نظمت القوى الوطنية والاسلامية في قطاع غزة وقفة أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالتزامن مع عقد مؤتمر المانحين في بلجيكا من أجل استمرار دعم المجتمع الدولي للأونروا حتى تحصيل حقوق اللاجئين الفلسطينيين والشعب الفلسطيني المشروعة في العودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
وألقى كلمة القوى الوطنية وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وهذا نصها:
نلتقي اليوم امام مقر إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المانحين في بروكسل هذا المؤتمر الذي يأتي استجابة لدعوة من الأصدقاء في تونس وسويسرا وبناء على طلب الاونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية من اجل توفير الدعم المستدام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لتتمكن من أداء خدماتها التي تتقلص تدريجيا لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في كل مناطق تواجدهم. خاصة وان الاونروا تعاني من عجز متوطن تتحمل نتائجه الحالات الأكثر فقراً من اللاجئين الفلسطينيين ويرزح تحت وطأته أيضا الاف اللاجئين الفلسطينيين وقطاعات واسعة من موظفي الوكالة نلتقي اليوم لنرسل عدة رسائل
الرسالة الأولى هي ان كل الشعب الفلسطيني بمواطنيه ولاجئيه بشرديه، بمعتقليه، في المنافي في كل مكان يقف موحد حول قضية اللاجئين الفلسطينيين وحول حق اللاجئين في العودة الى ديارهم. ان هذه الوقفة ليست وقفة تسول من المجتمع الدولي هي وقفة من يطالب بحق سلب منه منذ 73 عاما ومازال هذا الحق قائما ولن يسقط حق ورائه مطالب
الرسالة الثانية هي للدول المانحة التي تجتمع اليوم اننا ونحن نقدر استجابتها لهذه الدعوة ولهذا النداء نقول لها ان مسؤولية رعاية وحماية وتوفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية اللازمة للاجئين هي مسؤولية المجتمع الدولي، هذا المجتمع الذي ساهم وتواطأ ووقف الى جانب قيام دولة الاحتلال عام 1948 على حساب حق الشعب الفلسطيني الذي تحول الى لاجئين. المجتمع الدولي الذي حاول ان يكفر عن ذنوبه فأصدر القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين وأصدر أيضا القرار 302 لإنشاء وكالة الغوث وطلب منها مواصلة تقديم الدعم للاجئين حتى يعودوا الى ديارهم وفق القرار 194. اليوم هو امام امتحان حقيقي اما ان يلتزم بقراراته خاصة 194 و302 او يفق مصداقيته والحديث عن العدالة الى الابد لذلك الدول المانحة اليوم مطالبة بان تفي بهذا الالتزام دون ابتزاز ودون خضوع لمواد اتفاق الإطار بين الولايات المتحدة الامريكية والاونروا، الدعم المستدام مطلوب من الدول المانحة ليس باعتباره منة او حسنة انه التزام وعلى المجتمع الدولي ان يدرك ان استمرار تجاهل حقول اللاجئين الفلسطينيين سيشعل نار الغضب في صدور اللاجئين فاحذروا غضب اللاجئين، ان غضب اللاجئين له طعم آخر
الرسالة الثالثة هي للأونروا اننا ونحن نقف اليوم امام الاونروا نوجه لها رسالتين الأولى نحن معها من اجل المطالبة بتوفير كل الدعم والتمويل لها لتقوم بخدماتها للاجئين الفلسطينيين انطلاقا من التفويض المفوض لها من المجتمع الدولي والرسالة الثانية للأونروا لا نقبل الانزلاق الذي ذهبت له الاونروا بالتوقيع على اتفاق الاطار مع الولايات المتحدة الامريكية ولا نقبل من الاونروا ان يكون أي تقليص للخدمات على حساب اللاجئين الفلسطينيين او على حساب القطاعات الواسعة من الموظفين في الاونروا، على الاونروا ان تضغط على المجتمع الدولي من اجل ان يتحمل مسؤولياته لهذا العجز المتواصل في ميزانية الاونروا وان لا تحمل هذا العجز لا للاجئين الفلسطينيين ولا لقطاع الموظفين الذين نقف معهم بكل قوة واخوة حتى ينالوا حقوقهم ونقول للأونروا مرة أخرى ونحن نقف معك باعتبارك الشاهد الحي على النكبة منذ عام 1948 حتى اليوم فأننا لا نقف بأي تقليص او تدجين او محاولة تطويع لخدمات الاونروا بما يتناسب مع العجز الواضح في ميزانيتها
الرسالة الرابعة هي للأشقاء العرب للذين يحتضنون اللاجئين في عين الحلوة والوحدات واليرموك في البداوي سبينه وجرش وكل المناطق نقول للدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين ولكل الاشقاء العرب ان اللاجئين الفلسطينيين يحق لهم ان يعيشوا بحرية وكرامة وإنسانية في مخيمات لبنان وسوريا والأردن وفي كل تجمعات اللاجئين الفلسطينيين. ندعوا الاشقاء العرب ان يقدموا ما عليهم من التزام للأونروا حتى تواصل تقديم خدماتها ولا نقول لهم ان يذهبوا باتجاه تعريب الاونروا ونحذرهم من مغبة القبول ان يكون تمويل الاونروا فقط تمويلا عربيا الاشقاء العرب عليهم ان يقدموا هذا التمويل المطلوب منهم وفقا لما هو متفق عليه لكن ليس مطلوب منهم ان ينقلوا كل الخدمات للدول المستضيفة للاجئين وان لا يذهبوا من زاروب التطبيع الى مربع التوطين للاجئين الفلسطينيين فمشاريع التوطين التي تجاوزت 54 مشروع دفنها هنا في بداياتها الشعب الفلسطيني عندما قال لا توطين ولا إسكان يا عملاء الامريكان
الرسالة الخامسة هي للعالم اجمع الذي صمت وصادق واحتضن دولة الاحتلال عندما قامت عام 1948 باعتبارها قاعدة للرأسمالية العالمية وخذل شعبنا الفلسطيني وتواطأ بكل اشكال التواطؤ السياسي والمادي والمعنوي وقدم لدولة الاحتلال كل الدعم الممكن لتقوم على انقاض شعبنا بعد ان ارتكبت العصابات الصهيونية 72 مجزرة ودمرت ما يقارب 1276 قرية ومدينة وبلدة في فلسطين التاريخية وبعد ان نقلت بريطانيا كل مؤسسات دولة فلسطين القائمة الى العصابات الصهيونية الى العصابات الصهيونية نقول للعالم اجمع آن الأوان لان يغادروا مربع الصمت والتواطؤ آن الأوان لان ينتصروا لقضية الشعب الفلسطيني، ان العالم كله اليوم امام امتحان الاخلاق امام امتحان الوقوف الى جانب العدالة فإما ان تنتصر العدالة او تنتصر شريعة الغاب.
اليوم هناك ما يزيد عن 55 دولة ستجتمع في بروكسل مطلوب منها الإجابة عبر الوقوف بدعمها الى جانب الاونروا وان تطور هذا الدعم كدعم سياسي للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية ولحقوق اللاجئين ولحقوق المظلومين في العالم اجمع
الرسالة الأخيرة هي لنا في الداخل الفلسطيني لكل القوى والفصائل والسلطتين الحاكمتين كفى ان يتحول الوطن الذي نريد الى وطن طارد لأصحابه يهرب منه الشباب يموتون في البحار والجبال والوديان كفى لهذا الانقسام وكفى لتحالف السلطتين مع رأس المال لا يوجد شعب حقق انتصار او انجاز في ظل حالة انقسام يضرب كل بنية المجتمع الفلسطيني انها الرسالة الأخيرة لكل الذين يتمسكون بعظمة الانقسام البائس، آن الأوان لمغادرة هذا المربع فنحن شعب كريم مناضل قدمنا الشهداء و الجرحى والمعتقلين، لا يجوز ان يموت أبناءنا طعاما للسمك أو أكلا للذئاب في الجبال آن الأوان لان تنتصر القيم والمضامين التي حملتها وثيقة الاستقلال في عام 1988 أن الأوان لان تنتصر قيم الحرية والعدالة والمساواة قيم المناضلين الفلسطينيين الذين قدموا دمهم وعرقهم وجهدهم حتى تنتصر القضية، ولا يمكن ان تنتصر في ظل حالة الانقسام