أعلنت الشرطة الإسرائيلية، يوم الجمعة، أنها قتلت مواطنا عربيا (فلسطيني)، وأصابت آخر، كانا متواجدَين في سيارة دهست اثنين من عناصرها في مدينة أم الفحم، في شمالي البلاد.
وقالت الشرطة في تصريح مكتوب: "خلال نشاط لأفراد حرس الحدود في مدينة أم الفحم، وصل إلى المكان مشتبه يقود مركبة، ودهسَ أفراد الشرطة مما أسفر عن إصابة مقاتلَيْن، أحدهما بجروح طفيفة، والآخر وُصفت إصابته بالمتوسطة".
وأضافت: "رد أفراد الشرطة بإطلاق النار نحو المركبة، وأصابوا شخصين، وأوقفوا المركبة، وضبطوا داخلها مسدسا غير قانوني".
وفي بيان ثانٍ، أعلنت الشرطة، عن مقتل أحد المواطنَين العربيَين اللذين أطلقتْ النار عليهما في السيارة.
وقالت في البيان: "رد أفراد الشرطة بإطلاق النار نحو مشتبه في العشرينات من سكان مدينة أم الفحم مما أسفر عن إصابته بجراح خطيرة، ولاحقا تم إعلان وفاته".
وأضافت: "كما أصيب مشتبه آخر وألقي القبض عليه، بعد أن تلقى العلاج الطبي".
ولفتت الشرطة إلى أن خلفية الحادث "جنائية"، وأن المشتبهَين معروفَين للشرطة في "إطار النزاع بين العائلات في المدينة".
وحسب موقع "عرب 48" قتلت الشرطة الإسرائيلية الشاب فتحي محمد حسن جبارين وأصابت آخر بجروح طفيفة في أم الفحم، فيما أصيب شرطيان بجروح متوسطة وطفيفة إثر دهسهما من قبل سيارة الشابين في المدينة، يوم الجمعة.
وأفاد الموقع بأن "شهود عيان قالوا إن الشاب فتحي جبارين كان لوحده في السيارة، ولم يكن حاجزا للشرطة، وأن عناصر الشرطة أوعزوا له بالتوقف إلا أنه رفض ذلك واستمر وزاد من سرعته وسُمع دوي إطلاق نار كثيف، وأنهم لم يشاهدوا إصابات في صفوف الشرطة".
وأقر الأطباء في مستشفى "هعيمك" بالعفولة وفاة أحد المصابين من أم الفحم، في وقت لاحق.
ووجهت بلدية أم الفحم نداء استغاثة عاجل لـ"أهل الهمم، أهل الخير، أهل الإصلاح، لكل من يمكنه المساهمة والمساعدة في تهدئة الخواطر والنفوس وإصلاح ذات البين، أن يتوجه عاجلًا وسريعًا ودون تردّد وتأخّر، للمساهمة بما يمكنه من وضع حدّ للتدهور الخطير الذي يحصل في بلدنا خلال الساعات الأخيرة".
وقالت البلدية إنه "نستحلفكم بالله يا أهلنا أن تضعوا مخافة الله في قلوبكم وأمام أعينكم، نستحلفكم بالله أن تكونوا عونًا على الخير والإصلاح، نستحلفكم بالله كل من يملك كلمة خير فليقلها، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا او ليصمت. تعالوا بنا جميعًا لنعيدَ الثقةَ والأملَ والتفاؤلَ لبلدنا كسابق عهده، أم الفحم، أم النور، أم الخير، أم الوطنية، أم الأحزاب والحركات السياسية، أم الصلحة الفحماوية".
بينيت يدعم الشرطة ويدعو لحوار مع قادة المجتمع العربي بغية تهدئة الخواطر
أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، صباح اليوم، مشاورات حول الأحداث التي وقعت في أم الفحم، مع كل من وزير الأمن الداخلي والمفوض العام للشرطة ورئيس هيئة الأمن القومي والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة وغيرهم من المسؤولين.
وأكد بينيت على "أهمية بسط السيادة والحفاظ على النظام العام في كافة المدن والبلدات الإسرائيلية".
وقال إنه "أقف وراء أفراد الشرطة المتواجدين في الميدان، والذين يعملون في ظروف غير سهلة من أجل توفير الأمان لنا جميعا".
وأعرب رئيس الحكومة عن "مساندة عمل أجهزة الأمن في الميدان"، كما أوعز إلى "تركيز الجهود على تطبيق القانون من خلال تعزيز قوام القوات بشكل ملموس". وأوعز كذلك بـ"إجراء حوار مع قادة المجتمع العربي بغية تهدئة الخواطر".
وكانت الشرطة قد اعتقلت 6 مشتبهين بإطلاق نار وإحراق منازل وسيارات في مدينة أم الفحم، الليلة الماضية.
ومن المزمع أن تنظر المحكمة في مدينة حيفا بطلب الشرطة تمديد اعتقال المشتبهين على ذمة التحقيق بالشبهات المنسوبة إليهم.
ووفقا للشرطة فإن "قوات كبيرة من الشرطة عملت في أم الفحم لتفريق المخلين بالنظام، باستخدام وسائل خاصة، وذلك في أعقاب أعمال الشغب التي شهدتها المدينة، مساء الخميس، على خلفية جريمة القتل، صباح أمس، والنزاع بين عائلتين. وكان قد قام مشتبه بهم بإضرام النيران عمدًا بمنازل وإطلاق النار وإلقاء الحجارة نحو منازل أخرى دون وقوع إصابات".
وأشارت إلى أن "أم الفحم تشهد، الآن، حالة من الهدوء ويواصل أفراد الشرطة تواجدهم في المكان".
يذكر أن محمد حمزة برغل إغبارية (33 عاما) قُتل في جريمة قتل بإطلاق نار صباح أمس، الخميس، وأصيب محمد أحمد شملولي بجروح خطيرة، والقتيل هو الضحية التاسعة لجرائم القتل في مدينة أم الفحم منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم دون أن تفك الشرطة رموز الجرائم.
ويعاني المواطنون العرب في إسرائيل في السنوات الأخيرة من انتشار ظاهرة السلاح غير المرخص وعمليات القتل التي أودت بحياة العشرات.
ويُشكل العرب الفلسطينيون، نحو 20٪ من عدد المواطنين في إسرائيل (1.8 مليون شخص)، وينحدرون من سلالة نحو 154 ﺃﻟف فلسطيني بقوا في أراضيهم، عقب إعلان تأسيس الدولة عام 1948.