- بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني
في هذا الزمان الحروب كثيرة ومتنوعة، ومنها ما هو جيشاً لجيش أو صواريخ أو حرباً تكنولوجية سيبرانية على سبيل المثال لا الحصر، وكثيرة هي الحروب، لكن باعتقادي هي معركة الوعي الذي تتبعها معظم شعوب العالم مثل كوبا أو فنزويلا مثلاً، وغيرها الكثير في العالم الذي يتم اضطهاده من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
عندما تحارب دولة أو شعباً يكون هذا الشعب واعيٍ ومدرك لحجم المؤامرة التي تحاك لبلده، تفشل هذه المعركة، لأنها تقابل بوعي شعوباً لها تاريخ وحضارة على مر العصور، في سوريا مثلاً كسبت المعركة بوعي الشعب السوري، وخسرناها في دولاً أخرى عربية.
ففنزويلا مثلاً الوعي الشعبي بما يحاك له من مؤامرات خارجية، يتم إجهاضه قبل أن يحقق هدفه، وهذه حالة يجب الوقوف عندها، فوعي فنزويلا لهذه المؤامرة واضح، من خلال إفشال أي محاولة انقلاب على الدولة، من قبل المعارضة الفنزويلية المدعومة علناً من قبل أمريكا.
تقوم فنزويلا بإجراء انتخابات خلال الفترة القادمة، وتسمح للمعارضة بخوض مثل هذه الانتخابات، والصندوق هو الفيصل بعد عملية الفرز، وهذا يعتبر تحدياً من فنزويلا بان هذه الانتخابات حرة ونزيهة، والمراقبين الدوليين أكيد سيكون لهم حضوراً أثناء فترة الانتخابات، وتجري هذه الانتخابات في ظروف استثنائية بتفشي فيروس كورونا في العالم، وبفنزويلا تم السيطرة على هذا الفيروس حيث انه لم ينتشر بشكل كبير، وتسجيل الإصابات بالنسبة لعدد السكان يعتبر اقل من ضعيف.
والشعب الفنزويلي يعرف ماذا يريد، وينتخب من يريد، والانتخابات تجري في وقت يشتد به الحصار على فنزويلا، فإستراتيجية فنزويلا بنشر هذا الوعي للعالم ونشره من خلال قنصلياتها المنتشرة في دول العالم أو سفاراتها، وهي تقوم بالترويج للعملية الديمقراطية التي ستجري في فنزويلا عما قريب.
وهذا الوعي الذي بدأ ينتشر بين شعوب العالم المضطهدة بدأ يأتي أكله بشكل واضح، فجميع من يكونوا في السلطة يكون انتمائهم لدولتهم ورئيسهم وليس العكس، هذه هي معركة الوعي التي سار عليها العالم هذه الفترة وتفشل مخطط مقصود به أي دولة كانت.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت