- بقلم: شاكر فريد حسن
تمر القضية الفلسطينية في منعطف خطير يهددها بالتصفية، وذلك جرّاء التدهور المتواصل في الحال الفلسطيني والوضع الحاضن للقضية الفلسطينية، وانهيار التضامن العربي، ودخول عدد من الأنظمة العربية والخليجية في حظيرة التطبيع ومعاهدات "ابراهام".
وهذا الخطر الذي تواجهه القضية الفلسطينية بدأ مع تهميشها عند التخلي عن المشروع الوطني الفلسطيني بتوقيع اتفاق أوسلو، الذي زاد التوسع الاستيطاني الكوليونالي في عمق الأرض الفلسطينية وابتلاعها. وما زاد الطين بلة وتفاقم الحال أكثر الانقسام المعيب والمدمر الذي حصل بين شقي الوطن الفلسطيني.
لا شك أن احداث العالم العربي والهرولة نحو التطبيع مع دولة الاحتلال والعدوان، عكس أثره على الواقع السياسي الراهن، ودفعت بالقضية الفلسطينية إلى الوراء في سلم الأولويات والاهتمامات العربية والدولية، ولم تعد القضية المركزية والأولى على أجندة أعمال مؤتمرات القمة العربية، والشغل الشاغل للنظام السياسي الرسمي العربي في مخاطبة الرأي العام الكوني.
ورغم كل ذلك، تبقى القضية الفلسطينية هي الأساس في قضايا المنطقة، خصوصًا مع استمرار الكفاح الوطني الفلسطيني من خلال الهبات الشبابية والشعبية المتتالية ضد الاحتلال في الضفة الغربية والقدس على أيدي الأجيال الفلسطينية الصاعدة التي اكتسبت الوعي الثوري عبر معايشتها للانتفاضات الجماهيرية.
إن الشعب الفلسطيني لن يستكين تحت حالات اليأس والإحباط واللامبالاة، والاحتقان والتذمر بلغ حدودًا عالية في دوامة استمرار الانقسام الفلسطيني المؤلم، ونحن أمام وضع فلسطيني يمور على مرجل الغليان في الأعماق، ويستدعي إعلاء صوت العقل، وتغليب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني على كل المصالح الفصائلية والحزبية والفئوية والشخصية، وتجاوز العصبيات التنظيمية، والاستعداد الموحد لمجابهة التحديات ومواجهة استحقاقات المرحلة، والتي ستكون صعبة على الفلسطينيين.
المخرج من الأزمة الفلسطينية ليس بإطلاق الشعارات على التمسك بالتحرير والمقاومة، بل المخرج يكمن في البدء بحوار وطني شامل يستهدف استراتيجية جديدة وتوحيد الموقف الموحد، والتوصل لرؤية شاملة، والتمسك بالمشروع الوطني التحريري الفلسطيني، وإعادة المؤسسات الوطنية الفلسطينية، وإعطاء الأولوية لاستعادة الوحدة الوطنية والشراكة الكاملة والتعددية والتركيز على الأهداف المستقبلية، وتعزيز مقومات الصمود والمقاومة الشعبية المشروعة نحو تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية المرجوة والمنشودة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت