- بقلم المحامي علي ابوحبله
تشهد المنطقة تغيرات إقليميه ودوليه في ظل إدارة بإيدن وهذه التغيرات تنعكس بمرد ودها على القضية الفلسطينية ، و على القيادة الفلسطينية أن تعيد تقييم مواقفها السياسية وتحالفاتها الاقليميه والدولية بعد فشل اتفاق أوسلو بتحقيق أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، وبعد أن أخفقت خارطة الطريق برؤيا الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن بتحقيق رؤيا الدولتين الفلسطينية والاسرائليه لتعيشان جنبا إلى جنب ، وفشل أدارة اوباما بتحقيق السلام وإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على ضوء وعود الرئيس الأمريكي اوباما بخطابه الموجه للعالم الإسلامي من اسطنبول وخطابه الموجه للعالم العربي من جامعة القاهرة ، وسقوط صفقة القرن بسقوط ترامب في ظل إخفاق التوصل إلى اتفاقية سلام على ضوء التعنت الإسرائيلي والاستمرار في عملية تهويد القدس والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والتوسع الاستيطاني وإقامة بؤر استيطانيه جديدة وهدم بيوت الفلسطينيين والاستمرار في سياسة الاعتقال السياسي ورفض التجاوب مع المطالب المحقة للشعب الفلسطيني وإعلان رئيس حكومة بينت لابيد عن رفضهما لإقامة دوله فلسطينيه مستقلة وعاصمتها القدس وعرض مبادرة لابيد وزير الخارجية الإسرائيلي القائم بأعمال رئيس الحكومة مشروع مقايضة الأمن في الاقتصاد الامر الذي يرفضه الفلسطينيون .
ان سقوط صفقة القرن وعدم بلورة خطه للسلام تستند لرؤيا الدولتين وقرارات الشرعية الدولية قابله للتنفيذ من قبل إدارة بإيدن ، دفعت الرئيس محمود عباس بإمهال حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال عام وترك الباب مفتوحا امام الخيارات الفلسطينية . إن تهرب حكومات إسرائيل من استحقاقات العملية السلمية ، وإتنفيذ خطة الانسحاب الأحادي من جانب واحد من قطاع غزه أدت إلى ما تشهده الساحة الفلسطينية من انقسام جغرافي أدى لفصل قطاع غزه عن الضفة الغربية منذ عام 2007 ووضع العراقيل والفيتو على عملية إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية وبالعودة للوضع الفلسطيني إلى ما كان عليه قبل عملية الفصل التي نشهدها حاليا ، إن استحواذ أمريكا على الملف الفلسطيني في ظل عدم اتخاذ مواقف امريكيه جديه نحو التقدم في عملية السلام في ظل استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل وتبني المطالب الاسرائيليه المتمثلة بالاعتراف بيهودية ألدوله والإبقاء على المستوطنات الكبرى ألمقامه على الأراضي الفلسطينية المحتلة وتهويد القدس حيث تعجز الاداره الامريكيه عن ممارسة أية ضغوطات حقيقية على حكومة بينت لابيد لوقف سياستها التهويد والاستيطانية ووقف إجراءاتها ومخططها الهادف لتفريغ القدس من سكانها الأصليين ، إن الثقة في المواقف الامريكيه تكاد تكون منعدمة لانحيازها المطلق لإسرائيل ،
خاصة وان هناك تغير استراتيجي في الموقف الأمريكي تجاه ما يجري في منطقة الشرق الأوسط حيث تسعى الاداره الامريكيه لتغيير في تحالفاتها الاقليميه على ضوء ما يشهده العالم من تغير في موازين القوى الدولية والاقليميه ومحاولات امريكا للتفرغ لتصديها لسياسة التوسع والهيمنة الصينية ، إن التغيرات في موازين القوى الدولية والاقليميه وسياسة منافسة أمريكا من قبل الصين في ظل تنامي قوة معسكر دول البر يكس وتنامي الشعور بقوة منظمة شنغهاي التعاونية في ظل التراجع والانحسار لقوة أمريكا ونفوذ حلف الناتو وتراجع القوه للاتحاد الأوروبي ، مما يتطلب مراجعه جذريه للتحالفات الفلسطينية ، مع ما يستتبع ذلك من ضغوطات تمارس على الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية من خلال الضغوط الممارسة على الفلسطينيين بورقة المساعدات المالية والمنح المالية مما يساهم في إضعاف الموقف الفلسطيني واستسلامه للضغوط الممارسة عليه مع الإبقاء على الجمود الذي تشهده القضية الفلسطينية ضمن الإبقاء على عبثية المفاوضات في ظل استمرار إسرائيل بالتعنت وممارساتها القمعية والاستيطانية ، إن جملة التغيرات التي تشهدها المنطقة تتطلب تحول استراتيجي بالموقف الفلسطيني لضرورة استغلال تلك التغيرات الدولية والاقليميه وتوظيفها لصالح القضية الفلسطينية التي هي مفتاح الأمن والسلام في المنطقة ،
إن جمود الموقف الفلسطيني على حاله يضر بالمصلحة الوطنية الفلسطينية ويبقي القضية الفلسطينية على حالة الجمود ويجعل الكيان الإسرائيلي يتعنت في مواقفه ، إن الفلسطينيين مطالبون بإعادة ترتيب أوراق البيت الفلسطيني والخروج من دائرة الاستسلام والتشرذم والانقسام الذي عليه الوضع الفلسطيني ، وذلك من خلال الخروج من هذه الدائرة ، وذلك في ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وتخطي كافة العقبات التي تحول ولغاية الآن من الانتصار على الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وهذا يتطلب من كافة القوى والفصائل الفلسطينية أن تنتصر للقضية الفلسطينية وان تخرج نفسها من التمحور والتحزب لصالح قوى لا تخدم القضية الفلسطينية مما يتطلب من حركة حماس أن تخرج نفسها من مظلة حركة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وان تعود لمظلة البيت الفلسطيني وكذلك القوى الفلسطينية الأخرى ، إن توحيد الرؤى الفلسطينية والصف الوطني الفلسطيني بإنهاء الانقسام الفلسطيني وإعادة أللحمه والوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني هي الخطوة الأولى نحو بناء استراتجيه فلسطينيه يكون بمقدورها أن تعيد القضية الفلسطينية لتتصدر الاولويه على أجندة ما تشهده المنطقة ضمن عملية إعادة اقتسام النفوذ والمصالح ، بما يضمن إعادة ملف القضية الفلسطينية لموقعها على الخريطة الدولية والاقليميه ويخرجها من دائرة التبعية والتعسف والتعنت لإسرائيلي ،وهذا يتطلب التنسيق والتكامل الاقتصادي مع الأردن على طريق مواجهة المخططات الاسرائيليه سيما وأن الأردن يشكل نقطة الارتكاز في رسم سياسة المنطقة وهذا يضمن تحرك المجتمع الدولي لضرورة الاهتمام بالقضية الفلسطينية وبالعودة بالقضية الفلسطينية لمرجعية مجلس الأمن لإرغام إسرائيل على ضرورة الانصياع لتطبيق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة وبضرورة انصياعها للانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت