-
د.سلام فياض
عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، لا يحق لبريطانيا التي لعبت دور رأس الأفعى في إطلاق رحلة العذاب الفلسطينية وإدامتها، حتى مجرد التفكير بوسم أية جهة فلسطينية كائنة من كانت بالإرهاب. ليس هناك من حاجة لتذكير ساسة بريطانيا الحاليين بالوعد المشؤوم. كلهم لا بد يعي ذلك، وما تبعه من تواطؤ مع المشروع الصهيوني وإسناد له على حساب شعبنا وحقوقه الوطنية، ونعم، من إرهاب وقتل وتنكيل. ربما يعي بعض هؤلاء الساسة، وفقط بسبب مسمى الجناح العسكري لحركة حماس، أن أسلافهم قتلوا الشيخ المجاهد عز الدين القسام. ولكن أشك أن تاريخ 17/6/1930 "يوم الثلاثاء الحمراء"يعني شيئاً لأي منهم. ولذلك، على خلفية قرار حكومته بحق حركة حماس يوم أمس، ومن منطلق الرغبة في التنكيد على "بوريس جونسون وربعه عموماً"، أود التذكير بملحمة "من سجن عكا"، تلك الزجلية الخالدة لشاعر ثورة 1936، نوح إبراهيم. طبعاً، لا أتوقع أن يؤدي هذا التنكيد إلى صحوة ضمير انجليزية. وفي الواقع، لا أتوخى ذلك. ما أتوخاه هو تذكير هؤلاء الساسة وكل من سعى لإلغائنا أو راهن على تلاشي قضيتنا أو اندثارها، أن مكنون الشعور العميق بالظلم، ولكن الممزوج بإرادة أقوى على تحديه والصمود في وجهه، الذي جسدته على نحو فريد رائعة "من سجن عكا"، لا يزال حياً بعد ما يزيد عن تسعين عاماً من تلك "الثلاثاء الحمراء"، بكل ما مثلته من أسمى تجليات الإيمان والفداء والإيثار، وأنه سيظل كذلك عبر الأجيال إلى أن تنتصر قوة الحق على جبروت القوة والطغيان.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت