سعيد عياد.. لحظة من المجد

بقلم: الأسير حسن عرار

الصحفي سعيد عياد
  • الأسير حسن عرار/ سجن النقب الصحراوي

ان ساعة أو لحظة من المجد تساوي أعماراً وهذه اللحظة أو الساعة لا  يسطرها إلا العظماء لأن التاريخ لا يذكر إلا العظماء فقط. يحفظ لنا التاريخ في سطوره أسماءَ المفكرين العظام فمازلنا نتغنى بالعلماء والقادة والرموز والمفكرين الذين سطروا بطولاتهم بأروع أشكال المجد، وأناروا في هذا التاريخ مشاعل حفظت لنا الكثير من الحكم والأسس والعلوم والتطور الفكري والرقي بواقع بعيد عن التخلف والتراجع الاجتماعي والفكر القديم. فكان أبو عمار وأبو إياد وصخر حبش وهؤلاء خطوا هذا التاريخ بأحرف من نور، بل والقائد والاعلامي الراحل سعيد عياد المجد والفخار له، نفتقده ليس فقط نحن الفلسطينيون بل تفتقده الأمة العربية والاسلامية وأحرار العالم.

وما أحوجنا إلى شخصية قيادية كاريزماتية إعلامية مثل الراحل سعيد عياد الذي يعيش في وجدان أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة الأسرى والجرحى وذوي الشهداء منهم فرداً فرداً، أتذكره أنا والأصدقاء وحتى الأعداء. نعم في الليلة الظلماء يفتقد البدر وما أحوجنا في هذا الوقت العصيب إلى هذه الهامة والقامة الإعلامية الكبيرة في إدارة الصراع والأزمات من أجل رفع الظلم والقهر عن هذا الشعب العظيم. ليس غريباً القول أن ظاهرة الإباء والوفاء في المجتمعات البشرية قديمة قدم الانسان نفسه، لصيغة بطبيعة وجوده وعلو هامته وشموخه. فلهذه القامة من تحية الأحرار والأوفياء دوماً لكرامتهم ولشعبهم منتصرين لها بكل الأحوال وقسم الذين لم يبدلوا كرامتهم بكل ملك الدنيا؛ تحية لك يوم عرفناك روحاً متمردة.. وفكرة ورسوخاً.. وعنواناً لصون الذات ومدرسة لردود الفعل الجامح نحو الغضب الحكيم بل والغضب المجنون أحياناً.. ذات الجنون الذي يكشف زيف الذين كنا نعتقد أنهم أصحاب كلمة حق واذا بهم عبدة لذواتهم ومصالحهم... فكفراً بهم جميعاً، وتحية منسوجة من خيوط الوجع والألم والحقيقة.

إن لهذا الوطن خارطة حدودها كرامة الأوفياء وعنوانها دم لن يغيب وذاكرة لن تموت في سياق الماضي.. وأمثالنا أيها المعلم لن ينسوا ولن يغفروا ولن يسامحواً أيضاً!!؟؟...

أحاول أن اتمرد على قلمي الذي عقدت معه عهداً أن يكف عن التعبير... ولكنك قائد ومعلم يسكن حيث لا يسكن إلا الذين ربحوا من تجارة لن تبور، فسلام الوفاء لك ونبض الوفاء أنت... أترى يبصر من لسنا نراه؟ لم يعد ممكناً بعد كل سنوات هذا العطاء وهذه التضحيات والوجع وكل هذا العذاب أن يطأطئ حرٌ رأسه ولو مقابل أي هبة تُمنح.. فالاعلامي الحر لابد أن يبقى أمامهم مغروساً كشوكة في بقايا ضميرهم المحروق حتى يظهر حراً لا يتركه الزمن ولا تتركه الحياة لوحده فمجموع انتصاراته لكرامته وكرامة أمته سيدافع عنه الزمن.. سوف ينصفه. فلا تكترث أيها المعلم فالحق ظاهر مهما طال الزمان.

حاولت أن أكتب لك كلمات علها تكون في حالة من غياب اليقين.. اليقين الدائم، هذه هي أسطورتك وسيرتك الاعلامية العظيمة وهذا الشرف الحقيقي للوطن وشرف الانتماء لها أرضاً وشعباً وهويةً.

وختاماً لا يسعنا إلا أن نستمد من هذا القائد المستنير بذكراه ومَشعَلِ أنواره درب اعلام هذا الوطن وسيبقى منيراً حتى نسترجع كامل حقوقنا، واِعلم أيها القائد أننا أبناؤك وعلى خطاك سائرون، على عهدك باقون أوفياء لك ولذكراك وإلى جنات الخلود أخانا سعيد عياد يا بطل الصحافة والاعلام يا فارس القلم يا قائد المسيرة الاعلامية الحرة رحمك الله.. لك ولأهلك الكرام منا السلام.

ابنك الصحفي الأسير حسن عرار/ سجن النقب الصحراوي

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت