- عبد الرحمن القاسم
-1-
أربعة عقود ربما ونيف رافقت اخي صالح الأكبر مني ببضع سنوات حفظه الله(كاتب وأديب) الى دكان الحارة والتي بالكاد فيها رفين أو ثلاثة وثلاجة صغيرة, لشراء"بيبسي" أو الكازوزا , وكان أواخر سبعينيات القرن الماضي ان طلع "موديل" الكازوز الحجم العائلي. فسال أخي البائع عن الحجم الكبير, فقال البائع هذه للعائلات, فلفت انتباهي طرافة او بديهية اخي ابو هادي: شايف الحارة كلها عزابية..وبقيت تلك الطرفة حاضرة في ذاكرتي.
-2-
جمى الانتخابات او الاستعداد للانتخابات العامة بشكل عام وانتخابات البلديات والمجالس والهيئات المحلية والقروية بشكل خاص, واغلب المرشحين يستحضرون كل اشكال شياطين االجن والانس في العصبية والقبلية والعشائرية والحزبية بعيدا عن هدف الانتخابات في افراز اناس قادرون على الخدمة ولديهم الكفاءة والمهنية بحدها الادنى.
ويستفزك البعض ببوست او تشدد ليس في محله وهو ليس صادقا "البلدية او المقعد او الوظيفة لابناء العشائر"..يرد عليه واحد اكثر سطحية وقهما في اشارة.."الغربية" والسؤال المنطقي ما المقصود بالعشائر ومن يحدد حجم وشكل العشيرة وفي المفهوم الضيق لصاحب مقولة الغربية وكأنهم عزابية, لا اعتقد ا ن ايا منا نبت شيطاني او لقيط, وبمفهوم العائلات كلنا أولاد من اب وام ومصاهرة بين عائلتين لنا منابت واصول. وهل يعقل شخص يعيش منذ عدة عقود ولديه عائلة ومصاهرة مع العشائر حيث يسكن وكما يقال بالمثل الشعبي "كل ما دق الكوز بالجرة" يعتبر نفسه "غربي" وأصبح البعض يطالب مقعد لهذه المدينة او تلك من المفروض انك من ابناء المدينة حيث تسكن وضمن نسيجها الاجتماعي ولست ممثلا او سفيرا لمدينتك.
للتنويه عمدة لندن ذو اصول باكستانية ولا يعتبر نفسه عن مقعد الباكستان بل بريطاني وابن لندن.
وإذا اتفقنا على مفهوم العشيرة وكم عدد أفرادها لنعدها عشيرة فالاولى وقبل الحجز المسبق لهذا او ذاك المقعد ان يقع الاختيار على شخص محبوب تجمع عليه العشيرة وبالتالي فانه تلقائيا سينجح في الانتخابات ما دام محبوبا وافراد عشيرته كثر ويصوتون له دون الحاجة للاشتراط المسبق او التمسك بالعصبية القلبية.
-3-
باختصار شديد اذا احتكمنا للصندوق بنزاهة وشفافبة, لا داعي للحجز المسبق,..ونفصل.. واحد للعائلة اكس واثنان للعائلة زين وخمسة لعائلات الشتات المتوطنة هنا او هناك, وبكل شفافية لو فاز بكل المقاعد من نفس العائلة او المنطقة او الحزب, ما دام جاءوا باستحقاق انتخابي وخيار شعبي, أفضل مئتين مرة من استحقاق الكوتة, فالكوتة وتقسيم الحصص فيها مساس بالديمقراطية وحريه الراي والاختيار, او نختصر كل ذلك وكل عشسرة او تجمع مناطقي يفرز شخص, والاحزاب والحركات السياسية والتي للاسف بدل ان تحمل فكريا للتغيير المفاهيم والتقاليد المجتمعية الخاطئة تم تدجينها وتطويعها وتساوقت مع المحاصصة والعشائرية والغربية والزطية...وما في داعي مصاريف للانتخابات واختلاف العائلة او العشيرة نفسها بسبب الانتخابات.
رغم ان أقلام جفت وأصوات موضوعية وعقلانية بحت وهي تؤكد أن البلديات وكثير من المؤسسات العامة هي لخدمة المواطنين "خدمية" وليست "برستيج" وتمثيل عائلي او فصائلي وهي تكليف وامانة وليست تشريف, ومن المفروض ان تتاح الفرصة لمن يجمع بين قدرته ورغبته على العمل العام ومتوفر لديه الحد الأدنى من العلم والمعرفة والكفاءة. والاهم ان يجمع عليه الناس ويحظى بالقبول ويحبه الناس سواء يمثل عائلة وعشيرة او كما يقال مقطوع من شجرة فكل من اختاره يعتبرا عشيرته.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت