- مؤسسة ياسر عرفات تحيي الذكرى الـ17 لاستشهاد أبو عمار
أحيت مؤسسة ياسر عرفات، مساء الأربعاء، الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات، في قصر رام الله الثقافي، ومنحت جائزة ياسر عرفات للإنجاز للعام 2021 لبلدة بيتا كنموذج للمقاومة الشعبية.
وحضر إحياء الذكرى تحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) ، رئيس الوزراء محمد اشتية، وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، وأعضاء من المجلس الثوري للحركة، وعدد من الوزراء والسفراء وممثلي السلك الدبلوماسي لدى دولة فلسطين، ورئيس مجلس أمناء المؤسسة ممدوح العبادي، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة نبيل شعث، والإدارة التنفيذية للمؤسسة، ورئيس نادي الوحدات الأردني فهد البياري.
وقال الرئيس عباس، في كلمته في ذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات، إنه حان الوقت أنْ يغيرَ المجتمعُ الدوليُ طريقةَ تعاملهِ معَ سلطاتِ الاحتلالِ الإسرائيلي، بأنْ ينتقلَ منْ بياناتِ الاستنكارِ والشجبِ للانتهاكاتِ الإسرائيليةِ بحقِ شعبنِا وأرضنِا، إلى خطوات ملموسة.
وأضاف ، إن الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات تأتي وقضيتُنا الوطنيةُ العادلةُ تمرُ بمرحلةٍ جِدُّ دقيقةٍ، ربما هي الأصعبُ في تاريخِنا النضالي.
وشدد الرئيس عباس على أنه ليسَ منَ المعقولِ أو المقبولِ أنْ يبقى الاحتلالُ جاثما على صدورنا إلى الأبد، كما أنه ليس من المعقول أن نُبقي على الالتزامِ باتفاقاتٍ لا تلتزم بها إسرائيل.
وقال : في هذِه الذكرى الأليمة، ذكرى رحيلِ الشهيدِ القائِد ياسر عرفات، نُجددُ التمسكَ بوحدةِ شعبِنا، والدعوةِ لتشكيلِ حكومةِ وحدةٍ وطنية، تلتزمُ جميعُ القوى المشاركةُ فيها بالشرعيةِ الدوليةِ التي اعترفتْ بها منظمةُ التحريرِ الفلسطينية، الممثلُ الشرعيُ والوحيدُ للشعبِ الفلسطيني، والحفاظِ على القرارِ الوطنيِ المستقل.
وتابع الرئيس الفلسطيني: أقول لأخي ورفيقي الشهيدِ القائد ياسر عرفات، ولجميعِ رفاقهِ الشهداءِ القادة، وللأسرى والجرحى، إننا سائرون على الدرب الذي قضيتمْ عليهِ مهما كانتِ الصعابُ، وسينتهي الاحتلال، ونحققُ الحريةَ والاستقلالَ في دولتِنا الفلسطينيةِ ذاتِ السيادةِ على ترابنِا الوطني.
من جانبه، قال العبادي إن "المسألة لا تتعلق بمجرد مؤسسة تحمل اسم زعيم استقر لعقود في قلب شعبه وأمته بقدر ما تتعلق بمنظومة تراثية ووطنية تليق باسم الشهيد ياسر عرفات، وتمثل بنفس المقدار ملاحم مرتبطة بالموروث الثقافي للشعب الفلسطيني".
وأضاف أنه "يصعب استحضار القضية الفلسطينية دون استحضار رموزها الكبار وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات الذي له مكانة لا ينازعه عليها أحد، فهو الثائر الذي اتخذ من الشهادة قرارًا وطنيًا ذاتيًا عندما حوصر من دبابات الاحتلال في رام الله وأطلق رسالته الأخيرة شهيدًا شهيدًا شهيدا".
وتابع قائلا: نشكر كل من وضع حجرًا في أساس مؤسسة ياسر عرفات فهي إحدى عناوين تخليد الموروث النضالي الفلسطيني عبر تسليط الضوء على تراث أبو عمار وجائزة عرفات للإنجاز والمتحف الخاص للذاكرة الفلسطينية وإحياء الذكرى السنوية لرحيل الرئيس الشهيد والعناية بضريحه ومقتنياته.
وقال العبادي: "نحيي ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات السابعة عشرة بعدما التصق بفلسطين وشعبها وترابها وكان مناورًا سياسيًا وثائرًا بامتياز، ونجح في إقامة نواة دولة فلسطينية داخل فلسطين ودفن في رام الله بشكل مؤقت ليتم دفنه في القدس عاصمة فلسطين الأبدية بعد تحريرها بإذن الله".
وأضاف "رحل عرفات كبيرًا وزعيمًا، فكما قاتل في السلاح بقي صلبا بالسلام ولم يستسلم وحافظ على مبدئه ورحل عليه".
وأكد أن "قضية فلسطين هي أولوية للقيادة والشعب الأردني، ونحن اليوم نستذكر شهداء الشعب الأردني والشهداء العرب على ثرى فلسطين".
وشكر الرئيس محمود عباس الذي بقي على عهد الشهيد ياسر عرفات، وهو يدعم المؤسسة ماديًا ومعنويًا ويشرف على عملها.
بدورها، أعلنت رئيسة لجنة جائزة ياسر عرفات للعام 2021، عضو مجلس إدارة المؤسسة علا عوض، عن منح الجائزة لبلدة بيتا كنموذج للمقاومة الشعبية، مشيرةً إلى أنها سطرت ملاحم البطولة في الدفاع عن أرضنا وحقوقنا، وقدمت نموذجًا للإصرار والتحدي.
وأضافت: ولا ننسى كل مواقع المقاومة الشعبية، خاصةً بلدة سلوان وحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، والشقيقين محمد ومنى الكرد اللذان نقلا معاناة شعبنا للعالم أجمع.
وأوضحت عوض أن الهدف من الجائزة هو الحفاظ على إرث القائد واستذكار مسيرته النضالية، ودأبت المؤسسة على منح هذه الجائزة سنويًا منذ تأسيسها تقديرًا للجهود التي يقوم بها الأفراد والمؤسسات وفرق العمل الوطني في مجالات عدة.
وأضافت أنه تقدم للجائزة 15 متنافسًا، خضعت للدراسة والتقييم وتم اختيار 11 متنافسًا تحققت فيهم الشروط والمعايير الموضوعة، وتأهلت 4 أعمال للتنافس النهائي على الجائزة وهي: جمعية الثقافة والفكر الحر في خان يونس، والكاتبة فدى جريس من رام الله، والهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا" من رام الله، وجمعية ياسمين الخيرية لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقة من رام الله، مشيرةً إلى أن اللجنة تعتبر أن كل عمل تقدم للجائزة هو إنجاز يستحق التقدير.
وسلم رئيس الوزراء محمد اشتية ورئيس مجلس أمناء المؤسسة ممدوح العبادي ورئيس مجلس إدارتها نبيل شعث الجائزة، لممثلي أهالي وفعاليات وشخصيات وبلدية بيتا: آمال بني شمسة، ومنور بني شمسة، وموسى حمايل، وهشام دويكات.
وفي كلمة نيابة عن أهالي قرية بيتا، قال دويكات: "اتينا من جبل العرمة وجبل صبيح في ذكرى شهيدنا الرئيس القائد ياسر عرفات لنستلهم من ذكراه ما تعلمانه في مدارس الثورة الفلسطينية من فنون المقاومة والصمود والتحدي".
وأضاف: "جئنا من بلدة بيتا نحمل لكم تحيات ذوي الشهداء الـعشرة الذين ارتقوا على جبل العرمة وجبل صبيح، ليقولوا للمحتل أن هذا الجبل لنا ولن نرحل عنه وسترحلون عنه مرغمين".
وقال إن "السيد الرئيس محمود عباس أطلق نداء المقاومة الشعبية من منبر الأمم المتحدة، فلبى الأقصى الشريف والشيخ جراح وسلوان وبيتا وباب العامود وكفر قدوم ومسافر يطا وبيت دجن وحمصة وكل مواقع الاشتباك، لنقول لكل العالم أن الأرض أرضنا ولن نرحل عنها وسيرحل زعران التلال عن جبل صبيح وجبل العرمة وكل جبال فلسطين".
وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن الرئيس الشهيد "أبو عمار" من انتاج المؤسسة، ومجموعة من الأغاني الوطنية قدمتها الفنانة الفلسطينية نورا أبو ماضي.
وسبق الحفل، افتتاح معرض "صور من المقاومة الشعبية" في مدخل قصر رام الله الثقافي.