يخرج رشاد الهسي (77 عاماً) من منزله يومياً منذ ساعات الصباح البكر، متجهاً إلى ميناء غزة البحري، ليبدأ بغزل شباك الصيد التي يبلغ طول الواحد منها 120 متر، وعرضه 8 متر.
يجلس الهسي على أكوام من شباك الصيد وسط ميناء غزة البحري، فعمر مهنته تجاوز عشرات السنين، حاملاً بيده الخيط الأخضر والإبرة، مرتدياً نظارته ليتمكن من رؤية شباك الصيد.
انتقل الهسي من مهنة الصيد إلى مهنة غزل شباك الصيد، عندما دمر الاحتلال الإسرائيلي مركبته عام 2017، ولم تمكنه ظروفه الاقتصادية من شراء مركبة أخرى ليباشر عمله في الصيد.
يقول الهسي في لقاء مع وكالة (APA): "إن صيادين قطاع غزة يعانون من نقص معدات الصيد، بسبب استمرار إغلاق المعابر، ما يدفع الكثير منهم إلى إعادة غزل شباكهم المهترئة، من خلال خياطتها مره أخرى".
ولفت إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الصياد الفلسطيني، وخاصة بعدما اقتصر عمله على ترميم شباك الصيد فقط، حيث لا يتجاوز دخله اليومي من 10 إلى 20 شيكل، وفي أيام عديدة يكون الدخل المادي معدوم تماماً.
وعلى حد تعبير الهسي "الصياد لا يعرف أن يكون إلا صياداً، فلا يستطيع أن يمتهن مهنة أخرى، حتى أبسطها، ما يجعل علاقة الصيادين في البحر كعلاقة الأم بأبنائها".
لذلك اختار الهسي العمل في مهنة غزل شباك الصيد، كونها لا تبعد عن مهنة الصياد، ولا تفرقه عن ميناء غزة البحري.
وذكر معاناته من ضعف قدرته على العمل لكبر سنه، ولا يوجد من يستطيع أن يعيله من أبنائه "أولادي مش قادرين يعيلوا عائلاتهم عشان يعيلوني".
وأضاف الهسي "يتم دعم كبار السن في كثير من الدول، مراعاة لكبر سنه وضعف صحته، وعدم قدرته على العمل، لكننا في قطاع غزة مجبرون على العمل لتوفير لقمة العيش والدواء".
ووجه رسالة بمناسبة اليوم العالمي لكبار السن قائلاً "دعم كبار السن واجب انساني، فهو مسؤول على إعالة أسرته وزوجته المسنة حتى آخر يوم في عمره".
ونوه الهسي إلى أن كثيراً من الأيام يأتي إلى عمله متعباً، ولكنه مجبر على توفير لقمة العيش له ولزوجته.
الجدير بالذكر، أن الأول من أكتوبر من عام يصادف اليوم العالمي للمسنين، فيحتفل العالم بهذه المناسبة تقديراً لجهودهم، وتسليط الضوء على الاسهامات الكبيرة التي يقدمها المسنون في المجتمع، ورفع مستوى الوعي بالمشكلات والتحديات التي يواجهها كبار السن.