- حسن عبادي
في رحلة عائليّة إلى فرنسا؛ تخلّلها جولة في فوتور سكوب (Le parc du Futuroscope) – مدينة ملاهٍ تعتمد على تقنيات المولتيميديا، الوسائل السينماتوغرافية، السمعيّة، البصرية والروبوتيكا للصغار والكبار، وجولة في مجمع الألعاب الترفيهيّة (يورو ديزني) الذي يمتاز بمراجيح ومنزلقات ثعبانيّة ومائيّة، سباق سيارات، مبانٍ خياليّة من الأساطير وحدائقه الخضراء وأزهاره المتنوعة عاشت عائلة حسين وكميل أسبوعًا حلميًا دون منغّصات ونكد.
كانوا جزءًا من العولمة، فبات العالم قرية صغيرة، يجعلك تحلم أحلام اليقظة، ومع نهاية الحلم سافروا بسيّاراتهم إلى سويسرا المجاورة.
مرّوا بالحدود دون سؤال أو جواب، دون حواجز أو جنود أو شرطة؛ بدا الأمر غريبًا مريبًا، فقبلها بأسبوع سافر حسين من حيفا إلى الخليل وعبر ثمانية عشر حاجزًا، على أنواعها، منها الثابت ومنها الطيّار، منها ما يشغله الجنود ومنها ما يشغله حرس الحدود أو المستعربون. لم يرق الأمر لكميل ففتّش حقائبه باحثًا عن جوازات السفر العائليّة فتبيّن له أنّه فقدها مع تذاكر السفر وجزدان المصاري.
وصلوا الفندق، وبعد استلام الغرف وتفريغ الحقائب قال كميل لحسين:
- هيّا بنا للمطعم المحجوز مسبقًا لتناول العشاء.
فأجابه حسين:
- فشّ نفس للأكل مع سمّة البدن.
- فقال كميل جادًا:
- خلّيت السيارة دايره!
- وبعد الاتصال بالقرية السياحيّة الفرنسيّة تبيّن أن الحقيبة المفقودة بالحفظ والصون.
حسن عبادي
(نُشرت القصّة في العدد الثالث، السنة السابعة، أيلول 2021، مجلّة شذى الكرمل، الاتّحاد العام للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل 48)
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت