الهباش يعقب على قرار قضائي إسرائيلي "غير مسبوق"حول "الصلاة الصامتة" في المسجد الأقصى

د. محمود الهباش
  • الهباش: "محاكم" الاحتلال جزء رئيس من منظومة العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى
  • محافظ القدس: قرار السماح لليهود بالصلاة الصامتة في الأقصى يمثل سابقة خطيرة وتمهيدا لشرعنة الصلاة اليهودية فيه

 قال الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية ان "ما تسمى "محكمة القدس" الاسرائيلية هي جزء رئيس في منظومة العدوان الإسرائيلي المستمر على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس والشعب الفلسطيني بشكل عام."

وأضاف الهباش في بيان صحفي رداً على قرار "محكمة الاحتلال" الذي صدر اليوم في مدينة القدس المحتلة بحق اليهود في الصلاة داخل المسجد الأقصى المبارك، واصفاً القرار بأنه جريمة حرب جديدة تضاف الى سلسلة الجرائم التي نفذتها وتنفذها ما تسمى منظومة القضاء في دولة الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك، مضيفاً أن مثل هذه الهرطقات هي بمثابة وصفة جاهزة لتفجير الأوضاع وإشعال فتيل الحرب الدينية التي لن تبقى في فلسطين فحسب وإنما سيصل مداها لكل أرجاء العالم ولن تكون دولة الاحتلال بمنأى عن لظاها وعواقبها .

وأكد قاضي القضاة ان المسجد الأقصى كان وما زال وسيبقى مسجداً إسلامياً خالصا بقرار رباني كما جاء في سورة الإسراء وكما نصت عليه القوانين الدولية وقرارات منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة والتي أكدت في أكثر من قرار أن الحرم القدسي تراث إسلامي خالص لا حق لغير المسلمين فيه، مؤكداً أن دولة الاحتلال تمارس عملية تزوير وسرقة كبرى بحق المقدسات الإسلامية ومخططاً شيطانياً لتهويد مدينة القدس ظناً منها أن استخدام المحاكم والقضاء سيغير من الحقيقة شيئاً وهذا لن يكون .

وطالب الهباش المنظومة الدولية وعلى رأسها "اليونسكو" حماية قراراتها المتعلقة بمدينة القدس وعلى وجه الخصوص الحرم القدسي الشريف والدفاع عن حق المسلمين في العبادة بكل حرية في المسجد الأقصى المبارك وفرض العقوبات الرادعة على دولة الاحتلال ومنظومتها القضائية التي ترتكب جريمة جديدة بحق الإنسانية والتراث العالمي وعقيدة المسلمين في العالم أجمع ، بالإضافة لإنتهاكها القانون الدولي .  

وأضاف الهباش ان الشعب الفلسطيني لا يرى فيما يسمى "القضاء" في دولة الاحتلال إلا جزءاً من منظومة احتلالية مجرمة تمارس الظلم والعدوان بحق أبناء شعبنا وعلى رأسهم الأسرى الأبطال وجثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال فيما يعرف بمقابر الأرقام وأخيراً وليس آخراً سلسلة القرارات العدوانية بحق المسجد الأقصى المبارك كإحدى خطوات مخطط تهويد المدينة المقدسة والمسجد الاقصى ، مؤكداً أننا لن نقبل بمثل هذا العدوان وسندافع عن أقصانا وقدسنا بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة ولن نرفع الراية البيضاء أبداً .

هذا واعتبر قرار قضائي إسرائيلي أن "الصلاة الصامتة" لليهود في المسجد الأقصى المبارك، ليست "عملا إجراميا".

وقالت القناة السابعة العبرية، يوم الأربعاء، إن "قاضية محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، بيهلا يهالوم قضت بأن الصلاة الصامتة، في الحرم القدسي (المسجد الأقصى)، لا يمكن تفسيرها على أنها عمل إجرامي".

وأشارت إلى أن القاضية "أمرت الشرطة بإسقاط أمر تقييدي، فُرض على الحاخام أرييه ليبو، الذي كان قد مُنع من دخول الحرم، بسبب أدائه صلاة صامتة"، بالمسجد الأقصى.

وأشارت القناة العبرية إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي تؤيد فيها محكمة، صلاة اليهود في الموقع المقدس".

ومؤخرا، بدأ مستوطنون إسرائيليون، بأداء "صوات صامتة"، خلال اقتحاماتهم للمسجد الأقصى.

وتغض الشرطة الإسرائيلية الطرف عن بعض المستوطنين حين أداء تلك الصلوات، في حين تُخرج مستوطنين آخرين من المسجد.

وكتبت القاضية الإسرائيلية في قرارها بشأن الحاخام ليبو "زياراته اليومية إلى الحرم القدسي، تشير إلى مدى أهمية ذلك بالنسبة له".

ورحب المحامي اليميني الإسرائيلي موشيه بولسكي، بقرار المحكمة.

وقال بولسكي للقناة السابعة: "نرحب بقرار المحكمة، الذي يؤيد فعليًا ما كان يحدث بالفعل في الحرم القدسي، خلال العام الماضي، وهو تصريح بحكم الأمر الواقع لليهود الذين يزورون الحرم القدسي ويريدون الصلاة".

وأضاف: "من غير المعقول أن يُمنع اليهود من الهمس بالصلوات حتى في صمت، في الحرم القدسي، بينما يمكن للمسلمين في الحرم القدسي أن يفعلوا ما يريدون من صلاة، وإلقاء محاضرات دينية، ولعب كرة القدم، وحتى الشغب"، على حد تعبيره.

وتابع: "في حين أن الشرطة لا تفعل شيئًا لمنع أي من هذا، فإنه يتم جعل اليهود يشعرون بأنهم غرباء في هذا المكان المقدس، نأمل أنه من الآن فصاعدًا، ألا تمنع الشرطة المصلين الموجودين بالفعل في المكان"، من أداء الصلوات الصامتة.

ولفتت القناة العبرية إلى أن السلطات، خلال العام الجاري، "غالبًا" ما تغض الطرف عن صلاة اليهود السرية في الموقع المقدس، في حين كانت تتشدد خلال السنوات الماضية في هذا الأمر حيث كانت تخرجهم من المسجد.

ويقتحم المستوطنون المسجد الأقصى، بصورة شبه يومية، على فترتين، صباحية وبعد صلاة الظهر، عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية.

وبدأت الشرطة الإسرائيلية بالسماح للاقتحامات في العام 2003، رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس. 

ودعا محافظ القدس عدنان غيث إلى ضرورة احترام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، للوضع التاريخي القانوني في المسجد الأقصى المبارك بمساحته 144 دونماً، كونه حقا خالصا للمسلمين وحدهم وجزءا من عقيدتهم ولا يشاركهم به أحد.

وجاء ذلك في بيان صادر عن المحافظة مساء اليوم ، تعقيبا على قرار محكمة إسرائيلية بمنح اليهود حق أداء "صلاة صامتة" في الحرم القدسي ، أن "الصلاة الصامتة في الحرم القدسي لا يمكن تفسيرها على أنها عمل إجرامي".  

وأكد غيث رفض أي شكل من أشكال الاقتحامات من قبل المستوطنين، داعيا لاحترام الوصاية الهاشمية، مشيدا بالدور الأردني الهاشمي في حماية الأقصى والأوقاف، ودعم دور الأوقاف الإسلامية باستمرار إدارتها للمسجد بكل مرافقه.

وقال "شهدنا في الأسبوعين الماضيين أداء المقتحمين للصلوات ورفع العلم الإسرائيلي، واعتقال للمصلين المسلمين وتقييد دخولهم والاعتداء بدنياً على بعضهم".

وأكد أن قرار اليوم بالسماح للمقتحمين المستوطنين بأداء الصلوات الصامتة يأتي ضمن السياق التاريخي بتقسيم الأقصى تمهيداً لإقامة الهيكل المزعوم".

وحذر من أخطار حرب دينية في حال استمرار عدم احترام مشاعر المسلمين ومقدساتهم في القدس وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.

وثمن موقف المرابطين والمرابطات داخل المسجد الأقصى المبارك، داعيا إلى تكثيف عمارته وإقامة الصلوات فيه.

فهرس


 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة