نحن دولة.. يوم الإستقلال

بقلم: أشرف صالح

اشرف صالح
  • اشرف صالح

رغم أننا كفلسطينيين في تراجع مستمر في مشروع التحرر , ومشروع بناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية وسليمة , حيث أن غزة تغرد خارج السرب وتستعد الى مشروع تسوية كاملة مع إسرائيل , وحيث أن الضفة الغربية محكوم عليها بالتهويد من خلال بناء المستوطنات وسحب البساط من تحت أقدام  السلطة الفلسطينية , وحيث أن القدس هي عاصمة إسرائيل الأبدية بحسب ما أعلن بينيت وسلفه نتنياهو , وحيث أن  فلسطينيو الشتات معزولون  تماماً عن القرار السياسي الفلسطيني وحتى المشاركة في الإنتخابات التشريعية والرئاسية في حال تمت (...) , وحيث أن الشعب الفلسطيني أصبح يسعى جاهداً الى الهجرة خارج  فلسطين للعمل , ويسعى أيضاً الى العمل داخل إسرائيل ومناطق نفوذها في الضفة من خلال العمل في المستوطنات وما شابه , وحيث وحيث وحيث.. فكل هذه الحيثيات تشير الى ضياع القضية الفلسطينية بسبب الفساد السياسي والإداري والإنقسام , ولكن تبقى دولة فلسطين قائمة ومجسدة للهوية الوطنية الفلسطينية  حتى لو كانت دولة على مساحة أمتار معدودة , لأن كلمة دولة في الأساس تغذي معنى ومفهوم إستقلال الهوية والثقافة والقرار والعنوان , وهذا ما نود إيصاله من خلال المقال , وهو أنه بغض النظر عن عدم إكتمال أركان الدولة من نواحي كثيرة وأهمها سيطرت الإحتلال جغرافياً , ولكن نحن دولة..

هناك إنقسام كبير وتباين في الآراء بين أطياف الشعب الفلسطيين بما يخص مفهوم الدولة , وبالطبع المواطن الفقير يقول أن الدولة هي رغيف الخبز  وبناء عليه فهو مستعد للرحيل للبحث عن رغيف الخبز , وهناك اشخاص يقولون أننا دولة تحت الإحتلال , وهناك أشخاص يقولون أننا ليس دولة , وهناك أشخاص يقولون أننا دولتين من باب السخرية على الإنقسام الأسود , وهناك اشخاص يقولون أن الدولة هي أرض , وهناك أشخاص يقولون أن الدولة هي حكومة ومؤسسات , وهناك اشخاص يقولون أن الدولة هي الشعب , فهناك إختلاف كبير في الآراء على مفهوم الدولة , وسبب هذا الإختلاف هو أننا لا زلنا في دوامه من التراكمات , والصراعات الداخلية والخارجية , وحتى أن الأحزاب السياسية والحكومات وما يسمون بأصحاب القرار والنخب هم مختلفون على مفهوم الدولة..

بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثون ليوم إعلان الإستقلال الوطني الفلسطيني , والذي أعلنه الرئيس الشهيد  الراحل ياسر عرفات بالنيابة عن المجلس الوطني الفلسطيني برلمان منظمة التحرير الفلسطينية , وبإسم الشعب العربي الفلسطيني وعلى أرض الجزائر الشقيق عام 1988م , فإن هذا الإعلان الذي إستند على قرارات جامعة الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية , وقرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة الداعمة للقضية الفلسطينية , يعتبر هو التعريف الحقيقي للدولة فعلى الأقل من وجهة نظري , لأن الدولة الفلسطينية والذي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات , هي هوية وثقافة وحضارة ومكانة وإستقلال الشعب الفلسطيني بين الدول , فإعلان الدولة عام 1988 كان إعلاناً معنوياً يجسد هوية الدولة في داخل كل إنسان فلسطيني , وحتى عند الوصول الى مرحلة أوسلو والتي تنص على إقامة دولة على حدود 67 والقدس الشرقية , ومع بعض التحفظات , فإن الشعب الفلسطيني إستقبل أوسلو بالورود حينها كنت طفلاً ورأيت ذلك بعيني , ورغم أن أوسلو ليس الإتفاقية العادلة والتي تعطينا الأرض الكافية والسيادة الكافية , إلا أن الشعب تعامل معها من الناحية المعنوية والشعور بأنه صاحب دولة ومؤسسات وجواز سفر وهوية وثقافة وتعليم مستقل .

نحن دولة لها حكومة ومؤسسات ورئاسة , نحن دولة لها برلمان (...) نحن دولة لها سفارات حول العالم , نحن دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة , نحن دولة لها بطاقة هوية وجواز سفر , نحن دولة لها وثائق رسمية مكتوب عليها دولة فلسطين , إذاً نحن دولة , وبناء على هذا فيجب أن يشعر المواطن  بوجود الدولة ولا يبحث عن رغيف الخبز في دولة أخرى , لأنه يعيش في دولة , فنحن دولة  .

كاتب صحفي ومحلل سياسي

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت