اعتبرت محافظة القدس أن ما جرى ويجري في مقبرة اليوسفية، من استهداف واضح لمقابر المسلمين لا يمكن اعتباره غير أنه "جريمة بشعة من أطراف طالما تباكت على ظلم واضطهاد الشعوب الأخرى لهم ولمعتقداتهم ولشعبهم."
جاء ذلك في بيان لمحافظة القدس تعقيباً على ما قامت به بلدية الاحتلال صباح الأحد، من تجريف قبور المسلمين في مقبرة اليوسفية الواقعة شرق المسجد الاقصى والملاصقة لبوابة باب الرحمة والتي تحوي قبور الصحابة والشهداء من الشعبين الفلسطيني والأردني وقبور المئات من المسلمين، من أجل إنشاء حديقة تلمودية توراتية مكانها في قلب مقبرة المسلمين، منوهة إلى أن تهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها أصبح يطال حتى الأموات في قبورهم التي نهت عنه كل الأديان والشرائع والكتب السماوية.
وتساءلت المحافظة: متى ستكترث الأسرة الدولية لحقوق الفلسطينيين وتوفر لهم الحماية الدولية لحفظ حقوق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وأحيائنا وأمواتنا من جرائم الاحتلال؟ وهل يعتقد العالم أن القوة القائمة بالاحتلال ممكن أن تجلب الهدوء والاستقرار والأمن لأحد في العالم في ظل هذه الحلقة الجديدة من مسلسل العدوان الذي يستهدف مقابر المسلمين في اليوسفية وباب الرحمة ومقبرة مأمن الله والمجاهدين وكافة المقابر الإسلامية في جميع الأراضي الفلسطينية.
وذكرت المحافظة في بيانها أن منطق البلطجة والقمع لن يجدي نفعاً، داعية كل الحقوقيين أفراداً ومؤسسات وجماعات لملاحقة الاحتلال قانونياً على كافة المستويات لوقف هذه الجرائم والعدوان المستمر على ابناء شعبنا، كما دعت أبناء الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه الوطنية والإسلامية ومؤسساته وفعالياته الرسمية والشعبية إلى نبذ الفرقة والتخندق معاً تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية البيت الجامع للكل الفلسطيني، من أجل الدفاع عن مقدساتنا وأحيائنا وكرامة أمواتنا وشهدائنا وجرحانا.
وتابعت: ماذا يمكن بعد كل هذا أن يوحدنا ؟ الا تكفي هذه الصرخة التي انطلقت اليوم وتنطلق كل يوم من كل بيت وحي وزاوية وشاب وعجوز وامرأة؟ اليس من مجيب لصرخة أوجاع وألم وحلم الشباب الذي يضيع وتندثر طموحاته بفعل شرذمتنا وتشتت صفوفنا؟ اليس من مجيب لصرخات القدس بحجارتها وأشجارها وأهلها؟ أما آن لنا أن نتوحد من أجلها ولأجل مسرى رسولنا الكريم والأرض التي بارك الله حولها.
وتوجهت محافظة القدس بمناشدتها لكل وسائل الإعلام والكتاب والصحفيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى توحيد خطابها والدعوة من أجل وحدة الصفوف ورصها ونبذ الخلافات والترفع عن صغائر الأمور والعمل معاً من أجل الهدف الأسمى وهو الانعتاق من الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان والمقدسات.
وأصيب مواطنان في اعتداء قوات الاحتلال على مصلين قرب المقبرة اليوسفية بالقدس المحتلة احتجوا على نبش قبور اسلامية من قبل الاحتلال وأدوا صلاتي المغرب والعشاء هناك.
وقالت طواقم الهلال الاحمر في القدس: إنها تعاملت مع إصابتين بقنابل الصوت تم علاجهما ميدانيا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في باب الأسباط (المقبرة اليوسفية) وأن أحد المصابين هو ضابط اسعاف من الهلال الأحمر.
وأضرم شبّان، النيران، في مخزن حديدي متنقّل (كونتينر)، يتبع لبلدية الاحتلال وسلطة الطبيعة وضع داخل مقبرة مقبرة اليوسيفية في القدس رفضا لمخطط لتحويل المقبرة لحديقة توراتية.
وهتف العشرات بشعارات من قبيل؛ "هاي المقابر إلنا"، و"مستوطن برّا برّا"، و"يا شهيد ارتاح ارتاح إحنا بنكمل الكفاح، و"هاي الأرض ما بتموت... عليها المقدسيّة ".
وكانت آليات تابعة للاحتلال الإسرائيلي، قد جرفت اليوم ، أجزاء من المقبرة اليوسفية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الشرقية.
وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالأوقاف الإسلامية في القدس الحاج مصطفى أبو زهرة، "إن قوات الاحتلال جرفت قبرا من مقبرة الشهداء التابعة للمقبرة اليوسفية حيث ظهرت عظام أحد الموتى، وقد قمنا بعد ذلك بإخراج الجرافة التي قامت بتجريف القبر، وترميمه وإعادته إلى ما كان عليه، وأجبرنا الجرافة وقوات الاحتلال على مغادرة المكان".
وتأتي عمليات التجريف، بعد أن استجابت المحاكم الإسرائيلية لطلب بلدية الاحتلال في القدس وما تعرف بـ"سلطة الطبيعة"، باستئناف أعمال التجريف في المقبرة، ويشمل القرار كذلك السماح بتحويل قطعة الأرض إلى حديقة عامة من أجل ضمان منع المسلمين من استحداث قبور جديدة فيها، ضمن مساعي تهويد القدس وتغيير تاريخها وجغرافيتها.
وكانت قوات الاحتلال قد هدمت سور المقبرة والدرج في المدخل المؤدي إليها مطلع شهر كانون الأول 2020، وواصلت بعدها أعمال الحفر والتجريف في مقبرة الشهداء، والتي تضم رفات شهداء من الجيشين العراقي والأردني، لصالح "مسار الحديقة التوراتية".
وتقع مقبرة اليوسفية شمال مقبرة باب الرحمة وبمحاذاة سور القدس الشرقي، وتتعرض منذ سنوات إلى هجمة من قبل سلطات الاحتلال وحفريات، وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط.
وفي إطار ذلك، هدمت قوات الاحتلال سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط وأزالت درجها الأثري أيضا، إضافة للدرج المؤدي إلى امتدادها من مقبرة الشهداء، تنفيذا لمجموعة مخططات إسرائيلية متداخلة أعدت منذ فترة طويلة.
وفي عام 2014 منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي وأقدم على إزالة عشرين قبرا تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.
وتعتبر المقبرة، أحد أهم وأبرز المقابر الإسلامية في مدينة القدس، وتعج برفات عموم أهل المدينة المقدسة وكبار العلماء والمجاهدين، إلى جانب مئات الشهداء.
وتعمل بلدية الاحتلال منذ فترة طويلة على محاصرة المقبرة وإحاطتها بالمشاريع التهويدية والمسارات والحدائق التلمودية على امتداد السور الشرقي لمدينة القدس وبمحاذاة المقبرة، بهدف إخفاء معالم الممرات والمواقع التاريخية الأصيلة المحيطة بالمقبرة.