أكد المؤتمر العلمي الاول للجان الشعبية في مخيمات المحافظة الوسطى على التمسك بوحدة قضية اللاجئين، والرفض القاطع لكل محاولات تجزئة هذه القضية أو حل قضية اللاجئين في هذا البلد أو ذاك تحت أية ذريعة أو ظرف، ورفض أية تسوية لقضية اللاجئين الفلسطينيين لا تستند إلى قاعدة الحقوق الوطنية والقانون الدولي والقرارات الدولية.
وطالب المؤتمر العلمي الأول الذي حمل عنوان: "قضية اللاجئين الفلسطينيين، ومتطلبات الدفاع عن حق العودة" والذي عقد تحت رعاية الدكتور أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شئون اللاجئين رؤساء وأعضاء اللجان الشعبية وممثلين عن الجمعيات والمؤسسات المجتمعية والأهلية والمؤسسات النسوية، ولفيف من الكتاب والباحثين والمختصين في قضايا اللاجئين ، وذلك في قرية النخيل بمخيم البريج وسط قطاع غزة بضرورة توحيد خطاب العودة والارتقاء بمستواه ليكون خطاباً توحيدياً قادراً على تجنيد طاقات الشعب الفلسطيني بكل هيئاته ومؤسسات وتوسيع هذا الخطاب ليشمل الأبعاد الثقافية والتربوية المتعقلة بمناحي حياة مجتمع اللاجئين الفلسطينيين .
وأوصى المؤتمر بالحفاظ على الطابع الشعبي لحركة الدفاع عن حق العودة بوصفها حركة جماهيرية ضاغطة تمثل مصالح اللاجئين، وتعبر عن حقوقهم وبالأخص العودة إلى الديار الأصلية، مع التأكيد على أن حركة العودة هي جزء أصيل من حركة التحرر الوطني الفلسطينية
ودعا المؤتمر كل الأطراف الفلسطينية على اختلاف انتماءاتها للعمل الجاد والفوري لاستكمال المصالحة الفلسطينية لاستعادة الوحدة الوطنية، وضرورة إنهاء حالة الانقسام لتعزيز صمود شعبنا في التصدي للسياسة العدوانية "الإسرائيلية"، وصولا الى نيل حقوقه الوطنية المشروعة.
وحيا المؤتمر الذي قرأ توصياته مازن موسى رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم المغازي شعبنا الفلسطيني الثابت في شتى مخيمات لجوئه المتوزعة على شتى البلدان، والتي شكلت شاهداً وذاكرة تاريخية للنكبة، ويثمن جهود كافة المؤسسات الداعمة لصمود شعبنا في مخيماته .
وثمن المؤتمر تمسك شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده بحقه الراسخ في العودة إلى أرضه ودياره التي طُرد منها، كما
وأكد أن هذا الحق غير قابل للتحوير أو الالتفاف عليه، وأنه حق جماعي وفردي لا يسقط بالتقادم، و حق شعبنا الفلسطيني أن يواصل نضاله المشروع والعادل حتى انتزاع هذا الحق وسائر حقوقه الأخرى مهما طال الزمن، ويثمن أيضاً، تمسك شعبنا بحق الشعب الفلسطيني في "تقرير المصير كشعب في دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ورفضه كل المخططات والمقترحات التي تهدف إلى تصفية حق العودة.
وطالب المؤتمر بتعزيز دور اللجان الشعبية في متابعة دورها في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين في شتى أماكن تواجده، والعمل على توسيع المشاركة الشعبية في نشاطاتها وخاصة من قبل الشباب وإطلاق الحوار وتبادل الأفكار والمعلومات فيما بينها بهدف تطوير وبلورة صيغة تنظيمية جامعة لعملها تكون قادرة على مجابهة التحديات التي تواجها قضية العودة .
وشدد المؤتمر على ضرورة تحمل مؤسسات م. ت. ف. وهيئاتها المسؤولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، مما يستدعي تفعيل دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية والارتقاء بعملها بما يتناسب والتحديات التي تواجهها قضية اللاجئين.
كما وجدد المؤتمر تحذيره من مخاطر استهداف وكالة الغوث الدولية "الأونروا" وإضعافها وما يتضمنه من مساس بقضية اللاجئين الفلسطينيين، وبما يترتب عليه من زيادة معاناة الشعب الفلسطيني، ويطالب المشاركون في المؤتمر بضرورة استمرار الوكالة في القيام بواجباتها تجاه شعبنا، حتى العودة إلى أرضه ودياره التي هُجر منها.
ودعا المؤتمر إلى أهمية تنسيق وتوحيد جهود الأطر والمؤسسات والشخصيات العاملة في حقل اللاجئين، وكل المهتمين بقضايا الدفاع عن حق العودة داخل فلسطين وخارجها، ودعوتهم إلى إيجاد إطار تنسيقي واحد للدفاع عن حق العودة وحمايتها
ويتزامن انعقاد المؤتمر مع الذكرى الرابعة بعد المائة لصدور تصريح بلفور، هذا الحدث الذي مثل بداية مسيرة معاناة الشعب الفلسطيني وفاجعته التي امتدت معه على مدار أكثر من قرن من الزمان، وحملت شتى أشكال الظلم تعرض لها هذا الشعب في مختلف أماكن تواجده ولجوءه .
وضمّ المؤتمر جلستين علميتين ، تناولت الجلسة الأولى " موقف الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية من حق العودة قدمها د خالد صافي، والموقف الإسرائيلي من قضية اللاجئين الفلسطينيين قدمها سعيد تمراز، والموقف الأمريكي من قضية اللاجئين الفلسطينيين قدمها د. إبراهيم المصري، وموقف وكالة الغوث الدولية الأنروا من قضية اللاجئين الفلسطينيين قدمتها أ. نداء تمراز" .
فيما تناولت الجلسة الثانية " دور اللجان الشعبية في قطاع غزة في الدفاع عن حق العودة وقدمها د. خالد شعبان، دور الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا في الدفاع عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين ( مؤسسة أرض فلسطين نموذجاً ) وقدمها أ. جوان صالح ، ودور وكالة الغوث الدولية " الأنروا " في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين وقدمها أ. عبد الرحمن غانم ، والسياسة الدولية اتجاه وكالة الغوث وأثرها على مستقبل اللاجئين الفلسطينيين وقدمها أ. إسماعيل العثماني " .
وبحث المؤتمر في أعماله وجلساته وبمشاركة مختصون وباحثون في قضايا اللاجئين التطورات التي تمر بها قضية اللاجئين الفلسطينيين في ضوء التطورات الأخيرة التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية وآخرها ما يسمى بـ "صفقة القرن"، وأبرزوا المواقف المختلفة من قضية اللاجئين الفلسطينيين، كما ناقشوا آليات الدفاع عن حق العودة للاجئين، والنهوض بمقدرات شعبنا الفلسطيني وطاقاته بمختلف شرائحه المجتمعية ومؤسساته ونقاباته وحشدها وتوظيفها في خدمة قضية اللاجئ.
وفي كلمة الدكتور أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شئون اللاجئين ألقاها بالنيابة عنه ماهر نسمان رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات، رحب بالحضور والمشاركين في المؤتمر العلمي الأول .
وقال نسمان " أشكر الدكتور أحمد أبو هولي الذي شرفني بإلقاء كلمته نياءً عنه وهو الآن في بروكسل للمشاركة في مؤتمر المانحين ، وأنقل تحياته وشكره لكم جميعاً كلٌ باسمه وصفته ولقبه " .
وأضاف نسمان " إن هذا المؤتمر له دلالات هامة على الصعد كافة، ليس في البحث العلمي أو الدراسات العلمية فحسب، إنما أيضاً دلالات سياسية ووطنية وحقوقية تَعنى بالتمسك بحق العودة وحقوق اللاجئين كافة، وما يتعلق بالأنروا المؤسسة الأممية الشاهدة على هوية اللاجىء وحقه في عودته والشاهدة كذلك على نكتبه " .
وقال " نحن في وقت دقيقة وبالغ الحساسية، في ظل ما نراه من محاولات صهيوأمريكية مستمرة من أجل هدم مكونات القضية الفلسطينية وفرض صفقات مشبوهة مثل اتفاقية الإطار ومحاصرة الأنروا مالياً ووقف دعمها وهذا يحتاج إلى تكثيف الجهود وتوحيدها في إطار مواجهة الهجمة التي تتعرض لها قضيتنا ، وما تواجد الدكتور أحمد أبو هولي الآن في مؤتمر المانحين إلا ضمن المساعي والجهود المتواصلة للحفاظ على مؤسسة الأنروا وضمان استمرار دعمها المالي وهذا سيعزز الاستقرار لدى اللاجئين وقضاياهم وتوفير حياة كريمة ومستقرة لهم إلى حين العودة إلى الديار .
من جانبه، قال أشرف الغفاري في كلمة اللجنة التحضيرية " إن الحديث عن قضية اللاجئين في هذا الوقت بالذات ليس من باب الترف السياسي، رغم استغراب البعض أن نتحدث عن هذه القضية في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها أهالي قطاع غزة، نتيجة الحصار والضغوطات التي تمارس عليه من قبل المجتمع الدولي وحكومة الاحتلال "الإسرائيلي"،
وأشار الغفاري أن اللجان الشعبية في مخيمات المحافظة الوسطى والناشطة في مجال الدفاع عن حق العودة، سعت إلى عقد هذا المؤتمر، وهو المؤتمر العلمي الأول الذي يعقد في المحافظة الوسطى، حرصاً من اللجان على إبراز أهمية قضية اللاجئين
وأوضح أن نجاح المؤتمر سيحفزنا على مواصلة العمل في هذا المجال، وسنعمل إن شاء الله على تكرار هذا المؤتمر سنوياً، إلى أن تتحقق أهدافنا في عودة أبناء شعبنا إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عام 1948م،
وطالب الغفاري أن يتم من خلال المؤتمر وضع إستراتيجية عمل على قاعدة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة والتعويض،
من جانبه، شكر حاتم قنديل رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم البريج الباحثين والمختصين المشاركين في المؤتمر، كما شكر اللجنة التحضيرية التي بذلت جهداً كبيراً في الإعداد والتجهيز من أجل انجاح هذا المؤتمر العلمي الأول .
وأكد قنديل استمرار اللجان الشعبية للاجئين في دورها بعقد المزيد من المؤتمرات العلمية التي تتناول قضايا اللاجئين وقضايا وطنية جوهرية تؤكد التمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .
وفي ختام أعمال المؤتمر ثم تكريم المشاركين والباحثين واللجنة التحضيرية وكل من ساهم في نجاحه.
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة