أصدر الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين زياد النخالة تصريحا صحفيا ، مساء الأربعاء، حول تطورات الأوضاع في سجون الاحتلال الإسرائيلي .
وجاء في نص التصريح : "إن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لن تترك أبناءها في السجون الصهيونية ضحايا بين أيدي العدو، وعليه سنقف معهم ونساندهم بكل ما نملك ، حتي لو استدعى ذلك أن نذهب للحرب من أجلهم ، ولن يمنعنا عن ذلك أي اتفاقيات أو أي اعتبارات أخرى. "
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إن 250 أسيرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي من حركة الجهاد الإسلامي، أعلنوا بدء الإضراب المفتوح عن الطعام، احتجاجا على سلسلة العقوبات والإجراءات التنكيلية التي فرضتها الإدارة بحقهم، في أعقاب انتزاع 6 من أسرى سجن "جلبوع" لحريتهم الشهر الماضي.
وأوضح فارس خلال مؤتمر صحفي عقد بمدينة رام الله، يوم الأربعاء، أن شروع الأسرى في الإضراب أعقب حوارا استمر حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية مع إدارة السجون، اقترحت فيه الأخيرة جمع أسرى الحركة في غرفتين بكل قسم، وإعادة كافة المعزولين من أسرى الجهاد الإسلامي، باستثناء زيد بسيسة، وأنس جرادات، وعبد الله العارضة، وإبقاؤهم في زنازين العزل لمدة 3 أشهر إضافية.
وأضاف أن الاقتراح قوبل بالرفض، حيث أصر الأسرى على عودة الأمور إلى سابق عهدها، كما كانت قبل الخامس من أيلول/ سبتمبر الماضي، إلا أن إدارة السجون رفضت ذلك، بناء على توجيهات سياسية من قبل سلطات الاحتلال والمؤسسات الأمنية والعسكرية، التي تتخذ قرارات في مواقف كهذه.
وأشار رئيس نادي الأسير، إلى أن 100 أسير من ضمن الـ250 الذين شرعوا في الإضراب، سيتوقفون بعد أسبوع عن شرب الماء، على أن تنضم مجموعات من كافة الفصائل ومكونات الحركة الأسيرة تباعاً للإضراب عن الطعام.
وأكد قدورة فارس أن إسرائيل استغلت بكل مؤسساتها العسكرية والأمنية والسياسية انتزاع الأسرى الستة حريتهم، ووجدت فيها الفرصة المناسبة من أجل تقويض المنظومة الاعتقالية والتنظيمية في السجون، والتي تشكل الأساس الذي بني عليه كل إنجاز حققته الحركة الأسيرة على مدار العقود الماضية.
وبيّن أن خطورة الوضع في المعتقلات تنبع من أن إدارة السجون وجدت أن الاصطدام بكل مكونات الحركة الأسيرة سيدخلها في معركة خاسرة، خاصة في ظل التفاعل الشعبي محليا ودوليا مع قضية الأسرى الستة، لذلك اتجهت إلى نظام الاستفراد لتقويض التنظيمات شيئا فشيئا، بغية تحويل الحركة الأسيرة إلى أفراد كل منهم مسؤول عن نفسه.
وقال في هذا السياق: "لا يريدون استمرار البنى والهياكل والأطر في المعتقلات، وذلك في إطار المشروع الذي وضعه مجموعة من الأكاديميين وضباط الأمن وبعض الساسة وأسموه (مشروع انتصار إسرائيل)، والذي يستهدف كسر إرادة شعبنا الفلسطيني، انطلاقاً من كسر عزيمة الأسرى الذين يشكلون رموزاً أحياء.
وشدد فارس على أن المعركة لا تقتصر فقط على عقوبات محدودة بحق مجموعة من الأسرى، وإنما تستهدف بنية الحركة الأسيرة وإنجازاتها لكسر عزيمة شعبنا، الأمر الذي يحتم على الفصائل وطلبة الجامعات والأطر النقابية والأهلية تنظيم فعاليات شعبية مساندة لإضراب الأسرى في سجون الاحتلال.
وأضاف أن كل فعالية مساندة من شأنها أن تقصر من عمر الإضراب يوما، ولا يجب الاستخفاف بأي عمل يمكن القيام به في هذه المعركة.
واختتم رئيس نادي الأسير حديثه بالتحذير من خطورة الحالة الصحية للأسرى السبعة المضربين عن الطعام احتجاجاً على الاعتقال الإداري، والذين مضى على إضراب بعضهم عدة أشهر، وفي مقدمتهم كايد الفسفوس ومقداد القواسمي.
وحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير ناصر أبو حميد، الذي يعاني من مرض لا يقل خطورة عن الإصابة بالسرطان، ويتطلب إنقاذ حياته إخضاعه في أقرب وقت ممكن لعملية جراحية لاستئصال أجزاء من الرئة.
بدوره، قال وكيل هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد القادر الخطيب، إن الظروف في سجون الاحتلال مأساوية وقابلة للانفجار، حيث يعاني الأسرى من هجمة غير مسبوقة، ويواجهون عقوبات جدية وفعلية ينتج عنا أذى نفسي وجسدي مباشر، وتحديدا بعد العملية البطولة والاستثنائية لانتزاع الأسرى حريتهم من سجن "جلبوع".
وأضاف: "هناك استهداف مباشر لأسرى الجهاد الإسلامي، وهناك تضامن منقطع النظير من كل التنظيمات لعدم تركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم من إجراءات قمعية من إدارة السجون".
وأكد الخطيب، أنه يتوجب أن تشهد الساحة الفلسطينية في قادم الأيام خطوات إسناد واسعة وشامل مع الأسرى، وتشكيل حاضنة شعبية لدعمهم، نظرا لأنهم يشكلون رمزية وطنية لا زالت هي الأقدس في مكونات شعبنا.
ومن جانبه، أكد رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، أن الأوضاع كارثية ومتصاعدة داخل سجون الاحتلال في ظل عدم الاستجابة للمطلب العادل والإنساني لعدد من الأسرى المضربين عن الطعام احتجاجاً على الاعتقال الإداري، بتحديد سقف زمني للإفراج عنهم.
وأضاف أن الاعتقال الإداري يجدد لنحو 70% من الأسرى، في محاكم صورية وبناء على ملفات سرية تستند إلى تقديرات "الشاباك" الإسرائيلي.
وشدد شومان على أهمية أن تتوحد الحركة الأسيرة بمختلف ألوانها السياسية على برنامج وطني تصعيدي، ضد الإجراءات التي تنتهجها إدارة السجون، ليس فقط بحق أسرى حركة الجهاد الإسلامي وتشتيتهم وتوزيعهم على مختلف الغرف والأقسام في مختلف السجون الإسرائيلية.
وأضاف أن كل المستويات السياسية والحقوقية والقانونية سواء العاملة في فلسطين أو في الخارج، بضرورة منع التغول الإسرائيلي في التعاطي والتعامل مع الأسرى بشكل عام، ومع الجهاد بشكل خاص، وأن تستنهض الهمم كافة من أجل الدفاع عن هذه الشريحة المناضلة وهذه القضية التي تشكل ثابتاً وطنياً فلسطينياً.
ووجه شومان نداء لجماهير شعبنا، ومؤسساته وفصائله وأطره الحركية والشبابية والنسائية والاتحادات والنقابات، بالوقوف إلى جانب الأسرى المضربين عن الطعام والذين تم إعادة، اعتقالهم بعد تمكنهم من انتزاع حريتهم من سجن "جلبوع".
واعلن أن يوم غدٍ سيجري التوافق بين المؤسسات المعنية بالأسرى في سجون الاحتلال والقوى والفصائل على برنامج وطني تصعيدي إسنادي للحركة الأسيرة الفلسطينية، إذا ما استمر الإضراب عن الطعام ولم تستجب إدارة سجون الاحتلال بشكل فوري لمطالب الحركة الأسيرة وأسرى حركة الجهاد الإسلامي بشكل خاص، والأسرى المضربين عن الطعام ضد الاعتقال الإداري.
وقال المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي بالضفة الغربية طارق عز الدين في وقت سابق ، يوم الأربعاء،:" شرع اليوم نحو 150 أسيراً من مجاهدي حركة الجهاد الاسلامي بالإضراب المفتوح عن الطعام ، وهي خطوة في التصعيد المتدرج الذي أقره الأسرى بالسجون في معركتهم ضد إدارة مصلحة السجون وجهاز المخابرات الصهيوني "الشاباك". "
وأضاف عز الدين في بيان صحفي " إن معركة الأسرى هي معركة كل فلسطيني ، ومعركة كل حر في هذا العالم ، فالأسرى طلاب حرية ، وهم عناوين للفعل المشروع طوال مسيرة المقاومة والجهاد التي يخوضها الشعب الفلسطيني دفاعاً عن نفسه وأرضه ومقدساته وفي مواجهة الارهاب والعدوان الصهيوني. "
واعتبر بأن "إسناد الأسرى ونصرتهم هو واجبٌ وطني مقدس ، تشارك فيه كل مكونات العمل الوطني والإسلامي، ولذلك ندعو كل الفصائل والقوى والتيارات السياسية والشبابية والنقابية وقطاع المرأة الفلسطينية وكل أطياف المجتمع ونخبه ومثقفيه وعماله وموظفيه لأوسع مشاركة في إسناد ونصرة الأسرى. "
وقال " إن قوة الفعل الشعبي المساند للأسرى يسهم بشكل فاعل وكبير في تقصير أمد الإضراب وبالتالي فإن كل مسيرة وكل فاعلية وكل كلمة وكل صوت داعم ومساند للأسرى يشكل حماية لهم، وهو بمثابة رسالة للعدو الصهيوني وكل أجهزته بأن المساس بالأسرى سيقلب الأوضاع وينذر بتفجرها، وهذا ما سيردع العدو ويوقف عدوانه ويضغط عليه لوقف وانهاء كل إجراءاته العدائية بحق أسرانا وأسيراتنا. "
ودعا "جماهير شعبنا في كل أماكن تواجده بالداخل والخارج والجاليات الفلسطينية في مختلف دول العالم ، للقيام بدورهم في نصرة الأسرى، وعدم رهن التحرك الفاعل بعداد أيام الإضراب."