صدر عن دار "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن كتاب: "منظمة التحرير الفلسطينية.. من كيانية التحرير إلى استراتيجية التسوية والاعتراف بـ(إسرائيل)" للكاتب والباحث عليان عليان المختص بالصراع العربي- الصهيوني.
يؤرّخ الكتاب بشكل موثق وتحليلي، ومن خلال 15 فصلًا، لانتقال منظمة التحرير الفلسطينية من استراتيجية التحرير التي وضعتها قيادة المنظمة عام 1964 إلى استراتيجية التسوية في محطات لاحقة، بهدف التأكيد على أن اتفاقيات أوسلو (1993) كانت نتيجة طبيعية لهذا النهج، ولم تكن نتيجة للأوضاع التي آلت إليها الأمور في العراق بعد العدوان الثلاثيني (1991)، أو نتيجة لانهيار الاتحاد السوفييتي.
ويوضح الكتاب أن نهج التسوية شكَّل انقلابًا على استراتيجية التحرير (1964)، وتبلور بشكل أولي إثر تعديل الميثاق القومي في الدورة الرابعة للمجلس الوطني الفلسطيني (1968)، وصدور قرار من الدورة السادسة للمجلس يفرق بين مشاريع التسوية الاستسلامية وغير الاستسلامية، وصدور مذكرة من الجبهة الوطنية في الداخل عام 1973 بهذا الشأن. وتبلور النهج بشكل رئيسي إثر حرب تشرين (1973)، وانعكاس نتائجها بالسلب على القضية الفلسطينية؛ جراء رهان أطراف أساسية في المنظمة على إمكانية الحصول على سلطة وطنية في ضوء نتائجها، ورفض فريق آخر (جبهة الرفض) لهذا الرهان، مبينًا أن ميزان القوى الناشئ بعد حرب تشرين لا يسمح بإقامة هذه السلطة بدون صلح ومفاوضات واعتراف.
ويستعرض الكتاب بشكل موثق وتحليلي محطات التسوية في كافة المراحل اللاحقة، خاصةً مرحلة ما بعد الخروج من بيروت (1982)، وصولًا إلى دورة المجلس الوطني التاسعة عشرة (1988) التي بلورت بشكل أساسي استراتيجية التسوية لمنظمة التحرير ممثلة بـ"المبادرة السياسية الفلسطينية"، التي انطوت بوضوح على اعتراف بالقرار رقم 242، وبشكل غير مباشر بالكيان الصهيوني، ومن ثم النزول تحت سقف المبادرة بالاعتراف الواضح بالكيان ونبذ الإرهاب في لقاءات ستوكهولم مع الوفد اليهودي الأمريكي، وفي خطاب "أبو عمار" في جنيف في ديسمبر/ كانون أول 1988. كل هذه التنازلات قُدّمت مقابل أن تقبل الإدارة الأمريكية ببدء الحوار مع قيادة المنظمة. وذهبت الأمور نحو الأخطر حين قبل أبو عمار بإلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني في باريس إثر استقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران له.
يذكر أن عليان عليان باحث سياسي وأكاديمي، متخصص في الصراع العربي الصهيوني وفي الاقتصاد السياسي للرأسمالية، مواليد بيت عطاب- خلدة، فلسطين، 1948، يحمل شهادة البكالوريوس في الإدارة والاقتصاد وشهادة الدبلوم في اللغة الإنجليزية، عضو في كلّ من: رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب والأدباء العرب، واتحاد كتاب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ومنتدى الفكر الاشتراكي، والمنتدى العربي الناصري الديمقراطي، وجمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية.
صدر له: «العولمة من المركنتلية إلى الإمبريالية الجديدة»، 2015، «العولمة النيوليبرالية.. مثلث العولمة والشركات متعددة الجنسية»، 2016، «العولمة ليست قدراً: في مواجهة تحديات العولمة النيوليبرالية.. ما العمل؟»، 2018، «أزمات النظام الرأسمالي»، 2019. وله مخطوطات ودراسات منشورة في صحف ومجلات عربية.