حمّل الإعلامي والباحث السياسي رامي الغف، المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم بريطانيا، المسؤولية السياسية والأخلاقية عن بقاء أبناء شعبنا يرزح تحت الاحتلال الوحيد المتبقي في العالم، بسبب الجرم الإنساني التاريخي الذي ارتكبته بإصدار وعد بلفور القاضي بإقامة 'وطن قومي لليهود' في فلسطين، بمخالفة صارخة لقواعد القانون الدولي والإنسانية".
وقال الغف في بيان له ، بذكرى وعد بلفور المشؤوم: "لقد آن الأوان للمجتمع الدولي وعلى رأسه بريطانيا للعب دور فاعل، وتقديم مبادرات جدية وملموسة لتصحيح الخطأ التاريخي الذي اقترفته بحق شعبنا الذي ما زال يدفع ثمن تواطؤ المجتمع الدولي بالكارثة الإنسانية والسياسية التي حلت به وأدت إلى اقتلاعه وتهجيره من وطنه وإحلال شعب آخر محله، وتدهور أوضاعه السياسية والاقتصادية بسبب تغاضيهم عن سياسات قوة الاحتلال الأحادية من استيطان، وتدمير الأماكن المقدسة ومحاولات تهويد القدس ومحيطها وسرقة الموارد وغيرها من الانتهاكات المنظمة التي تدمر حل الدولتين".
وأضاف الغف: "إن أقل ما يمكن أن تقدمه بريطانيا ودول العالم هو تقديم الاعتذار عمّا لحق شعبنا من ظلم تاريخي، وتقديم الدعم المادي والمعنوي له من خلال تمكينه من استعادة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، ودعم التصويت لصالح دولة فلسطين بصفة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الحالي، وجعل الاحتلال يدفع ثمن احتلاله غير الشرعي وجرائمه من خلال ملاحقته في المحاكم الدولية ومحاسبته على انتهاكاته المتعمدة لحقوق شعبنا وللشرعية للدولية".
ودعا الغف: "في هذه الذكرى الأليمة إلى توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، وتعزيز الوحدة الوطنية والانحياز إلى مصالح الشعب، لمواجهة التحديات والمخططات التصفوية، وصولا إلى الحرية وانجاز الاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وتوفير حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين حسب قرار الأمم المتحدة 194.
وحمل الغف: "بريطانيا المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، ويتوجب عليها الاعتذار، والتكفير بإعادة الحقوق إلى أصحابها الحقيقيين، وأكدت على المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية لبريطانيا عما لحق بالشعب الفلسطيني من ظلم مادي، ومعنوي، لافتاً الى تنامي التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية، في بريطانيا، والذي توج بقرار مجلس العموم البريطاني يجب أن يُعزز بمحاصرة بريطانيا، والضغط عليها من أجل محو الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني، ووقف دعم إسرائيل.
كما أكد الغف: "إلى إصرار شعبنا على مواصلة نضاله وإحباط كل المحاولات الرامية للنيل من عزيمته في التصدي لجرائم الاحتلال الفاشية التي ترتكب في وضح النهار دون رادع من الأسرة الدولية".
وشدد الغف: "أن تصحيح هذه الجريمة يستوجب اعتراف الحكومة البريطانيّة بالدولة الفلسطينيّة، والضغط على الاحتلال للانسحاب من الأراضى الفلسطينيّة المحتلة فى العام 1967، وإنهاء تداعيات وعد بلفور المتمثلة باستمرار مأساة اللاجئين الفلسطينيين، الذين هجروا من منازلهم نتيجة النكبة فى عام 1948 إلى معظم دول العالم، لذلك يجب ضمان الحقوق الفلسطينية، وأبرزها عودة اللاجئين إلى وطنهم وديارهم التى هجروا منها وبأسرع وقت ممكن، ومحاسبة إسرائيل على المجازر الوحشية التى ارتكبتها بحق عائلاتهم".
وطالب الغف: "القياده الفلسطينية إلى المضى قدما برفع دعوى قضائية ضد بريطانيا فى المحاكم الدوليّة لرفضها الاعتذار عن وعد بلفور، وتصحيح هذا الاجحاف التاريخى الذى لحق بشعبنا، خاصة فى ظل إمعان الحكومة البريطانية بمواقفها المتعنتة والعنجهية بالإصرار على الوعد المشؤوم."
وفي ختام البيان أكد الغف: "ان الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية سيواصل مسيرة النضال والدفاع عن الثوابت الوطنية والمشروع الوطني حتى نيل حقوقه وأهدافه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".