أبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأحد، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة، وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، عن المسجد لمدّة أسبوع "قابلة للتجديد".
واستدعت شرطة الاحتلال الشيخ عكرمة صبري للتحقيق معه في وقت سابق اليوم، واقتحمت في ساعات الصباح الباكر قوات من المخابرات الإسرائيلية وعناصر "حرس الحدود" منزله في حي الصوانة، وسلمته بلاغا لمراجعة قسم المخابرات في معتقل المسكوبية في القدس.
وبعد انتهاء التحقيق الذي استمرّ لخمس ساعات بحسب صبري، قال الشيخ: "كان التركيز على موضوع الأقصى، وأن وجودي في المسجد يثير التوتر، ويؤدي إلى اضطراب وغخلال بالأمن".
وأضاف: "كما كان تركيزهم بشكل خاص، على باب الرحمة، وأنا قلت لهم إنه أحد أبواب المسجد وسيبقى مفتوحا".
وتابع صبري: "تجوالي في المساجد الأخرى، هي ضمن وظيفتي الدينية، فانا أخطب في أي مسجد تُوجّه إليّ دعوة إليه".
وفي ما يخصّ قرار الإبعاد، شدّد صبري على أنه يرفض القرار، وذكر أنه "يتعارض مع حرية العبادة، لأن حريّتي أن أصلي في الأقصى".
وقال: "أفرجوا عني بشرط الإبعاد عن الأقصى لمدة أسبوع"، لافتا إلى أن قرار الإبعاد "قابل للتجديد" كذلك.
وأضاف صبري: "لقد طلبوا مني التوقيع على قرار الإبعاد، إلا أنني رفضت ذلك، وقلت إنه قرار باطل، وتعارض مع وظيفتي الدينية، ولن يؤدّي إلى الاستقرار".
كما أتى استدعاء الشيخ صبري للتحقيق، بعد تصريحات حذر من خلالها من خطورة السماح لليهود بـ"الصلاة الصامتة" في ساحات الأقصى، قائلا إن "هذه الخطوة تكمن في شرعنة صلاة اليهود بقرار محمي قانونيا يمنحهم الحق في اقتحام المسجد وقتما يريدون".
وأكد خطيب المسجد الأقصى أن ما يسمى بـ"الصلاة الصامتة"؛ خطوة إسرائيلية متقدمة لفرض السيادة الكامل على باحات الأقصى، تنفيذا لسياسة التقسيم الزماني في ساحات الأقصى.
وأشار إلى وجود خطة إسرائيلية منذ سنوات لفرض السيادة على المسجد الأقصى وقد بدأت فعليا بتطبيقها على أرض الواقع في ظل غفوة الدول والشعوب العربية والإسلامية، داعيا الجميع للقيام بواجبه لحماية القدس والأقصى.
-
أعمال تجريف في المقبرة اليوسفية بالقدس
هذا وجرفت آليات تابعة للاحتلال الإسرائيلي، يوم الأحد، أجزاء من المقبرة اليوسفية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الشرقية.
وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالأوقاف الإسلامية في القدس الحاج مصطفى أبو زهرة، "إن قوات الاحتلال جرفت قبرا من مقبرة الشهداء التابعة للمقبرة اليوسفية حيث ظهرت عظام أحد الموتى، وقد قمنا بعد ذلك بإخراج الجرافة التي قامت بتجريف القبر، وترميمه وإعادته إلى ما كان عليه، وأجبرنا الجرافة وقوات الاحتلال على مغادرة المكان".
وتأتي عمليات التجريف، بعد أن استجابت المحاكم الإسرائيلية لطلب بلدية الاحتلال في القدس وما تعرف بـ"سلطة الطبيعة"، باستئناف أعمال التجريف في المقبرة، ويشمل القرار كذلك السماح بتحويل قطعة الأرض إلى حديقة عامة من أجل ضمان منع المسلمين من استحداث قبور جديدة فيها، ضمن مساعي تهويد القدس وتغيير تاريخها وجغرافيتها.
وكانت قوات الاحتلال قد هدمت سور المقبرة والدرج في المدخل المؤدي إليها مطلع شهر كانون الأول 2020، وواصلت بعدها أعمال الحفر والتجريف في مقبرة الشهداء، والتي تضم رفات شهداء من الجيشين العراقي والأردني، لصالح "مسار الحديقة التوراتية".
وتقع مقبرة اليوسفية شمال مقبرة باب الرحمة وبمحاذاة سور القدس الشرقي، وتتعرض منذ سنوات إلى هجمة من قبل سلطات الاحتلال وحفريات، وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط.
وفي إطار ذلك، هدمت قوات الاحتلال سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط وأزالت درجها الأثري أيضا، إضافة للدرج المؤدي إلى امتدادها من مقبرة الشهداء، تنفيذا لمجموعة مخططات إسرائيلية متداخلة أعدت منذ فترة طويلة.
وفي عام 2014 منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي وأقدم على إزالة عشرين قبرا تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.
وتعتبر المقبرة، أحد أهم وأبرز المقابر الإسلامية في مدينة القدس، وتعج برفات عموم أهل المدينة المقدسة وكبار العلماء والمجاهدين، إلى جانب مئات الشهداء.
وتعمل بلدية الاحتلال منذ فترة طويلة على محاصرة المقبرة وإحاطتها بالمشاريع التهويدية والمسارات والحدائق التلمودية على امتداد السور الشرقي لمدينة القدس وبمحاذاة المقبرة، بهدف إخفاء معالم الممرات والمواقع التاريخية الأصيلة المحيطة بالمقبرة.