في جو تفاعلي شاركت عشرات النساء من قطاع غزة في فعاليات "اليوم الرياضي الوردي" الذي أقيم على أرض ملعب اليرموك وسط مدينة غزة يوم الخميس.
وجرت الفعاليات بدعوة من جمعية "الثقافة والفكر الحر"، وهي منظمة أهلية، ضمن حملة واسعة النطاق للتوعية بضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي تحت شعار "هل تم فحصك؟".
وبدأت الأنشطة بسباق ماراثون للمشي، حيث ارتدى الناجون من المرض وعائلاتهم، بالإضافة عشرات من المشاركات، ملابس وردية وحملوا لافتات تحث النساء على الفحص المبكر.
وشاركت النساء في أنشطة رياضية مختلفة مثل اليوجا وركوب الدراجات، بالإضافة إلى أن فعاليات اليوم الرياضي شملت أيضًا أنشطة فنية وترفيهية.
وقالت فريال ثابت مديرة مركز صحة المرأة في الجمعية لوكالة أنباء (شينخوا) إن "أنشطة الحملة التي تقام سنويا تهدف إلى تشجيع وتثقيف النساء فوق سن (20 عاما) لإجراء فحوصات ذاتية شهرية".
وأضافت أن الفحص الدوري لسرطان الثدي موصى به من قبل الأطباء الذين يشجعون النساء في سن 40 سنة وما فوق على الخضوع للفحص بالأشعة السينية للحفاظ على صحتهن.
وحملة أكتوبر الوردي التي أطلقتها الجمعية لهذا العام بدأت بحملة إعلامية واسعة وقافلة زهرية جابت محافظات القطاع للوصول إلى أكبر عدد ممكن من النساء لدعوتهن لإجراء فحوصات دورية لسرطان الثدي، الأمر الذي من شأنه أن تساعدهم على اكتشاف المرض.
وشددت ثابت على أن كل فرد في المجتمع الفلسطيني يتحمل مسؤوليته في نشر الوعي بين النساء للقيام بالفحص المبكر للسرطان.
وقالت منسقة الفعاليات إيمان الحويحي لـ(شينخوا) إن "اليوم الرياضي هو رسالة للنساء من أجل تركيزهن بضرورة الحفاظ على صحتهن".
ويعد شهر أكتوبر الجاري الشهر العالمي للتوعية حول سرطان الثدي أو "الزهري لأكتوبر".
وتعتبر هذه مبادرة عالمية بدأ العمل بها على المستوى الدولي في أكتوبر 2006، حيث تقوم مواقع حول العالم باتخاذ اللون الزهري أو الوردي كشعار لها من أجل التوعية من مخاطر سرطان الثدي.
كما يتم عمل مناسبات خيرية دولية من أجل رفع التوعية والدعم وتقديم المعلومات والمساندة ضد هذا المرض.
من جهتها، قالت السيدة ابتسام حمد إحدى الناجيات من سرطان الثدي إن الكشف المبكر عن المرض هو الذي أنجاها من الموت المحتوم.
وتضيف حمد التي أصيب بالمرض قبل عدة أعوام لـ(شينخوا)، "اليوم أقف أمام العديد من النساء لأحكي قصة بقائي"، مشددة على أهمية الفحوصات الدورية للنساء.
لكن هبة الصالحي شاركت في اليوم الرياضي لتشجيع جميع النساء على إجراء فحص مبكر لسرطان الثدي حتى يتمكن من تسريع علاجهن.
وأعربت الصالحي عن أسفها لاكتشاف الكثير من النساء في غزة أنهن مريضات، بينما هن في المراحل الأخيرة من المرض وهن على وشك الموت أو مرحلة الخطر، مشيرة إلى الحاجة لانتشار ثقافة الكشف المبكر بين النساء.
وبحسب وزارة الصحة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة فقد بلغ عدد الحالات المسجلة لمرضى السرطان خلال السنوات القليلة الماضية 8644 حالة.
ويقول أحمد الشرفا رئيس قسم الأورام في مستشفى غزة الأوروبي لـ(شينخوا) إن قطاع غزة يسجل نحو 2000 حالة سرطان سنويا.
وأضاف الشرفا أن سرطان الثدي هو الأكثر انتشارا في القطاع بنسبة 18 في المائة بين النساء، يليه سرطان القولون وسرطان الدم وسرطان الغدة الدرقية وسرطان الرئة.
وأوضح أن "حملات التوعية التي تنظمها المؤسسات الأهلية تساعد بشكل كبير في الكشف المبكر عن المرض مما يعني أن رحلة العلاج ستكون أسرع ومعدل الشفاء أعلى".