منحت أكاديمية العلوم الطبيعية الروسية الشاعر د. عبد الله عيسى العضوية الفاعلة، ليصبح أول أكاديمي فلسطيني يحصل على هذه المرتبة العلمية المرموقة.
وسلمت نائب رئيس الأكاديمية ليديا فلاديمروفنا ايفانيتسكايا، مساء السبت، الشاعر عيسى شهادة الأكاديمية وبطاقة العضوية ووسام اليوبيل الفضي للأكاديمية، في حفل نظم بالعاصمة الروسية موسكو.
ويأتي اختيار عيسى ثمرة لأبحاثه ودراساته الأكاديمية في حقلي الأدب والثقافة، وتقديرًا لمساهماته في حركة الترجمة، سيما ما يخص ترجمة الشعر من الروسية إلى العربية والعكس، الأمر الذي يجعله يسهم بشكل فعّال في مد جسور التواصل الحضاري بين الثقافتين الروسية - الأوراسية والعربية- الإسلامية. كما يعتبر خطوة جادة في تفعيل وتعميق العلاقات العلمية والأكاديمية بين النخب والأوساط العلمية الفلسطينية والعربية والروسية.
وحضر الحفل العلامة والأكاديمي الروسي اللبناني الأصل، البروفيسور سهيل فرح، المرشح لجائزة نوبل للسلام للأعوام 2018 و2019 و2020، والذي يشغل حتى الآن موقع رئيس الجامعة المفتوحة لحوار الحضارات ومركزها في موسكو، وكان قد تم انتخابه عام 2011 عضوًا فاعلا في أكاديمية التعليم الروسية.
كما شارك في الحفل الكاتب والمترجم الروسي أليغ بافيكين، مدير العلاقات الدولية لاتحاد كتّاب روسيا السابق، والشاعر مراد السوداني الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، والشاعر أكرم الزعبي رئيس رابطة الكتاب الأردنيين.
والجدير ذكره أن الأكاديمية تضم في عضويتها 20 عالمًا ممن حصلوا على جائزة نوبل، وكبار الشخصيات والمفكرين في العالم، من أبرزهم السياسي المخضرم يفغيني بريماكوف والرئيس السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف والأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي. وتعتبر عضوية الأكاديمية أعلى درجة علمية يمكن الحصول عليها بعد الأستاذية في روسيا.
وتعقيبًا على هذا الإنجاز، شدد السوداني على أهمية الحدث، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز الكبير هو انتصار للثقافة الفلسطينية التي تؤكد فعلها وحضورها على خارطة الكون بما يليق بسياقها الإبداعي والمعرفي في مواجهة الرواية الاحتلالية وزيفها.
وأضاف أن "حصول عيسى على هذه اللقب العلمي الرفيع يشكّل انتصارًا لقوة الثقافة الفلسطينية وهي تواجه قوة الثقافة الاحتلالية، وهو اعتراف أكيد بمنجز عيسى الرفيع ثقافيًا وأكاديميًا باعتبار ما يوثقه الشعراء والمبدعون ذخيرة فلسطين الحية لتثبيت حقها وحقيقتها وحضورها الإنساني".
بدوره، أشار الزعبي إلى أن هذا التكريم المستحق يأتي في سياق الاعتراف بالإبداع والأدب الفلسطيني والعربي، وتقديرًا لسيرة ومسيرة الشاعر الكبير عبد الله عيسى بما قدمه من إسهامات وإنجازات مهمة في الحقول الإبداعية والأكاديمية، وبصمته المختلفة التي تميزه عن غيره من الشعراء، موضحًا أنه بذلك يفتح الباب للحضور الإبداعي والأكاديمي العربي في الأوساط الثقافية الروسية.
من جانبها، عبرت إيفانيتسكايا عن سعادتها الغامرة للقاء مع الفعاليات المبدعة العربية، وأبدت رغبتها بأن يكون لنصوصهم الشعرية مكان في الحولية العلمية- الشعرية الناطقة باسم الأكاديمية، معلنةً عن استعداد الأكاديمية لتوسيع وتعميق عرى التعاون مع ممثلي الجامعات والفعاليات الثقافية الفلسطينية والأردنية واللبنانية والعربية عمومًا.