كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن ضغوطًا تمارس من قبل الولايات المتحدة الأميركية ومصر على حركتي فتح وحماس، للعمل من أجل تشكيل حكومة وحدة فلسطينية تعمل مع كلا الجانبين لتعزيز الهدوء طويل الأمد في المنطقة وإعادة إعمار قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية، قولها إن " نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الفلسطينية الإسرائيلية هادي عمرو الذي زار رام الله الأسبوع الماضي والتقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، قدم اقتراحًا لتشكيل حكومة جديدة يشارك فيها ممثلو حماس أو حكومة تكنوقراط."
وبحسب الصحيفة، فإنها "علمت أن الرئيس عباس أوضح للمسؤول الأميركي أنه سيوافق فقط على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن تلتزم بجميع الاتفاقيات، وهو ما أكده مسؤول فلسطيني للصحيفة."
وقال مسؤول فلسطيني كبير آخر للصحيفة العبرية "من يعرف التفاصيل، يدرك أن كل ما يهم الإدارة الأميركية وكذلك مصر هو منع التصعيد في غزة، أما بخصوص الضفة الغربية فلا توجد خطة في الأفق"، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية الحالية تبنت الموقف الإسرائيلي بأنه لا جدوى من الحديث عن تسوية سياسية، ولذلك الجهد الأساسي موجه لتحقيق الهدوء في القطاع مقابل إعادة الإعمار وتقديم تسهيلات إنسانية واقتصادية ومدنية تشمل الضفة.
وتقول الصحيفة، إنه في رام الله هناك تأكيدات أنه ليس من قبيل المصادفة أن يهاتف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس عباس، خلال زيارة المسؤول الأميركي، والحديث بين الجانبين عن المصالحة وعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.
ووفقًا للصحيفة، فإنه في رام الله تم تفسير هذه الخطوة على أنها محاولة مصرية لإثبات للإدارة الأميركية أن القاهرة لاعب رئيس في ساحة الشرق الأوسط، سواء فيما يتعلق بالفلسطينيين أو إسرائيل، وأن كبار مسؤولي حماس في القاهرة بما فيهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وأنه يمكن استغلال هذه الزيارة من أجل التحرك مع السلطة الفلسطينية في هذا الملف.
وأشارت الصحيفة، إلى بيان حركة حماس الذي تطرقت فيه إلى استعدادها للمصالحة الفلسطينية سواء من الانتخابات أو تشكيل قيادة موحدة لفترة محدودة تهيئ لانتخابات رئاسية وتشريعية.
وفي غضون ذلك، في رام الله تتزايد التقديرات بأن الإدارة الأميركية لا تنوي تقديم خطة سياسية في المستقبل القريب، وبالتالي فإن معظم الجهود ستوجه إلى قطاع غزة.
وقال مسؤول فلسطيني كبير للصحيفة، إنه عندما أثار الرئيس عباس قضية إعادة فتح القنصلية الأميركية لسكان شرقي القدس خلال اللقاء مع عمرو، رد الأخير أن الأمر يتعلق بمكتب بينيت.
وأضاف المسؤول "صدمنا من الإجاية، لمذا يجب أن يتم الحصول على موافقة بينيت، إذا كانت الإدارة تدعم حقًا حل الدولتين؟".
وعلمت "هآرتس" أنهم في إسرائيل اشتكوا للأميركيين من المصطلحات التي يطلقها الفلسطينيون في الآونة الأخيرة، بما في ذلك قضية الدولة الواحدة والمسألة الديمغرافية، وأن عمرو أثار القضية خلال لقائه مع عباس، الأمر الذي أثار استياء الفلسطينيين.
ورفضت السفارة الأميركية الرد على ما جاء في التقرير، وقالت إنها لا تعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة.