قالت الجبهة العربية الفلسطينية إن على المجتمع الدولي أن يدرك أن عدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا تستدعي اتخاذ قرار واضح بإنهاء الظلم التاريخي الذي تعرض له ولا زال يتعرض لأبشع احتلال في العالم لأرضه، وأن ينصف شعبنا في مواجهة احتلال حاقد عنصري وهمجي يرفض تنفيذ وتطبيق كل القرارات الدولية والأممية المؤيدة لحقوق شعبنا، ضارباً عرض الحائط كل الجهود والنداءات الرامية لإحلال السلام بالمنطقة وحل الدولتين على أساس الشرعية الدولية.
وأضافت الجبهة في تصريح صحفي لها اليوم بمناسبة ذكرى قرار تقسيم فلسطين ويوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، إن الاحتلال لا زال يماطل ويتنكر لحقوق شعبنا ويفرض أمراً واقعاً على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، موضحة أن الاحتلال يحاول إعطاء شرعية زائفة لوجوده على أرض فلسطين بالقرار وتناسى أنه يقر لشعبنا الفلسطيني بحقه في دولة فلسطينية مستقلة، إلا أنه يرفض تنفيذه ويواصل عدوانها على شعبنا ويمارس أبشع أنواع القتل والتعذيب بحق مناضلينا، ويدفع بقواته لاقتحام مدننا وقرانا ويشن حملات اعتقال واسعة ضد أهلنا في الضفة الغربية والقدس، بل ويواصل قضم الأراضي والمنازل الفلسطينية والاستيلاء عليها من اجل بناء المزيد من المستوطنات التي تقطع أوصال مدننا وقرانا، مؤكدة أن هذه الذكرى حولت بفعل صمود شعبنا ونضاله المستمر عبر مسيرة ثورته الفلسطينية وعبر انتفاضته العظيمة إلى يوم ليتضامن أحرار العالم ومناصري قضيتنا وحقوق شعبنا الوطنية مع شعبنا ومناصرته بكل السبل والوسائل، وايصال رسالة تضامن حر أن الشعب الفلسطيني لا بد أن يعيش بحرية وكرامة وأن ينتهي الاحتلال من على أرضه.
وتابعت الجبهة، إن المجتمع الدولي عجز ولغاية هذه اللحظة عن تحقيق الارادة الدولية التي تجنت على الفلسطينيين بتقسيم وطنهم وفقاً لقرارها بتكريس الاحتلال كياناً سيادياً على القانون الدولي الذي يدير ظهره لكافة قراراته الداعية إلى التزام الاحتلال بحل الدولتين وتطبيق القرارات الأممية واحترام حقوق الانسان ووقف الاستيطان وهدم المنازل واحترام حرية الأديان والعبادة بالمدينة المقدسة، بل وتشن حكومة الاحتلال حملة على كل من يدعم ويساند شعبنا الفلسطيني في حقوقه ويطالبها بحزم بالالتزام ووقف ممارستها وانتهاكاتها بحق الفلسطينيين، وهو ما يتطلب مزيدا من الجهد وعلى كافة المستويات والصعد من اجل الحفاظ على الموقف الدولي الداعم لنضالنا الوطني، والتوجه الى كافة المنظمات والمعاهدات والمواثيق الدولية التي تتيح لشعبنا معاقبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق شعبنا وارضنا الفلسطينية.
واعتبرت الجبهة أن ما يمارسه الاحتلال اليوم في مدينة الخليل من انتهاكات واقتحام وترويع للمواطنين وتهويد مستمر للحرم الابراهيمي من خلال مشاركة رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ ورؤساء الجاليات اليهودية ومجالس المستوطنات في اقتحام المسجد الابراهيمي واضاءة شمعدان الحانوكاه فيما يسمى بعيد الأنوار اليهودي وأكاذيبهم المسمومة والممزوجة بحقائق تاريخية زائفة ما هي إلا انحطاط سياسي وأخلاقي يمارسه قادة الاحتلال وجماعاته المتطرفة ضد الهوية التاريخية لعروبة وفلسطينية واسلامية مدينة الخليل التي رسم شهداءها دماءهم الطاهرة وتضحياتهم العظيمة على أرضها وبين أحيائها وأزقتها في سبيل الدفاع عن فلسطين، مؤكدة أن شعبنا قادر بكل حزم وإرادة وتصميم للتصدي لإجراءات الاحتلال التي يفرضها على شعبنا دون رادع من قانون للحفاظ على أرضه وتاريخه ومقدساته التي لا يسمح بالمساس بها مهما كلفه من ثمن، داعية أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد بالعمل على تصعيد الانتفاضة الجماهيرية في مواجهة ارهاب الاحتلال باعتبارها حق لشعبنا في مقاومة الاحتلال الذي كفلته كافة القوانين والمواثيق الدولية، مشددة على أن هذا الصمود يتطلب ايضاً معالجة الوضع الداخلي الفلسطيني وخاصة إنهاء الانقسام البغيض الذي أدى إلى تراجع قضيتنا الوطنية سنوات إلى الوراء، ومجددة العهد والقسم لشعبنا في كل مكان بمواصلة النضال المشروع حتى تحقيق الأهداف كاملة واستعادة حقوقنا الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. .