- اعتداءات المستوطنين زادت بنسبة 150 % خلال موسم قطف ثمار الزيتون في الضفة الغربية
أكدت الرئاسة الفلسطينية رفضها التام لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بشأن معارضته إقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967.
وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن تصريح بينيت "لن يغير" من الحقيقة شيئا والشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني واضحة.
وتابع أبو ردينة أن الحكومة الإسرائيلية الحالية مثل سابقاتها لا تريد سلاما حقيقيا وجديا، داعيا بينيت إلى الفهم جيدا أن السلام مع الشعب الفلسطيني هو سلام مع كافة الشعوب العربية.
وأكد أبو ردينة أهمية التزام إسرائيل بالشرعية الدولية وإقامة دولة على حدود العام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها كونه الطريق الوحيد لتحقيق للسلام والاستقرار والأمن.
وتابع المتحدث باسم الرئاسة أن وجود الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والمستوطنات أوصل العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية لمفترق طرق، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية في مسار وطني جديد بعد خطاب الرئيس محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ودعا أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية الدولية لقراءة خطاب الرئيس عباس كون أن الأمور لم تعد تحتمل، مشيرا إلى أن الخطاب هو الآلية التي سيسير عليها الشعب الفلسطيني وقيادته في المرحلة القادمة.
وكان بينيت قال في مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية إن حكومته تعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية وأن إنشاء "كيانات شبيهة" بالدولة لن ينجح، كما أنه لا يوجد زعيم واحد مهم في المنطقة يعتقد أنه من الممكن أن نذهب حاليا إلى عملية تفاوض للسلام.
وذكر بينيت أن حكومته لديها مصلحة في أن يتم ترجمة السلام مع الأردن ومصر لصالح الشعوب حتى يشعروا بثمار السلام، لافتا إلى أن "السلام الآن مع تلك الدول بقي على المستويين السياسي والدبلوماسي ولم يصل للشعوب".
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.
وقال مسئول فلسطيني، إن اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين خلال موسم قطف ثمار الزيتون في الضفة الغربية زادت بنسبة 150 % عن العام الماضي.
وذكر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية وليد عساف للصحفيين في رام الله أن مدينة نابلس وقراها شهدت أعلى عمليات "الاعتداءات" بما يعادل 40 % من حجم الأحداث في الضفة الغربية.
وأضاف عساف أن 450 شجرة زيتون قطعت من قبل جماعات المستوطنين، مشيرا إلى أن رام الله كانت المدينة الثانية من حيث عدد الانتهاكات، حيث تم قطع نحو 240 شجرة زيتون مثمرة من أراضي المزارعين وحرق وتكسير مركبات.
وتابع عساف أن مدن ومناطق أخرى مثل الخليل وسلفيت وقلقيلية شهدت حرق وقطع أشجار زيتون مثمرة ورش مواد سامة في الأراضي الزراعية لمنع أي نمو أخضر في المستقبل في وسيلة جديدة تستخدم هذا العام في إتلاف التربة.
وأشار إلى أن فعاليات شعبية فلسطينية نظمت في كافة مدن الضفة الغربية لصد هجمات جماعات المستوطنين خاصة في الأراضي والتلال المهددة بالمصادرة لصالح التوسع الاستيطاني.
وأعلن عساف أن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان قامت بتوثيق "الاعتداءات" من قبل جماعات المستوطنين بحماية قوات الجيش الإسرائيلي لتسليمه لوزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية للتعاطي معه وتقديمه للمؤسسات الدولية.
ويبدأ موسم قطف الزيتون في الأراضي الفلسطينية في بداية شهر أكتوبر الجاري ويستمر لمدة 40 يوما، حيث يجني المزارعون محصولهم الذي يترقبونه على مدار عام كامل أملا في أن يكون موسم سنوي مميز لهم اقتصاديا.
وتحتل شجرة الزيتون مكانة كبيرة لدى الفلسطينيين خاصة في موسم حصاده، ويعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي إلى جانب 3.1 مليون فلسطيني، وكثيرا ما تحولت المواجهات بين الجانبين إلى أعمال عنف.
ويتهم مسؤولون فلسطينيون الجيش والشرطة الإسرائيلية بتوفير الحماية للمستوطنين والتستر على ممارساتهم التي تتصاعد عاما بعد عام في وقت يشهد زيادة في أعداد المستوطنين في الضفة الغربية.
وسبق أن نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الشهر الماضي أن هجمات الجيش الإسرائيلي وجماعات المستوطنين على الفلسطينيين خلال العام 2020 والنصف الأول من العام الجاري ارتفعت بشكل كبير.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن العام 2019 شهد تسجيل 363 هجوما ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بينما العام الماضي سجل 705 هجمات، في حين أن النصف الأول من العام الجاري سجل قرابة 416 هجوما وهو الأكبر مقارنة مع الأعوام الماضية.