سيف الأسرى توأم سيف القدس

بقلم: رامز مصطفى

رامز مصطفى
  •  رامز مصطفى كاتب فلسطيني

شكلت الحركة الأسيرة من نفسها حالة خاصة واستثنائية في الفرادة صموداً وثباتاً وإرادةً ، وفي اجتراحها أشكال مقاومة سياسات إدارة السجون الصهيونية ، من الإضرابات الجماعية والفردية ، وفي الامتناع عن تناول الطعام ، حيث معركة الأمعاء الخاوية عنواناً متألقاً في نضالات الحركة التي تحتل الحيز الأهم من بين العناوين الوطنية ومتابعةً لدى عموم أبناء شعبنا وقواه ونخبه ، لأنها القضية الأكثر تعرضاً لأبشع السياسات الإجرامية التعسفية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد أبناءنا الأسرى . مستخدماً أفظع وأقذر الوسائل للنيل من إراداتهم ، وإخضاعهم لتلك السياسات ، أملاً منه في تحييدهم في تحمل مسؤولياتهم الوطنية الكفاحية في مواجهته كقوة احتلال واغتصاب للأرض الفلسطينية ، من خلال ما يسطرونه من بطولات وتحدي .
المدن والمناطق الفلسطينية المحتلة ، في الضفة الغربية ومدينة القدس وبلداتها تتعرض هذه الأيام ، إلى أشرس حملة اعتقالات ، حيث المداهمات اليومية هي السمة التي تطبع السياسات الممنهجة لسلطات العدو الصهيوني ، خصوصاً بعد معركة ( سيف القدس ) ، التي انتصرت فيها المقاومة وكافة أبناء شعبنا في مناطقنا الفلسطينية المحتلة عام 1948 ، وفي الضفة بما فيها مدينة القدس ، وفي قطاع غزة .
 كما خاضت المقاومة والشعب الفلسطيني معركة ( سيف القدس ) بكل بسالة واقتدار ، الحركة الأسيرة بدورها استكملت المعركة من داخل سجون العدو الصهيوني ، ليليق بتلك المعركة أن تكون معركة ( سيف الأسرى ) ، توأم معركة ( سيف القدس ) . التي تقدمها الأسرى الأبطال من حركة الجهاد الإسلامي في مواجهة السياسات القمعية الإجرامية لإدارة السجون الصهيونية .
بعد أن تمكّن عدد من أسرانا البواسل في تحرير أنفسهم من سجن جلبوع ، عبرّ " نفق الحرية " ، محمود العارضة ، ومحمد العارضة ، وزكريا زبيدي ، وأيهم كممجي ، يعقوب قادري ، ويعقوب انفيعات . والتي شكلت صفعة وصدمة للكيان الصهيوني ، وكشفت زيف ادعاءاته في قدرته على كسر إدارة أبناءنا وأبطالنا الأسرى .
 ومرغت عملية " نفق الحرية " أنف الأجهزة الأمنية والعسكرية الصهيونية بالتراب . وأعطت الأمل في أنّ إرادة أسرانا من مقاومين ومجاهدين ، رجالاً وشباباً ونساءً وأطفالاً ، هي أقوى من سياط الجلادين الصهاينة وكل إجراءاتهم الإجرامية . بعد خمسين يوماً على إضرابهم حقق أسرانا انتصارهم في معركة ( سيف الأسرى ) بعد أن أذعنت إدارة السجون لمطالبهم ، وتحديداً أسرى حركة الجهاد أل 250 أسيراً ، مع استمرار الأسرى المضربين عن الطعام في إضرابهم المفتوح وهم :- كايد الفسفوس المضرب منذ 105 أيام ، ومقداد القواسمة المضرب منذ 99 يوماً ، وعلاء الأعرج 82 يوماً ، وهشام أبو هواش 73 يوماً ، وشادي أبو عكر65 يوما، وعيّاد الهريميّ 36 يوماً .
ستبقى الحركة الأسيرة من العناوين الوطنية الأكثر اهتماماً ومتابعةً ، فهي تحظى بإجماع وطني فلسطيني لدى عموم أبناء شعبنا وقواه ونخبه ، لما يعانيه الأسرى لأبطال داخل سجون الاحتلال ، ولما أظهروه من صمود وإرادة في مواجهة ومقاومة للإجراءات التعسفية والإجرامية قد قلّ نظيرها ، في ظل صمت مطبق من قبل المجتمع الدولي ، الذي لا يزال يحابي الكيان ، ويغض الطرف عن جرائمه وسياساته وما يتعرض له الفلسطينيون في الأراضي المحتلة ، وخصوصاً الأسرى البواسل .
 رامز مصطفى كاتب فلسطيني

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت