- محمـد علوش *
على مدار الـ 50 عامًا الماضية ، دعمت الصين بقوة السلام والأمن والاستقرار في العالم ، وامتثلت للقانون الدولي والشرعية الدولية ، وبذلت جهودًا حثيثة لتعزيز التنمية العالمية ، وعملت بثبات لدفع سيادة " القانون الدولي " ، ودعمت الأمم المتحدة بشكل كامل في لعب دورها المركزي والحيوي في الشؤون الدولية ، وعملت بنشاط على تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها ، ودفعت التنمية والتعاون بقوة في الشؤون الاجتماعية ، وقدمت مساهمة مستمرة في تحسين الرعاية الصحية للبشرية جمعاء .
وقد ألزمت الصين نفسها بأن تكون مؤتمنة على السلام العالمي ، ومساهمة في التنمية العالمية ، ومدافعة عن النظام الدولي وموردة للسلع العامة ، وهذا ما يجعل اتهامات واشنطن الدائمة وتحريضها على الصين تبدو سخيفة.
قبل أيام قدمت " الخارجية الصينية " ورقة موقف بشأن تعاونها مع الأمم المتحدة ، وذلك قبيل اجتماع تذكاري بمناسبة ذكرى مرور 50 عاماً على استعادة جمهورية الصين الشعبية مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة ، ففي 25 أكتوبر 1971 ، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ26 القرار رقم 2758 بأغلبية ساحقة لإعادة جميع حقوق جمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة.
وبهذه المناسبة ، حددت الورقة مواقف الصين ومقترحاتها بشأن القضايا الدولية المهمة ، مثل دعم التعددية وتعزيز التنمية العالمية والتعاون ضد الجائحة ، الى جانب مواصلة مسؤولياتها وخطواتها الواثقة ودورها في بناء السلام العالمي والمساهمة في التنمية العالمية والدفاع عن النظام الدولي وتقديم المنافع العامة.
هذه هي الصين ، الملتزمة بالاتفاقيات الدولية والملتزمة بمعايير وأسس السلام العالمي والتعاون الدولي تحت اطار الأمم المتحدة ، فمنذ عام 1949 ، أيدت الصين سياسة دفاعية وطنية ذات طبيعة دفاعية ، إذ أن عدم السعي إلى الهيمنة أو التوسع أو مجالات النفوذ ، هو السمة المميزة للدفاع الوطني الصيني ، حسبما ذكر " الكتاب الأبيض " الذي أصدرته الحكومة الصينية.
وفي الوقت الذي تبني فيه قوتها الدفاعية لأمنها الوطني ، لتدافع الصين أيضا عن السلام العالمي من خلال آليات متعددة الأطراف ، فعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية ، تم إرسال حوالي 40 ألف جندي حفظ سلام صيني إلى الدول المتضررة من النزاعات والمناطق في 25 عملية تقوم بها الأمم المتحدة.
ولقد أدى نهج التعامل مع القضايا المختلفة مع الصين بشكل منفصل إلى كشف النقاب عن غطرسة واشنطن وعدم صدقها ، إذ أنه لا يمكن أبدا أن يتم التعاون العملي بالتوازي مع المنافسة أو المواجهة.
تصريحات الجانب الأمريكي تشكل اعتداء على حقوق الصين الطبيعية واعتداء على القانون الدولي ، وهي تكرار للهجة الخطابية القديمة لما يسمى بنهج " المنافسة والتعاون والمواجهة " ، فالموقف الأمريكي المعلن هو في جوهره تغطية لاحتوائها وقمعها ضد الصين تحت ذريعة المنافسة ، التي يكمن سببها الجذري في التصور الخاطئ للجانب الأمريكي الذي ينظر إلى الصين بعناد على أنها منافسة استراتيجية.
يتعين على الجانب الأمريكي تعزيز الحوار والتواصل مع الصين ، وتعميق التعاون متبادل النفع ، ومعالجة الخلافات بشكل صحيح بعيداً عن العقلية الاستعلائية والمواقف المعادية ، وسلوك طريق الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين ، والتخلي عن " عقلية الحرب الباردة والعقلية الصفرية " ، والنظر إلى الصين وتنميتها من منظور موضوعي ، وتشكيل فهم عميق لطبيعة العلاقات الصينية - الأمريكية متبادلة النفع ، وتبني سياسات عقلانية وعملية تجاه الصين.
- عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت