محافظ طولكرم : الاجهزة الامنية اخذت العبرة من حادثة السطو المسلح وليس متفائلا بقرب انتهاء ازمة الكهرباء

محافظ طولكرم عصام ابو بكر.JPG

قال محافظ طولكرم عصام ابو بكر ان الاجهزة الامنية اخذت العبرة من حادثة السطو المسلح على محلات الحواري في مدينة طولكرم كون هذا الحادث هو الاول من نوعه الذي تشهده المحافظة الكرمية وتنفذه عصابة من الداخل متنكرين بزي نساء ومدججين باسلحة متطورة لارهاب المواطنين، مؤكدا ان افراد هذه العصابة استغلو ثغرة امنية وتمكنوا من الفرار الى الداخل بعد تخطيط منظم وسريع.

واوضح ابو بكر خلال مقابلة مع صحيفة  "للحياة الجديدة" ان الاجهزة الامنية تمكنت من معرفة الجناة رغم فرارهم الى الداخل وتم اعتقال بعض الاشخاص المشتبه بمساعدتهم للجناة، والتحقيق ما زال جاريا للوصول الى الجناة وتقديمهم الى العدالة، مؤكدا ان الاجهزة الامنية اخذت العبر من هذا الحادث وقامت بنشر قواتها في محيط البنوك والمصارف ومحلات الذهب والمناطق التي قد تبدو مستهدفة من قبل اللصوص، اضافة الى تحسين قدرة الاتصال والتواصل مع اجهزة الامن الفلسطينية ونشر المزيد من كاميرات المراقبة على الطرقات والمفارق الرئيسية التي تساعد اجهزة الامن في الوصول الى الجناة بسرعة قياسية.

واشار ابو بكر ان الاجهزة الامنية قامت باجراء ترتيبات امنية جديدة لاغلاق الطرقات والمنافذ المؤدية الى المدينة في حال وقوع حوادث مشابهة رغم الصعوبات والتعقيدات في هذا المجال نظرا لانتشار العشرات من الفتحات المتحركة في جدار الفصل العنصري المؤدية الى الداخل التي يستغلها ويستحدثها العمال للوصول الى اماكن اعمالهم في داخل كيان الاحتلال.

ولفت ابو بكر الى دور اجهزة الامن في كشف الكثير من التفاصيل حول جرائم القتل التي وقعت في المدينة خلال الفترة الاخيرة، وتمكنت اجهزة الامن من كشف التفاصيل الكاملة حولها واعتقال الجناة وتقديمهم الى العدالة، وعلى سبيل المثال حادثة القتل التي وقعت قبل اشهر في مدينة طولكرم واودت بحياة مواطنين من الداخل التي هي امتداد لصراع بين ابناء الداخل، تمكنت اجهزة الامن كشف الجناة وجرى اعتقال بعضهم من قبل الشرطة الاسرائيلية في الداخل وجزء منهم تم التصرف معهم من قبل اجهزة الامن الفلسطينية، كما لفت الى حادثة القتل التي وقعت في بلدة دير الغصون قبل اشهر حيث تمكنت اجهزة الامن من اعتقال الجاني خلال ساعات فقط.

وعبر ابو بكر عن استيائه من استمرار ظاهر اطلاق النار العشوائي في الاعراس او لحظات استقبال الاسرى المحررين، مؤكدا ان اجهزة الامن تبذل جهودا مضنية لكبح جماح هذه الظاهرة سواء باعتقال المخالفين ومصادرة السلاح وتقديمهم الى العدالة او من خلال النصيحة والارشاد وتوعية المواطنين، ورغم كل تلك الاجراءات الى انها تتكرر للاسف باستمرار.

ولفت ابو بكر الى الاجتماعات المتكررة لاجهزة الامن في المدينة التي تمكنت من احباط الكثير من الاعتداءات قبل ان تحصل، مؤكدا ان الجانب الامني جزء اصيل من منظومة السلم الاهلي، مبينا اهمية تعاون المواطنون في هذا المجال، لافتا الى ان الوعي المجتمعي يساهم في حل المشاكل المجتمعية بنسبة 85% حسب قوله، مشيدا بدور دائرة السلم الاهلي في المحافظة في معالجة الكثير من القضايا المجتمعية في المحافظة.

وحول ازمة السيارات في مركز واطراف المدينة اعترف ابو بكر بصعوبة ايجاد حلول سحرية لهذا الموضوع،مؤكدا ان المحافظة بالتعاون مع الشرطة تمكنت من من ايجاد حلول لازمة اكتظاظ المركبات في محيط جامعة خضوري عبر ايجاد مكان مخصص لايواء السيارات داخل الجامعة وعدم ركنها في محيطها مما يؤدي الى حدوث ازمات سير خانقة، مؤكدا على اهمية التواجد الشرطي في مركز المدينة من اجل ضبط حركة السير بطريقة صحيحة والتخفيف قدر الامكان من ازمة المركبات، داعيا البلدية الى تنظيم السوق بشكل جيد والحد من انتشار البسطات على الطرقات والشوارع الرئيسية ومنع اصحاب المحلات من التجارية من استغلال ارصفة المشاه مما يدفع المشاة الى السير في الشوارع الرئيسية والتي قد تفاقم من ازمات السير في مركز المدينة.

وشدد ابو بكر على ضرورة اجراء دراسة من قبل مختصين وخبراء في انظمة السير من اجل معالجة ازمات السير في مراكز المدن الرئيسية وتحديدا طولكرم، مؤكدا ان امكانات البلدية المالية ضعيفة جدا لانشاء جسور للمشاة او اقامة انفاق او جسور مخصصة للسيارات لتجاوز ازمات المرور في مركز المدينة.

وحول ازمة الكهرباء في مدينة طولكرم اوضح ابو بكر انه ليس متفائلا بقرب انتهاء الازمة رغم الانجازات التي حققتها بلدية طولكرم وسلطة الطاقة في انجاز خط صرة طولكرم، حيث تم الانتهاء من بناء البنية التحتية من مدينة طولكرم باتجاه بلدة عنبتا وصولا الى نقطة عناب، كما يجري تمديد خطوط من بلدة صرة باتجاه مفرق دير شرف، ولغاية الان لا توجد هنالك موافقات اسرائيلية للعمل في منطقة (C).

وحول تردي الوضع الاقتصادي في محافظة طولكرم اوضح ابو بكر ان المحافظة سبق ان اعدت دراسة وخارطة استثمارية مخصصة للمحافظة الكرمية، بغرض ارشاد المستثمرين او اصحاب المشاريع الصغيرة لاختيار المشاريع المحلة التي بحاجة اليها المدينة، مؤكدا ان هنالك تخبطا واضحا في ادارة المشاريع التجارية الصغيرة في طولكرم نتيجة اقبال الكثير من التجار على فتح المحلات التجارية ذات السلع المتشابهة، مؤكدا ان المحافظة او الغرفة التجارية غير مخولة بمنع التجار او الزامهم باختيار مصالحهم التجارية، كون نظامنا الاقتصادي لا يتدخل في تحديد او اختيار المشاريع التي يرغب التجار بتنفيذها على ارض الواقع، مؤكدا ان المحافظة تقوم بتوفير البيئة القانونية للمشاريع الصغيرة او الكبيرة، وتوفير البنية التحتية من مياه وكهرباء رغم ان مدينة طولكرم ما زالت تعاني لغاية هذه اللحظة من مشكلة الكهرباء، كونها تؤثر بشكل سلبي على كافة مناحي الحياة في المحافظة الكرمية، علما ان هنالك الكثير من المشاريع التجارية الكبرى في مدينة طولكرم التي حققت نجاحا كبير على المستوى المحلي والدولي مثل مصانع الاسلامية وعزيزة وشوكلاته الحجاز الخ.

ولفت ابو بكر الى اهمية استمرار فتح بوابة (104) لاهلنا المتسوقين من داخل الخط الاخضر، مؤكدا ان الاحتلال يعمد من حين لاخر لاغلاق هذه البوابة بغرض التعكير على المتسوقين من اهلنا في الداخل ما يضطرهم الى سلوك طرق طويلة للوصول الى منازلهم في الداخل.

وحول شكاوى التجار من ارتفاع اسعار عدادات ركن المركبات في طولكرم مقارنة مع المحافظات الاخرى أكد ابو بكر ان المحافظة بالتعاون مع البلدية والغرفة التجارية ستقوم بفحص هذا الامر والتدخل اذا لزم الامر لتوحيد التسعيرة في مختلف محافظات الوطن.

وحول توجه رئاسة الوزراء لعقد اجتماعها الاسبوعي في مدينة طولكرم اسوة بالمحافظات الاخرى اكد ابو بكر ان المحافظة تبلغت بنية مجلس الوزراء عقد اجتماعها الدوري الحكومي الاسبوعي في مدينة طولكرم الا انه لم يتم تحديد الموعد لغاية الان، مؤكدا المحافظة بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص تستعد لطرح احتياجات ومشاكل المحافظة الكرمية من اجل معالجة ملف الكهرباء بشكل تام وافتتاح مستشفى عتيل الحكومي بالسرعة الممكنة.

وتطرق ابو بكر الى اهمية افتتاح مستشفى عتيل الحكومي كونه سيساهم في تقديم خدمة الاسعاف بسرعة اكبر للمواطنين في منطقة الشعراوية بدل ان ياخذ نصف ساعة للوصول الى مستشفى د. ثابت الحكومي كما سيساهم في تخفيف الضغط الهائل على المستشفي الحكومي في طولكرم.

وحول الوضع الصحي في مدينة طولكرم اعترف ابو بكر بصعوبة الوضع الصحي للمحافظة الكرمية خلال الموجة الثالثة من كورونا التي ادت الى ارتفاع حصيلة الاصابات النشطة من 2500-2700 حالة نشطة، وفي الوقت الراهن انخفضت الحالات النشطة لـ 130 حالة فقط، ووفاة اكثر من 50 مواطنا مقارنة مع وفاة 241 مواطنا خلال العام الماضي بفيروس كورونا.

وحول الفكرة القديمة الجديدة لاقامة منطقة صناعية في محافظة طولكرم اوضح ابو بكر انه منذ تسلم زمامه الامور في المحافظة كانت هنالك فكرة لاقامة منطقة صناعية في منطقة الكفريات على مساحة تقدر بـ 700 دونم الا ان تلك الفكرة بقيت حبرا على ورق ولم تطبق فعليا على ارض الواقع، مؤكدا ان المنطقة الصناعية بحاجة الى بنية تحتية وملايين الدولارات من اجل انجازها، وهنالك نماذج لانشاء مناطق صناعية في الوطن لم تحقق نجاحا على ارض الواقع.

ونبه ابو بكر الى الخطة السنوية التي اعدتها المحافظة بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص لمواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية خلال فصل الشتاء، حيث تم تأهيل البنية التحتية في المحافظة بطريقة جيدة وتوسيع العبارات وتنظيف الوديان من اجل الحيلولة دون تراكم المياه مما يؤدي الى حدوث فيضانات لا سمح الله.

وحول تهرب حكومة الاحتلال من استحقاقات عملية السلام اكد ابو بكر ان حكومة الاحتلال الراهنة غير معنية بصنع سلام مع ابناء شعبنا وتبذل جهودا مضنية للحيولة دون اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وماضية في كل اجراءاتها الوحشية لاغتصاب الارض ونهب خيراتها، والتوسيع الاستيطاني، مؤكدا ان القيادة الفلسطينية تواصل استخدام كافة المنابر السياسية في العالم لاستقطاب المجتمع الدولي لصالح القضية الفلسطينية بغرض ممارسة ضغوط على كيان الاحتلال لوقف اجراءاته الوحشية ضد ابناء شعبنا، مؤكدا ان شعبنا وقيادتنا الوطنية لا يوجد خيار لهم الا بالدفاع عن ارضنا ووطنا حتى زوال الاحتلال واقامة الدولة وتقرير المصير.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - طولكرم