السلطات الإسرائيلية تعتقل زوجة فادي أبو شخيدم لدى عودتها من الأردن

قوات الاحتلال تعتقل زوجة الشهيد أبو شخيدم أثناء عودتها من الأردن
  • الشهيد أبو شخيدم في وصيّته: سنوات عمري السابقة كانت استعدادا إيمانيًّا وعسكريًّا

اعتقلت السلطات الإسرائيلية، زوجة الشهيد الفلسطيني فادي أبو شخيدم، الذي نفذ عملية إطلاق نار الأحد في القدس الشرقية، لدى عودتها من الأردن، بحسب إعلام عبري.

وقالت قناة "كان" العبرية الرسمية إن زوجة أبو شخيدم اعتقلت عند جسر اللنبي (يربط الضفة الغربية بالأردن فوق نهر الأردن)، لدى عودتها من زيارة والدتها المريضة بالسرطان في الأراضي الأردنية.

وقال المحامي مدحت ديبة إن " السلطات الإسرائيلية  أفرجت عن زوجة أبو شخيدم بعد تحقيق لسبع ساعات متواصلة".

ويتولى جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) التحقيق مع زوجة الشهيد، وفق ما نقلت القناة عن مصدر مطلع لم تسمه، دون مزيد من التفاصيل.

من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن زوجة أبو شخيدم سافرت إلى الأردن قبل 3 أيام لزيارة والدتها التي تعاني من وضع صحي متأخر.

بينما قالت صحيفة "هآرتس" إن أجهزة الأمن الإسرائيلية كانت قد اعتقلت عددا من أفراد عائلة منفذ عملية القدس بينهم ابنه وابنته وشقيقه.

والأحد، نفذ أبو شخيدم (42 عاما)، عملية إطلاق نار بالقدس الشرقية، أدت الى مقتل إسرائيلي وإصابة 4 آخرين واستشهاده، وقالت حركة حماس إن المنفذ أحد قادتها بالقدس.

وترك الشهيد فادي أبو شخيدم من مخيم شعفاط، وصيةً كان قد كتبها قبل يوم من استشهاده، إذ إنها مُذيّلة بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وقد شدّد فيها على أنّ العملية التي نفّذها، جاءت بعد "سنوات من الاستعداد إيمانيا وعسكريا".

وافتتح أبو شخيدم الذي استشهد عن عمر ناهز 42 عاما، وصيّته بعبارة: "أكتب حروفي هذه وأنا في أعلى درجات السعادة"، قبل أن يختتم حياته بالشهادة "التي تمناها طوال حياته"، كما قال.

وقال الشهيد في الوصية: "منذ أن عرفت قدماي المسجد، وأُشربت القرآن والسنة، وأنا أحلم بقرب لقاء الله شهيدا بإذن الله مقبلا غير مدبر، وما كانت سنوات عمري السابقة إلا استعدادا إيمانيا وعسكريا لهذه اللحظة الشريفة المباركة (لحظة استشهاده)".

ووجّه رسالة لوالدته وزوجته وأفراد عائلته، قال فيها: "والله إن الحياة في ظلكم شرف ورفعة، لكن ما عند الله أشرف وأرفع وأعلى، وكم كنتم لي عونا وسندا في حياتي، فكان حقا على أن أجازيكم بخير منه، ذلك أنه بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشهيد يشفع لأهله، وأسأل الله أن أكون شفيعا لكم ولوالدي رحمه الله، فاصبروا واحتسبوا واثبتوا، واعلموا أني اخترت هذه الطريق مرضاة لله وفوزا بجنة الله تعالى، فالحياة قصيرة وقد أفلح من جعلها لله واستطاع أن يضحى بنفسه".

وفي مقطع آخر من الوصية والذي وجّهها أبو شخيدم لـ"رفاق الدعوة والعمل الإسلامي"، ذكر الشهيد أن "كلماتنا ودعوتنا المباركة التي نعمل فيها منذ نعومة أظفارنا، تستوجب علينا التضحية والفداء، فلا تبقى كلماتنا ميتة دون روح، فلا بد للكلمة من شاهد على صدقها، وهو العمل، وخير تغيير التغيير بالتضحية وموافقة القول الفعل، وبعد هذه السنوات من العمل وطلب العلم وتعليم الناس أقول لا بد وأن نقود المركب بدمائنا وأن نكون القدوة العملية في باب الجهاد".

وأضاف: "خير طريق لنا في ظل الظلم الذي يتعرض له مسجدنا أن نفديه بدمائنا، فلا حياة لنا بعزة وكرامة ومسجدنا حاله تسوء يوما بعد يوم، وتزداد الهجمة عليه، فوطنوا أنفسكم على الرباط والجهاد والتضحية والفداء".

كما خاطب الشهيد طلّابه الذين قد تتلمذوا على يده لسنوات، قائلا إنّ "ما يتجاوز العشرين عاما مرّت وأنا أعلم وأدرس في المساجد والمدارس ودار الفقه ودار الحديث وغيرها من محاضن التربية والتعليم، وكنت في كل لقاء أحزن لأن غيري سبقني إلى الجنة مقبلا غير مدبر، وكنت أحدثكم بقصص هؤلاء من لدن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أسود الإسلام في عصرنا، ووالله ما فارقت الدمعة عيني عند الحديث عنهم، لكني كنت أعد واستعد للحاق بهم والسير في ركبهم، واليوم أحبتي أغادركم للحاق بهم".

وفي ختام وصيته قال الشهيد: "أختم وصيتي بطلب الدعاء بالقبول والمغفرة والرحمة، ورفع الدرجات… أسأل الله أن يتقبلني ويتقبل مني جهدي وجهادي إنه ولي ذلك والقادر عليه".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة