- بقلم: شاكر فريد حسن
زار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الإمارات العربية واجتمع بولي العهد محمد بن زايد، وهي الزيارة الرسمية الأولى لمسؤول إسرائيلي الأعلى مستوى منذ تطبيع العلاقات بين الجانبين. وكان بنيامين نتنياهو سيقوم بهذه الزيارة "التاريخية" قبيل الانتخابات العامة في إسرائيل، ولكن تم ارجاء الزيارة لأسباب مختلفة.
وكان بينيت قال قبيل صعوده على متن الطائرة التي أقلته للإمارات إن الزيارة تهدف إلى تعميق التعاون بين البلدين في المجالات كافة، موضحًا أن العلاقات ممتازة وشاملة ويجب مواصلة رعايتها وتعزيزها وبناء سلام دافئ بين الشعبين.
وخلال هذه الزيارة العاجلة تم بحث قضايا اقتصادية إقليمية وتعزيز اتفاقات "إبراهام"، وتطوير التعاون الثنائي بين البلدين بمختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. وتم الاتفاق على تكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون الثنائي، لا سيما في المجالات الحيوية، وذلك لتطوير وتوطيد الشراكات الاجتماعية في هذه القطاعات. وبدا بينيت متفائلًا من هذا اللقاء الثنائي، ودعا ولي العهد بن زايد لزيارة إسرائيل، وما كان من ولي عهد أبو ظبي إلا قبول هذا الطلب.
وفي حقيقة الأمر أن زيارة بينيت حملت سؤالًا حول تطور العلاقة الإماراتية مع أيران، وكان مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية قد عبروا عن تخوفهم وقلقهم حيال ما وصفوه بالتقارب الإماراتي الإيراني، خاصة زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد، شقيق ولي العهد الإماراتي، إلى طهران ولقائه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وكان مسؤول أمني إسرائيلي رفيع صرح "أن التقارب بشكل متوازٍ من إيران وإسرائيل ليس مقبولًا".
وقال الباحث الإسرائيلي في معهد ترومان للسلام بالجامعة العبرية روني شاكيد ان زيارة نفتالي بينيت مهمة لإسرائيل من الناحية السياسية والإعلامية وتحظى بدعم من دول في المنطقة. وأضاف: أن علاقة أبو ظبي بإيران تصب في مصالحة إسرائيل، لكن مصلحة الطرفين تقتضي وقف الأسلحة النووية التي تمتلكها إيران، وهذا كان سبب زيارة بينيت للإمارات.
وفي النهاية يمكن القول إن الزيارة تتخبط بين مباركة المرحبين والمروجين، وتنديد الرافضين للتطبيع، ونحن من هؤلاء الرافضين بشدة لهذا التطبيع، الذي سيكون له أبعاده السياسية العميقة في المستقبل المنظور.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت