- بقلم: أ.د. عادل السعدني
- عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس
لم تأتي الاحتفالية الضخمة التي نظمتها مصر لافتتاح طريق الكباش بمدينة الأقصر الذي يعد أقدم طريق أثري في العالم من فراغ , حيث احتشدت الجهود من قبل مؤسسات الدولة المختلفة وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة من أجل عودة صورة مصر الحضارية الى الواجهة العالمية وبخاصة انها الحضارة الأقدم في التاريخ البشري وتتجلي معالمها ظاهرة للعالم من خلال معابدها وأثارها الممتدة من اقصي الشمال الى الجنوب , وجاءت الاحتفالية التي حضرها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته لتعبر عن مكانة مصر بين الأمم والحضارات من حيث التنظيم والاعداد واختيار الترانيم المغناة من الترانيم التي حفرت على جدران المعابد , كما حضرة سفراء اكثر من خمس وثلاثين دولة وتغطية اعلامية من أكثر من مائتي مراسل وقناة أجنبية , وهو ما يعد قفزة كبيرة على طريق دعم السياحة في مصر , فطريق الكباش يعود تاريخه الى خمسة آلاف عام والذي تم اكتشافه منذ اكثر من 72 عام , استمرت أعمال الحفر فيه خلال الفترة الماضية والتي توقفت عام 2011 نظراً للأحداث التي شهدتها مصر ثم عادت أعمال الحفر والتطوير الخاصة بالطريق في عام 2017 , وهو طريق مواكب كبري لملوك الفراعنة كانت تحيي داخله أعياد كثيرة منها "الأوبت", وعيد تتويج الملك , وغيرها , وحيث انه يقع ضمن العناصر الهامة لموقع طيبة الموجود على قائمة التراث العالمي لليونسكو فذلك سيجعل من مدينة الأقصر العريقة متحف مفتوح وساحة هامة للتبادل الثقافي وتعبيراً عن جذور التاريخ المصري , ولاشك ان القيادة السياسية المصرية حريصة كل الحرص على تقديم كل الدعم للجهود التي تستهدف دعم قوة الدولة المصرية سواء الاقتصادية أو السياسية أو الحضارية أو الثقافية ويمكن القول أن إظهار صورة مصر الحضارية تمثل أحد اهم الادوات التي تتناغم فيها استخدامات القوة السياسة والاقتصادية والثقافية للدولة وتظهر مدي قدرة الانسان المصري على صنع المعجزات.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت