اليوم العالمي للطفل

بقلم: رقية العلمي

رقية العلمي: ناشطة في حقوق الإنسان عضو لجنة صياغة اتفاقية حقوق الطفل المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان فيينا 1993
  • رقية العلمي

نحو مستقبل أفضل لكل طفل... كل الحق

يوم لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم.

أصل المناسبة

أُعلن عن اليوم العالمي للطفل في العام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 نوفمبر منذ 1990 بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجميعة العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل واتفاقية حقوق الطفل.

وفي الحقيقة هذه هي الإشارة كما هي واردة بالمدونات الخاصة باليوم العالمي للطفل كما طُبقت من قبل الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف؛ لكن هناك بداية وأساس حيث يعود تاريخ هذا اليوم في البداية إلى عام 1856 عندما قام القس الدكتور تشارلز ليونارد، راعي كنيسة الفادي في تشيلسي بولاية ماساشوسيس في الولايات المتحدة الاميركية، بتخصيص هذا اليوم للطفولة البرئية وكان يقوم بإلقاء الخطب في ذلك اليوم حتى أصبح تقليد سنوي وأشتهر هذا اليوم باسم يوم الزهور.

كما تم إعلان يوم الطفل لأول مرة من قبل جمهورية تركيا في 23 ابريل من عام 1920 وتم اعتماده رسمياً في عام 1929.

اليوم العالمي للطفل

هو يوم لتوحيد الأطفال عالمياً بغض النظر عن اختلافاتهم وتعزيز المؤاخاة والرحمة بين كافة الأطفال في العالم، يوم لتسليط الضوء على المبادئ الأساسية في اتفاقية حقوق الطفل:

حماية الأطفال من التعرض للأذى النفسي والجسدي.

تحقيق بيئة مناسبة يعيش بها الطفل مع توفير الاحتياجات الأساسية التي تكفل عيش كريم

التصدي ومواجهة استغلال الأطفال بعمل أعمال غير مشروعة

تقييم أوضاع الأطفال بالدول الفقيرة ومراجعة التقدم في الصحة والتعليم والرفاه

الوقوف على أوضاع الأطفال في الدول التي بها صراعات سياسية ونزاعات مسلحة

تحمل العائلة مسئولية تربية الطفل على القيم الحميدة والمبادئ الأخلاقية السليمة وحمايته من الانحراف السلوكي.

أما الحقوق الخاصة بالطفل كما أوردتها اليونيسف تستند على شعار " الاستثمار في مستقبلنا يعني الاستثمار في أطفالنا "  فإنها ترتكز على:

حصول الطفل على جنسية واسم، العيش في بيئة جيدة وسليمة، الحق بالحرية بما يحافظ على كرامة الطفل، الحق في توفير الرعاية والخدمات الصحة له والحق في التعليم، حقه في المعاملة الحسنة وعدم تعرضه للأذى. عدم التمييز بين الأطفال بمختلف جنسياتهم أو اللون أو الدين أو العرق. الأهتمام بالطفل المعاق سواء جسدياً أو عقلياً من خلال توفير الرعاية اللازمة له والطريقع التي تناسبه في التربية بما يتوافق مع حالته الصحية.

الطفولة وأهداف التنمية المستدامة

أطفال اليوم هم قادة المستقبل، وقدرتهم على صون مستقبلنا غداً تعتمد على ما نفعله اليوم لتأمين حقوقهم. فمن غير الممكن الوفاء بوعد عام 2030  دون إحقاق ما للأطفال من حقوق. لذلك في هذا اليوم يرفع الأطفال في جميع أنحاء العالم صوتهم مطالبين بتأمين حقوقهم في التمتّع بصحة جيدة، والحصول على تعليم جيد، والعيش في كوكب نظيف..

عود على بدء حتى لا يتخلف الطفل عن الركب يجب تطبيق أهداف أهداف التنمية المستدامة أهمها الحق في التعليم والصحة، القضاء على الفقر والجوع، الحد من أوجه عدم المساواة، الحق في الماء النظيف والصرف الصحي والبنى التحتية، وتوفير حقهم في الطاقة بتكلفة ميسرة  وحق الطفل في مدن وأحياء مستدامة. لقد جددت أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة التزامها بحقوق الأطفال في سياق تنفيذ هذه الأهداف، وتعمل اليونيسيف مع الحكومات والشركاء ووكالات الأمم المتحدة الأخرى لمساعدة البلدان على ضمان أن تحقق هذه الأهداف نتائج ملموسة لكل طفل ومع كل طفل، لأجيال اليوم وأجيال المستقبل والاستثمار في الأطفال والشباب لتحقيق عالم أكثر إنصافاً وعدلاً واستدامة للجميع.

الوجه الآخر لواقع الطفل العربي

في السياق هنا لن نتناول الجهود العربية الرامية إلى الارتقاء بوضع الأطفال من خلال الاستراتيجيات الوطنية والخطط التي تقوم عليها الحكومات ومنظمات المجتمع المدني بالشراكة مع المؤسسات الدولية والأممية لضمان الرفاه في العيش والصحة والتعليم والثقافة والرياضة ومحاولة تطبيق حقوق الأطفال على أرض الواقع؛ ولا عن البرامج الترفيهية وحملات تشجيع القراءة للأطفال العرب وتشجيع الفنون وتنمية مواهبهم وتدريبهم على مهارات وتقنيات تواكب العصر الالكتروني وتخصيص المكتبات العامة والحدائق والمتنزهات والمتاحف.

حيث أن هذه جهود مثمنة وهي متوافرة بطبيعة الحال. هذا واقع الطفل العربي الذي يعيش حياة عادية توفر له دولته وأسرته الحياة الكريمة يعيش ضمن منظومة اجتماعية وخطط عمل متكاملة وشاملة للتنمية تكفل حقوقه مقارنة بواقع الأطفال العرب الأقل حظاً.

وهذا هو معرض السياق هنا الذي يبرز الأطفال العرب الأقل حظاً منهم ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة فهناك أكثر من 20 مليون طفل وطفلة ممن هم خارج المدرسة أو معرضين لخطر التسرب بسبب النزاعات والأزمات السياسية؛ مما أفرز استغلال الأطفال للنزول الى سوق العمل الغير المنظم، ، فكثرت عمليات المتاجرة بالأطفال اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى دول آمنة عن طريق التهريب حيث يتعرضون من قبل عصابات تهريب البشر للإيذاء والاستغلال.

الأوضاع المتدنية في مخيمات اللجوء حيث الازدحام في السكن زاد من فرص التحرش واغتصاب الفتيات، مما ضاعف من احتمالات الزواج دون السن القانونية.

مقابل كل هذا تفتقر الكثير من مخيمات اللجوء المستجدة إلى أسس العيش في بيئة سليمة لعدم توافر المياه الصحية النظيفة وشبكات الصرف الصحي مما يهدد سلامة صحة الأطفال وينتهك حقهم في الحصول على مياه نظيفة. إضافة الى معاناة الأطفال ذوي الإعاقة في هذه الأماكن التي تفتقر إلى مرافق مساندة ومساعدة مما يزيد من معاناة أصحاب الهمم.

وما زال هناك قلق حول زواج القاصرات فبالرغم من القوانين المناهضة له، فلا تزال هذه الممارسة واسعة الانتشار في كثير من الدول العربية كثرت في مناطق الصراعات المسلحة بسبب الهجرة واللجوء..

أما الأمر الرئيس والأهم ضمن الانتهاكات التي تطال حقوق الطفل العربي، حرمانه من جنسية والدته، فبالرغم من المطالبات الشعبية وأولويات الأجندات النسوية التي تقوم بالضغط على المشرع العربي لتعديل هذا القانون، لكن حتى الآن لم تنجح كل هذه المساعي لإحراز هذا المطلب، حيث لا يسمح القانون في معظم الدول العربية منح الأم جنسيتها إلى أطفالها على قدم المساواة مع الرجل وهذا ينتج عنه نتائج اجتماعية غير مرغوب بها مثل فصل الطفل عن أمه وحرمانه من العيش في بلدها في حال اضطرت للعودة إلى وطنها الأصلي ومغادرة موطن الزوج.  

إذ لا تعترف غالبية الدول العربية بحق المرأة العربية المتزوجة من أجنبي في إسناد جنسيتها إلى وأبنائها، بالرغم من أن أبناء الرجل العربي يحصلون على الجنسية تلقائياً. مما يخالف المادة 9 البند الثاني من الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة:

" تمنح الدول الأطراف المرأة حقًا مساويًا لحق الرجل فيما يتعلق بجنسية أطفالهما"..

هذا وتحتفل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( ألكسو ) ومقرها تونس، في الأول من اكتوبر من كل عام بيوم الطفل العربي الذي أقرته الجامعة العربية تخليداً لذكرى استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة في قطاع غزة في ثاني أيام انتفاضة الاقصى سنة 2020

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت