أفاد المراسل السياسي لموقع "واللا" العبري باراك رافيد، نقلا عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بأن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن والحكومة الإسرائيلية، تعتزمان تشكيل طاقما مشتركا في محاولة لحل الخلاف القائم بين الجانبين، حول الخطة الأميركية لإعادة فتح القنصلية في القدس.
ولفت المراسل السياسي إلى أن الطاقم سيجري مفاوضات سرية حثيثة لحل هذه الإشكالية؛ فيما أكدت الإدارة الأميركية عزمها إعادة فتح قنصليتها في القدس، دون أن تحدد موعدا لذلك؛ وسط معارضة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، وشركائه في الحكومة.
وأدارت القنصلية الأميركية في القدس، التي أُنشِأت في القرن التاسع عشر، علاقات الولايات المتحدة بالسلطة الفلسطينية لمدّة 25 عامًا، قبل أن يقرّر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إغلاقها وضمّها إلى السفارة الأميركية التي نقلها من تل أبيب إلى القدس، في العام 2019.
وينظر وزراء كبار في الحكومة الإسرائيلية إلى قرار إعادة فتح القنصلية على أنه كرة لهب من الممكن أن تقوّض استقرار الائتلاف الحكومي. ويحتاج قرار إعادة فتح القنصلية إلى مصادقة من الحكومة الإسرائيلية.
وكان الرئيس الأميركي، بايدن، قد أبلغ بينيت، خلال لقائهما الشهر في آب/ أغسطس الماضي، في البيت الأبيض أنه "لن يتنازل" عن إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس لخدمة الفلسطينيين؛ وأكد مسؤولون أميركيون أن بادين طرح موضوع القنصلية أكثر من مرّة خلال اللقاء مع بينيت، سواءً خلال محادثتهما الخاصّة أو خلال الاجتماع بالطواقم.
وكانت إدارة بايدن قد استجابت للمطالب الإسرائيلية بتأجيل إعادة افتتاح القنصلية في القدس، لغاية تمرير ميزانية الحكومة الإسرائيلية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وذلك بعد تلقي واشنطن طلبا من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية وآخر من وزارة الخارجية.
والادعاء الإسرائيلي هو أن رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، سيستخدم الإعلان عن إعادة افتتاح القنصلية لمصلحته السياسية الأمر الذي سيقوض استقرار الحكومة الإسرائيلية المشكلة من أحزاب يمينية وأحزاب وسط وأخرى يسارية، خصوصا إذا ما تم ذلك قبل المصادقة على الميزانية.
كما ناقش وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، مسألة إعادة فتح القنصلية، مع نظيره الأميركي، أنتوني بيلنكن، يوم الأربعاء الماضي. وقال مسؤولون إسرائيليون إن لبيد أبلغ بلينكن أن إعادة فتح القنصلية سيؤدي إلى سقوط الحكومة الإسرائيلية.
وذكر المراسل السياسي لموقع "واللا" العبري بأن بلينكن شدد على أن واشنطن تتفهم الحساسية السياسية لإعادة فتح القنصلية، غير أنها معنية بفتح قنوات حوار سرية مع إسرائيل في هذا الشأن، دون ضجة إعلامية أو تسريبات أو تصريحات وتصريحات مضادة من الجانبين حول هذا الخصوص.