قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي ، إن مؤتمر المانحين حقق دعما سياسيا ساحقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، و"أخفق" ماليا للتغلب على أزمتها الخانقة.
وعقد أمس الثلاثاء المؤتمر الدولي المخصص لدعم الوكالة الأممية في العاصمة البلجيكية بروكسل برئاسة مشتركة من الأردن والسويد، بمشاركة نحو 60 دولة ومنظمة دولية من بينها الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر المالكي للصحفيين في رام الله أن الدول المشاركة أبدت دعمها للأونروا والتأكيد على أهميتها ودورها واستمرارية عملها وصولا إلى اتفاق سلام مع إسرائيل وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف المالكي الذي ترأس الوفد الفلسطيني للاجتماع أن المؤتمر "أخفق" في تقديم الدعم المالي للوكالة التي بحاجة إلى 100 مليون دولار لسد ثغرتها المالية حتى نهاية العام الجاري لتتمكن من الوفاء بالتزاماتها حيال اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في مناطق عملياتها الخمس.
وأعرب عن أسفه في عدم تمكن الدول المشاركة من جمع أكثر من 38 مليون دولار، مشيرا إلى أن السبب في ذلك يعود إلى الأزمة المالية العالمية جراء مرض فيروس كورونا.
وتابع المالكي أن ذلك "لا يجب أن ينتقص" من أهمية الاهتمام بدور وعمل الوكالة الأممية وديمومة الدعم متعدد السنوات لها حتى يستقر حالها وتتمكن من وضع برامج تستهدف عملها باستقرار مالي وإداري لسنوات عديدة.
وأشار إلى أن الخطوة تدفع إلى عودة الحديث مع الدول المانحة والبحث عن دول جديدة تظهر اهتمام ورغبة في تقديم المزيد من الدعم لموازنة الوكالة، بالإضافة إلى الطلب من الأمم المتحدة التقديم من موازنتها ما يسمح للأونروا بالاستمرار في طبيعة عملها.
وشهد قطاع غزة الأيام الماضية فعاليات شعبية بدعوة من الفصائل الفلسطينية لحث الدول المشاركة في المؤتمر على القيام بمهامها إزاء اللاجئين الفلسطينيين ومواصلة استمرارية عمل الوكالة لضمان استقرار الأمن والهدوء في المنطقة.
كما نفذ العشرات من الموظفين في الوكالة بمدينة غزة احتجاجات قبالة المقر الرئيسي غرب المدينة بدعوة من اتحاد الموظفين فيها، رفضا لتقليص خدماتها بسبب أزماتها المالية وعلقوا الدوام جزئيا مرتين في كافة مدارس الأونروا.
وفي السياق ذاته، قال المستشار الإعلامي في أونروا عدنان أبو حسنة إن الوكالة لم تستطيع حتى الآن تأمين رواتب شهر نوفمبر الجاري رغم تبرع الدول المانحة بمبلغ 38 مليون دولار، مشيرا إلى أن جهودا كبرى تبذل مع العديد من الدول لتغطية ما تبقى من العجز.
واعتبر أبو حسنة في بيان أن المؤتمر كان خطوة مهمة ومتقدمة في سبيل الحصول على تمويل مستدام ومتعدد السنوات بالنسبة للوكالة، لافتا إلى أن التطور الأهم أن 8 دول استعدت لتقديم تبرعات بقيمة 614 مليون دولار لميزانية الأونروا في فترة بين عامين حتى خمس أعوام.
وتابع أن إحدى نتائج المؤتمر الدولي ضمان وجود 40% من ميزانية الوكالة للعام المقبل.
وتأسست (أونروا) كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في العام 1949 وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5.6 مليون لاجئ من فلسطين مسجلين لديها في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا والأردن.
وتشتمل خدمات (أونروا) على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.