أوصى لقاء حوارى بأهمية دعم تأهيل الأشخاص من ذوي الإعاقة والعمل على حماية حقوقهم، خاصة في ظل جائجة كورونا، وأجمع المشاركون في اللقاء على ضرورة الاهتمام بفئة الأشخاص من ذوي الإعاقة عبر تعزيز الشراكة ما بينهم وبين مختلف المؤسسات الأهلية والرسمية والقطاع الخاص لتعزيز قدراتهم من خلال البحث عن أفكار وحلول إبداعية، مع التأكيد على استمرار العمل بروح التعاون والعلم والتكنولوجيا، مطالبين بالعمل وفق القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية التي تهدف إلى تعزيز وعي الأشخاص وإطلاق طاقاتهم العقلية والنقدية والإبداع، وتنمية قدراتهم في التعليم والتعلم المستمر، وامتلاك مهارات القرن الحادي والعشرين، وتمكينه للدخول لمجتمع المعرفة وعصر الثورة الصناعية الرابعة.
جاء ذلك في ختام اللقاء الحواري الذي نظمه قسم العلاقات العامة بكلية الاعلام في جامعة الاقصى بعنوان "ذوي الاعاقة.. تحديات وانجازات" بحضور رئيس قسم العلاقات العامة د.أحمد حماد ورئيس الاتحاد العام الفلسطيني لذوي الاعاقة أ.ناجي ناجي والمحامية أ.هنادي صلاح ومدير برامج التأهيل المجتمعي في جمعية الاغاثة الطبية في قطاع غزة أ.مصطفى عابد.
خلال كلمته رحب د.حماد بالحضور، مبينا ان اللقاء يهدف إلى نشر الوعي حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والفرص المتاحة لهم في المجتمع الفلسطيني، وتناول اللقاء العديد من المفاهيم الخاصة بهم، وتزايد أعدادهم في الضفة الغربية وقطاع غزة بسبب عنف الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر وبفعل سياساته العدوانية المستمرة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني ، وكذلك الحلول التقنية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، وأهمية توفير فرص عمل متساوية لهم مثل بقية افراد المجتمع . كما تطرق حماد الى أهمية الأنشطة الطلابية في تعزيز المعرفة والابتكار والابداع لدى الطلبة وتعزيز الجانب المعرفي لديهم.
وأهتم المتحدثون في اللقاء بعرض نماذج أثرت المجتمع من ذوى الاعاقة وكانت نماذج يحتذى بها وقدوة ومثل أعلى للمعاقين وغير المعاقين على حد سواء وتثبت بما لايدع مجالا للشك أنه لا توجد اعاقة إلا شكلا فقط وإنما من أراد التميز فى مختلف المجالات وسعى لذلك وصل ونجح وحقق ما يطمح اليه.
من جانبه أوضح أ.ناجي أن واقع الاعاقة له صعوبات وتحديات كثيرة في فلسطين بشكل عام وفي غزة بشكل خاص، معلقاً على بعض المصطلحات الخاطئة التي توجه لهم، متحدثاً عن غياب الحقوق والمناصرة لذوي الاعاقة واصفاً قضيتهم بأنها قضية حقوق وليست قضية انسانية مؤكداً على اهمية دور الاعلام في تسليط الضوء على قضايا ذوي الاعاقة وضرورة تنفيذ جلسات حوار توعوية للإعلاميين بشكل دوري ومستمر لتوضيح المصطلحات المناسبة للتعامل مع ذوي الإعاقة.
واكد ناجى ان ذوى الإعاقة حققو نجاحا هائلا فى شتى المجالات الرياضية والعلمية والفنية وحصدو أثمن الجوائز ونالو المراتب المتقدمة وكانو على قدم المساواة وأحيانا تقدمو على أقرانهم من غير ذوى الإعاقة لذا لابد من تمكينهم وإعطائهم الفرصة الكاملة لاثبات ذواتهم في كافة المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة.
استهل أ.عابد حديثه عن المساواة مشيراً إلى أن القرآن الكريم اول من عزز حقوق الإنسان وذوي الإعاقة، مؤكداً على قاعدة أن الإعاقة لا تُنهي الطاقة ولا تعني العجز ذاكراً مجموعة من المعيقات التي تواجه ذوي الإعاقة أبرزها عدم تفعيل الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة التي وُجدت من أجل توحيد المصطلحات والمفاهيم للمحافظة على الكرامة والمساواة والعدل، مُضيفاً أن ازدواجية اصدار القرارات والقوانين المتعلقة بذوي الإعاقة بين غزة والضفة شكل تحدياً في حفظ وحماية حقوقهم.
واكد عابد أن القوانيين الفلسطينية كفلت لذوى الإعاقة الحق في الترويح والرياضة من خلال مواءمة الملاعب والقاعات والمخيمات والنوادي ومرافقها لحالة الشخص ذي الإعاقة، إضافة إلى دعم مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في برامج رياضية محلية ودولية.
بدورها تحدثت أ.صلاح عن اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة هي عبارة حقوق أُخذت من اتفاقيات حقوق الإنسان لكنها جاءت مميزة لأنها تختص بفئة ذوي الإعاقة، مُشددةً على أن الدول التي وقعت على هذه الاتفاقية يتوجب عليها توفير بيئة مواءمة خاصة وإصدار تشريعات وإجراء بحوث ودراسات لمعرفة الاحتياجات الخاصة بذوي الإعاقة.
واختتمت أ.صلاح حديثها بسرد عدة تحديات تمثلت في الاحتلال الإسرائيلي والانقسام السياسي الفلسطيني، والتحدي الإعلامي والثقافي ونظرة المجتمع إليهم، إضافة إلى تحدي الاندماج والأخطاء الطبية.
وفي ختام اللقاء تم فتح باب النقاش والحوار، وأثرى المشاركون النقاش بطرح أفكار ورؤى من شأنها حماية حقوق ذوي الإعاقة.