدامة في جميع محافظات الوطن.
وفي كلمته أشار القائم بأعمال رئيس الجامعة أ.د. أيمن صبح إلى أن الجامعة تنظم هذا المهرجان الوطني الكبير في ظل ظروف صعبة للغاية تمر بها القضية الفلسطينية، حيث لا يزال العدو الصهيوني يستهدف الأرض والحجر والبشر، وأبرق أ. د. صبح تحية إجلال للمرابطين في ساحات المسجد الأقصى دفاعاً عن القدس الشريف، وللأسرى القابعين خلف القضبان الإسرائيلية دفاعاً عن كرامة الأمة وعزتها.
وأوضح أ.د.صبح أن هذا الاحتفال يأتي تكريماً للطلبة الذين عانوا من الكثير من الظروف التي مروا بها، قائلاً: "هؤلاء الطلبة هم شموع مضيئة في غياهب الحياة، فمن معترك ذاقوا خلاله أهوال الحرب، إلى جائحة كورونا التي عصفت بالحياة، استطاعوا النجاح بعزمهم وإصرارهم" مؤكداً على ضرورة رسم الفرحة على شفاه الطلبة وإدخال السرور إلى قلوب أهاليهم داعياً إياهم إلى الجد والاجتهاد مضيفاً: "إنكم يا أبنائي الخريجين على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب منكم مزيداً من المثابرة والجد لتنخرطوا في الحياة العملية".
ودعا أ.د.صبح للاعتزاز والفخر بجامعة الأقصى خاصة أنها تقدم خدمة تعليمية نوعية لأبنائها الطلبة آخذة بالاعتبار الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني، حيث توفر الجامعة نظاماً واسعاً من القروض والمنح والإعفاءات، والتي يستفيد منها ما يقرب من تسعة آلاف طالب وطالبة، وقال أ.د.صبح: "إن جامعة الأقصى هي جامعة الكل الفلسطيني، الجامعة الحكومية الكبرى التي تحتضن بين جنباتها 27 ألف طالب وطالبة يدرسون في 10 كليات متنوعة، تمنح درجات علمية تبدأ من الدبلوم المتوسط وتنتهي بدرجة الدكتوراة، حيث استقبلت هذا العام ما يقرب من ستة آلاف وخمسمائة طالب وطالبة في برامجها المختلفة، في ظل حالة الاستقرار والتطور والازدهار التي تشهدها الجامعة، مما عزز ثقة المجتمع الفلسطيني بها وبأدائها".
وفي كلمة مجلس الأمناء التي ألقاها م.علي أبو شهلا نيابة عن رئيس مجلس الأمناء د.كمال الشرافي، رحب م. أبو شهلا بالحضور في الحفل الذي تكرم فيه الجامعة أبناءها الخريجين ليصبحوا رجال علم نافعين، ونقل لهم تحيات رئيس مجلس الأمناء د. كمال الشرافي والذي اعتذر عن الحضور لوجوده خارج البلاد.
كما وهنأ م. أبو شهلا الطلبة وذويهم قائلا لهم: " أبناءنا الخريجين علماء المستقبل نهنئكم في يوم تخرجكم في ظل هذه الظروف القاسية، ونستذكر وإياكم إخوانكم الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن، والذين كان من المقرر أن يحتفلوا معنا بتخرجهم، ولكنهم نالوا ماهو أسمى عند الله سبحانه وتعالى، ونتقدم بالتهنئة من ذوي الخريجين ونبارك خطواتهم وسعيهم الدائم لدعم وتشجيع أبنائهم".
وأكد م. أبو شهلا على أن جامعة الأقصى تحرص على تأمين فرص تعليمية مختلفة لجميع فئات المجتمع الفلسطيني، وتعمل على تأمين الكوادر العملية والمؤهلة والمدربة لتلبية احتياجات سوق العمل، ليكون لها دور أساسي في عملية البناء والتطوير والتغيير، التي تهدف إلى وضع فلسطين على خارطة الدول المتقدمة علمياً والقادرة على المنافسة عالمياً، كما وتسعى من خلال إداراتها ومجلس أمنائها لإحداث تطور نوعي في مجال التعليم العالي ومخرجاته البحثية والمعرفية، وتطوير مباني الجامعة المختلفة، حيث قامت الجامعة مؤخراً بإقامة مبنى الوحدة والقدس في فرع الحرازين بغزة، بالإضافة إلى مبنى المختبرات الذي يتم إنشاؤه حالياً.
وختم اليوم الأول من الاحتفالات بتكريم الطلبة الخريجين من درجة الماجستير في كليات الجامعة، وطلبة البكالوريوس في كليات: العلوم الطبية، والاعلام، والفنون، والتربية البدنية والرياضية، والإدارة والتمويل.