- إسرائيل تُصعّد تهديداتها العسكرية لإيران مع استمرار مفاوضات فيينا
- تقارير الإعلام الإسرائيلي تشير إلى تركيز إسرائيل على سلاح الجو الإسرائيلي والاستخبارات
- رئيس الموساد ووزير الجيش الإسرائيليين إلى واشنطن الأسبوع القادم
صعّدت إسرائيل من تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، مع استمرار المفاوضات الدولية معها حول برنامجها النووي في فيينا.
وتعكس التصريحات الإسرائيلية، خشية من أن تؤدي المفاوضات إلى رفع العقوبات عن إيران بمقابل العودة إلى الاتفاق الدولي لعام 2015.
ولكنها تعكس أيضا محاولة إسرائيلية للضغط على المتفاوضين، ما دفع واشنطن لتحذير إسرائيل من تنفيذ عمليات داخل الأراضي الإيرانية قد تؤثر على سير المفاوضات.
والاثنين الماضي، انطلقت جولة جديدة من مفاوضات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية، في العاصمة النمساوية فيينا، بعد توقف استمر 5 أشهر.
وتهدف المفاوضات التي تعقد تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، في مايو/ أيار 2018.
وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الجمعة، تهديدات رئيس جهاز "الموساد" ديفيد بارنياع بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي "لا في القريب العاجل ولا البعيد".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عنه قوله: "هذا هو تعهد الموساد الذي سيبذل مع أجهزة الأمن الأخرى كل جهد مستطاع لإحباط هذا التهديد وإبعاده عن دولة إسرائيل".
واضاف بارنياع، خلال مراسم منح شهادات تقدير لمستخدمين متفوقين في الموساد: "من الواضح للجميع ألا حاجة لأحد في اليورانيوم المخصب لدرجة 60%، ولا حاجة لاأحد لآلاف أجهزة الطرد المركزي إلا إذا كان ينوي تصنيع سلاح نووي".
ومباشرة بعد هذا التهديد، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن واشنطن طلبت من إسرائيل "عدم مفاجأتها بأي عمليات لـ"الموساد" في إيران خلال المفاوضات في فيينا.
وقالت الصحيفة، الجمعة: "الأمريكيون يطالبون إسرائيل: لا مفاجآت وعمليات سرية".
واعتبرت الصحيفة أن هناك "أزمة حادة في العلاقات مع الولايات المتحدة، فاتفاق جديد مع طهران يبدو أقرب من أي وقت مضى".
وقالت: "تواصل إسرائيل الضغط على الأمريكيين بشأن المفاوضات مع الإيرانيين وفي نفس الوقت الاستعداد لاحتمال تركها بمفردها في الحملة".
وأشارت إلى أن التعبير عن الأزمة، تم خلال المكالمة الهاتفية الصعبة التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الخميس.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريح مكتوب إن بينيت قال خلال المكالمة إن "إيران تقدم على (ابتزاز نووي) باعتباره أحد تكتيكات إجراء المفاوضات، وإن الرد المناسب على ذلك ينبغي أن يكون وقف المفاوضات فورا واتخاذ خطوات صارمة من قبل الدول العظمى".
أما المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، فقد تحدث بعمومية عن الاتصال.
وقال برايس في تصريح مكتوب : "تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وأكد المتحدثان على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وناقشا قضايا الأمن الإقليمي، بما في ذلك إيران والمحادثات الجارية في فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني".
وقالت "يديعوت أحرونوت" إن رئيس "الموساد" دافيد برنياع ووزير الجيش بيني غانتس سيزوران واشنطن الأسبوع المقبل، بهدف التنسيق مع الجانب الأمريكي في الملف الإيراني.
وأضافت: "الأمريكيون أرسلوا بالفعل رسائل لمسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في إسرائيل بأنهم يعارضون مفاجآت وعمليات سرية للموساد والاستخبارات الإسرائيلية ضد الإيرانيين، حتى لا تخرّب فرص النجاح في المفاوضات".
رسالة واشنطن جاءت أيضا على وقع استمرار التلويح الإسرائيلي، بتنفيذ عمل عسكري ضد إيران.
فقد أشار موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي "بدأ في الأسابيع الأخيرة بالموافقة على أجزاء كبيرة من الخطط التنفيذية لشن هجوم على منشآت نووية في إيران".
وقال، مساء الخميس: "هناك عدة خطط لأكثر من خطة هجوم واحدة ضد إيران مطروحة على الطاولة من سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية وقسم العمليات والهيئات الأخرى في هيئة الأركان العامة" للجيش الإسرائيلي".
وأضاف: "صادق رئيس الأركان لقائد سلاح عميكام نوركين على مخطط تدريب القوات الجوية والوحدات الأخرى التي ستبدأ التدريب قريبًا، وهي عملية ستضع في النهاية خيارًا عسكريًا موثوقًا به على المستوى السياسي لمهاجمة أهداف في إيران".
وتابع: "وصفت مؤسسة الدفاع العملية بأنها منظمة ومهنية، مدعية أن التخطيط يسير وفق جداول محددة سلفا".
إلا أنه استدرك أن التدريبات لن تبدأ إلا بعد شهرين.
وكان كوخافي قال قبل نحو عام في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إنه أوعز إلى الجيش بإعداد خطط جديدة لضرب البرنامج النووي الإيراني.
وفي حينه قال كوخافي: "يمكن لإيران أن تقرر أنها تريد التقدم نحو القنبلة، إما بطريقة سرية أو بطريقة استفزازية، في ضوء هذا التحليل الأساسي، أمرت الجيش الإسرائيلي بإعداد عدد من الخطط العملياتية، بالإضافة إلى الخطط الحالية، نحن ندرس هذه الخطط وسنطورها خلال العام المقبل".
وأضاف: "الحكومة بالطبع هي التي تقرر ما إذا كان ينبغي استخدامها. لكن يجب أن تكون هذه الخطط مطروحة على الطاولة، وأن تكون موجودة وتم التدرب عليها ".
وقال موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الإسرائيلي، الجمعة: "منذ ذلك الحين، فعل الجيش الإسرائيلي ذلك بالضبط، بقيام القوات الجوية والاستخبارات العسكرية، على وجه الخصوص، بإعداد أنفسهم لمثل هذه العملية، وتكثيف التدريبات، وتركيز موارد هائلة على جمع المعلومات الاستخبارية".
وأضاف: "لقد تم ضخ مليارات الشيكل الإضافية في ميزانية الدفاع خصيصًا للتحضير لشن ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية".
ولكنه استدرك: "وفقًا لتقديراته الخاصة، لا يزال الجيش الإسرائيلي على بعد أشهر على الأقل من الاستعداد الكامل لشن مثل هذه الضربة، على الرغم من أن المسؤولين يقولون إنه يمكن تنفيذ نسخة محدودة من خططه في وقت قريب".
وقال: "تركيز هذه المناقشات كان بشكل عام على الضربة نفسها ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهي عملية ستكون بالفعل بعيدة، وأكثر تعقيدًا وصعوبة من أي عملية أخرى قام بها الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك غاراته لاستهداف المفاعل النووي العراقي في عام 1981 وسوريا عام 2007".
وأضاف في إشارة إلى الضربتين في العراق وسوريا: "على عكس كلتا الحالتين، ليس لدى إيران منشأة نووية واحدة يمكن لمجموعة واحدة من الطائرات أن تدمرها بضربة واحدة، ولكن العديد منها منتشر في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي يتطلب مستويات غير عادية من التنسيق لضمان أن جميع تلك المواقع ستقصف في نفس الوقت".
وتابع: "مما يزيد الأمر صعوبة هو حقيقة أن العديد من المنشآت مدفونة في أعماق الأرض، مما يجعلها جميعًا غير قابلة للاختراق للهجمات الجوية، ولا سيما مفاعل فوردو، حيث بدأت إيران مؤخرًا في تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المائة من مستويات النقاء بأجهزة طرد مركزي متطورة، في أحدث خرق للاتفاق النووي لعام 2015".
كما أشار الموقع إلى أن "إيران استثمرت أيضًا بكثافة في دفاعاتها الجوية، فاشترت أنظمة متقدمة من روسيا وطوّرت قدراتها المنتجة محليًا".