- بقلم : سري القدوة
الجمعة 3 تشرين الثاني / نوفمبر 2021.
ولا يمكن استمرار المراهنة على الموقف الامريكي تجاه القضية الفلسطينية حيث بات الجميع يشعر بضبابية الموقف وتجاهل الادارة الامريكية برئاسة الرئيس جو بايدن لما يجرى من استيطان وجرائم ترتكبها دولة الاحتلال لتغير الوضع القائم في الاراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا ما يجرى في القدس من مخططات لتهويدها وإنهاء اي طابع فلسطيني فيها فهذا الامر لا يشعرنا بعد الارتياح ولا يمنحنا اطمئنان تجاه المستقبل وكل ما يجرى هو جزء من مخطط تصفية القضية الفلسطينية وتدمير مقومات الصمود الفلسطيني وخاصة مع استمرار مواقف الادارة الامريكية الرافضة والغير واضحة تجاه امكانية فتح مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن او اعادة فتح قنصليتها العامة في القدس وترك حكومة الاحتلال تمارس مخططات التصفية دون اتخاذ موقف مما يجرى في الاراضي الفلسطينية المحتلة .
وتتنكر دولة الاحتلال للحقوق الفلسطينية المشروعة وترفض الاستجابة لكل النداءات العربية والدولية بضرورة انسحابها من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 بما فيها القدس فلا بد وفي ضوء ذلك اتخاذ مواقف واضحة لحماية الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده على ارضه وعدم الوقوف امام استمرار اغتصاب الاراضي الفلسطينية وتهويدها وتنفيذ مشاريع الضم القائمة على انهاء المشروع الفلسطيني وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنع تحقيق حل الدولتين .
توقف مفاوضات السلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي منذ نهاية مارس العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود بات يقود المنطقة الي مستقبل سياسي مجهول ومعتم بعيدا عن تحقيق ما يريده الشعب الفلسطيني بقيام الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت منذ العام 1967 بما فيها القدس الشرقية .
حكومة الاحتلال العنصري هي الداعم الأول والرئيسي للاستيطان والمستوطنين وقرار بناء 372 وحدة استيطانية جديدة في الخليل دليل جديد على أن الحكومة التي تقود دولة الاحتلال هي حكومة مستوطنين متطرفين هدفها فقط سرقة المزيد من الأراضي والممتلكات الفلسطينية لصالح توسيع الاستيطان على أراضينا التي احتلت عام 1967م وتصعيد جيش الاحتلال والمستوطنين واعتداءاتهم ضد المواطنين في مختلف الأماكن يكشف حجم التراخي الدولي والتقاعس في الضغط على الحكومة الاسرائيلية للجم ووقف استيطانها وقمعها وتنكيلها بالمواطنين وأرضهم ومقدساتهم ومنازلهم وممتلكاتهم، وهو ما يفقد المواقف الدولية وهيئات الأمم المتحدة مصداقيتها بالتدريج، ويؤدي إلى تآكل حاد في ثقة الشعب الفلسطيني بالمواقف الدولية والمؤسسات الأممية.
الشعب الفلسطيني والقوى الاسلامية والوطنية والنضالية لن يقفون مكتوفي الأيدي تجاه هذه الانتهاكات الخطيرة وستعمل جاهدة على مواجهة جرائم الاحتلال بكل الطرق النضالية المتاحة ولا بد من المؤسسات الدولية والجهات الحقوقية ان تعلن عن موقفها للتصدي لجرائم الاحتلال والمخالفات التي يتم ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية في فلسطين والضغط على حكومة الاحتلال لوقف انتهاكاتها واعتداءاتها بحق ممتلكات المواطنين والمؤسسات وتشكيل موقف دولي لإجبار سلطات الاحتلال على انسحابها من الاراضي الفلسطينية المحتلة ودعم قياد الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها .
بات واضحا ان كل كافة الخيارات مطروحة امام الفصائل الفلسطينية لاتخاذ موقفا موحدا مما يجرى على المستوي الفلسطيني والتصدي لمؤامرات تصفية الوجود والقضية الفلسطينية وأهمية اتخاذ خطوات عملية للتصدي للجرائم التي ترتكبها حكومة الاحتلال والتوجه للمحاكم الدولية وتصعيد المقاومة الشعبية بكل اشكالها وصولا لإعلان العصيان المدني الشامل في مواجه الاحتلال والاستيطان الصهيوني في فلسطين .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت