انخفاض الطلب على الذهب في الربع الثالث، مع ترقب لارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية في 2022

لقد انخفض حجم الطلب على معدن الذهب خلال الربع الثالث من هذا العام 2021 ، وذلك على الرغم من اختلاط نقاط البيانات حول التحركات المتعلقة بـ معدن الذهب. لقد أفاد مجلس الذهب العالمي أن طلب التجزئة على سبائك الذهب والعملات المعدنية قد تم تعويضه أكثر من خلال الانخفاض في حيازات الصناديق المتداولة في البورصة المعروفة بـ ETFs. لذا فأن السؤال الذي يطرح نفسه في وقتنا هذا, ماذا يعني ذلك بالنسبة للربع الرابع 2021 وما بعده في 2022؟ تشير التوقعات الي ارتفاع في أسعار الذهب الي مستويات قياسية جديدة حينما تدرك الأسواق أن الاحتياطي الفيدرالي الامريكي لا يمكنه أن يكون عدوانيا كما يتوقع الاغلبية. لكن دعنا نتعرف أكثر عن التفاصيل وراء انخفاض الطلب علي الذهب وما هي الرؤية الفنية لـ أسعار الذهب القادمة في الربع الرابع ومطلع 2022.

 

وفقًا لأحدث التقارير الصادرة من مجلس الذهب العالمي ، فقد انخفض الطلب على الذهب بنسبة وصلت الي الـ 7 ٪ على أساس سنوي أي ما يعادل الـ831 طنًا من الذهب خلال الربع الثالث من هذا العام 2021. كما أضاف التقرير أن التداول بأسعار الذهب من خلال الصناديق المتداولة في البورصة المعروفة بـ  ETFs هي أحد الاسباب الرئيسية وراء قيادة هذا الانخفاض. هذا الضعف علي صناديق الاستثمار المتداولة المتعلقة بالذهب أدي الي تحقيق انتعاشة في قطاعات أخري من بينها قطاع التكنولوجيا الذي ارتفع بشكل كبير خلال هذا العام.

 

image

https://unsplash.com/photos/iYsrkq5qq0Q

ما هي أهم نقاط تقرير مجلس الذهب العالمي؟

من جانبه أفاد مجلس الذهب العالمي علي أن الطلب علي المجوهرات الذهبية استمر في حالة التعافي من بعد الضعف الذي تعرض له نتيجة وباء الكورونا في العام الماضي حيث شهد ارتفاعا لـ سعر الذهب المباشر بنسبة وصلت الي 33% بما يعادل الـ 443 طنًا. رغم هذا الارتفاع الي أن المجلس يري أن الطلب الربع سنوي ما زال ضعيفا بنسبة 12% أقل من الأعوام الخمسة الماضية. ولكن في حالة المقارنة بالفترة الحالية من عام 2021 مع نفس الفترة من العام الماضي 2020 فقط فأن الطلب علي المجوهرات الذهبية قد ارتفع بنسبة 50%.


بالحديث عن الطلب الاستثماري علي الذهب وذلك من خلال صناديق الاستثمار المتداولة فقد تعرض للضرر بخسارة ما يعادل الـ 27 طناً خلال الربع الثالث من العام. هذا يعد انخفاضا حادا عن التدفقات الكبيرة التي تم تسجيلها في نفس الفترة من العام الماضي ويعزي مجلس الذهب العالمي الأسباب الي حالة عدم اليقين أو عدم المبالاة التي يعاني منها سوق العقود الآجلة بشكل عام. علي الجانب الاخر, يري المستثمرين أن انخفاض الأسعار هي فرصة شراء مناسبة علي أمل ارتفاع أسعار الذهب خلال الربع الرابع.

 

تعرض أيضا المجلس الي عملية الشراء من قبل البنوك المركزية حيث أشار الي أن وتيرة شراء الذهب من قبل البنوك المركزية حول العالم قد انخفضت بنسبة وصلت الي 64% بما يعادل الـ 69 طنا من الذهب. كان الربع الثالث من العام الماضي هو الربع الأول من صافي البيع بين البنوك المركزية منذ عام 2011. وفي العام حتى تاريخه ، بلغ الشراء 393 طنًا في نهاية الربع الثالث ، أي أكثر من ضعف الكمية المسجلة في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي.

 

الذهب يكافح من أجل اختراق الـ 1800 دولار للأونصة

واحدة من أكبر المعضلات التي يواجهها تداول الذهب في الوقت الحالي هي عدم قدرته على اختراق مستوى 1800 دولار للأونصة. إذا فعل المعدن الأصفر ذلك ، كما يتوقعه بعض المحللين ، فإنه يفتح الباب لاحتمال المزيد من الارتفاع صعوديا. ومع ذلك ، لا يزال الذهب مقيدًا بنطاق محدد في الوقت الحالي ، مدعومًا بانخفاض العائدات الحقيقية الأمريكية منذ بداية نوفمبر 2021 ، والتي انعكست بحدة في الوقت الحالي.


في الواقع، وبالنظر الي الربع الثالث بأكمله فقد كان مخيبًا للآمال إلى حد كبير بالنسبة لـ تداول الذهب حيث فقد نسبة الـ 1.15% خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط. ومع ذلك ، هذا الأداء رغم ضعفه الي أنه لا يزال أفضل بكثير من الربع الأول الكارثي من العام الذي انخفض فيه الذهب بنسبة أكثر من 10٪. لقد انخفض الذهب اجمالا نسبة 7.67٪ منذ بداية العام حتى تاريخه. ولكن يأتي السؤال هنا هو لماذا كان أداء الذهب ضعيفًا خلال الربع الثالث؟ على الرغم من ارتفاع التضخم وجميع المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد الأمريكي؟ ارتفاع عائدات السندات والدولار الأقوى كانت الرياح المعاكسة الرئيسية للذهب في سبتمبر ، وبشكل عام ، في الربع الثالث من عام 2021 بالكامل.

 

في النصف الأول من العام 2021، كان أداء الدولار الأمريكي ضعيفًا إلى حد كبير ، لكن الاحتياطي الفيدرالي وعن طريق سياسته الأكثر تشددًا ساعد على إنعاش العملة الأمريكية ودفع أسعار الفائدة إلى الأعلى. في مثل هذه الظروف المحيطة من حالة عدم اليقين المتعلقة بـ الدولار الأمريكي وبشأن سقف الديون ، ومشاكل الديون في الصين خاصة مع حالة ايفرجراند العقارية ،يتجه الجميع الي الملاذ الامن وهو الذهب. الي أن العكس هو ما حدث وتضاءلت جاذبية الذهب كـ ملاذ امن للمستثمرين نظرا لانتشار التوقعات الايجابية المتعلقة بـ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وسياسية التناقص التدريجي والتي استفاد منها بشكل كبير الدولار الأمريكي.

 

لكن وبكل وضوح لابد من وضع الأمور في نصابها الصحيح فـ الذهب لا يزال هو الملاذ الامن بكل تأكيد خاصة عندما يكون التضخم مرتفعا ومتسارعا بقوة. كما أن أغلب المحللين يرون أن الذهب محتفظ بـ قيمته الشرائية علي المدي الطويل ويعزون هذا التراجع الي ارتفاع أسعار الفائدة لاسيما بالنظر الي الاحتياطي الفيدرالي الذي أقنع الجميع أن التضخم هو فترة مؤقته وسيتلاشي والحقيقة حتي اللحظة معاكسة لذلك تماما. وفي حالة ثبات التضخم والذي هو مرجح نظرا لـ تصريحات باول الأخيرة المتعلقة بـ استمرار التضخم للعام المقبل. لذا فأن السيناريو المرجح في ذلك الوقت هو أن الطلب علي الذهب كـ وسيلة للتحوط من التضخم سيشهد ارتفاعا لمستويات قياسية.

ما هي الآثار المترتبة على الوضع الحالي؟

ما معني كل ذلك بالنسبة لـ سوق تداول الذهب بكافة قطاعاته؟ حيث أن الذهب له قطاعات عدة بامكانك أن توسع معلوماتك عن الذهب والخواص العامة من خلال قراءة المزيد. القفزة المتوقعة لـ الذهب هي ايجابية جدا ومع ذلك لا تغير هذه التوقعات امكانية هبوط الذهب خلال الربع الرابع من 2021. حيث أن الذهب ما زال غير قادر علي اختراق مستوي الـ 1800 دولار وعلي ما يبدو أنه مستمر في الانخفاض. وتشير التحليلات الفنية الي أن أي أخبار متفائلة من قبل الاحتياطي الفيدرالي من شأنها أن تدفع أسعار الذهب الي الانخفاض أكثر. لكن بالحديث عن 2022 فأن الأمور أكثر تفاؤلا في تداول الذهب, والسبب الرئيسي وراء هذه التوقعات هو أن رواية التضخم ستصبح أكثر وضوحا للجميع وأيضا سياسة تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي التي تم تسعيرها بالفعل وبالتالي الأمر مشابه تماما لـ خطابات الطمأنينة التي حدثت خلال الفترة ما بين 2015 وحتي 2019.