اختتمت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية بالتعاون سلسلة من الورشة التدريبية استهدفت ممثلين عن المؤسسات الاعضاء في الشبكة من كلا الجنسين تركزت حول مفهوم الرابطة الثلاثية التي تمثل الانسانية، والانمائية، والسلام في اطار اهدافها لتطوير قدرات المؤسسات، وتوسيع مساحة العمل التشاركي ووضع خطط الاستجابة .
قدم خلالها المدرب محمد خالد عرضا مفصلا لاهم القضايا التي من شأنها بناء وتطوير القدرات، وتعزيز الترابط بين العناصر المختلفة من خلال الانتقال من المساعدة الانسانية لانهاء الاحتياج، وتحليل الترابط بين اهم العناصر فيها، مستعرضا الفرق بين المساعدات الانسانية والاغاثات من جهة، والعمل على حل القضايا بشكل منهجي ضمن خطة متوسطة او بعيدة المدى من جهة اخرى بعد دراسة الاحتياج، وتحديد الاولويات والعمل ايضا على وقف التدهور باعتباره اولوية في بعض الاحيان مشيرا الى عملية التنسيق والتعاون بين مختلف الاطراف لتحديد الاتجاهات، وبناء التوجهات التي من شانها المساهمة في توفير فرص نجاح الخطط والبرامج بمختلف انواعها، مؤكدا اهمية اخذ خصوصية الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بما يحقق رؤية تنموية مغايرة، واحداث التغيير المرجو وفق متطلبات هذه الخصوصية .
وشرح خالد خطوات الانتقال للبرامج ووضع الخطط في ظل متغيرات كبيرة ,وتوقف امام مسؤولية الاستعمار والاحتلال وفق القوانين والمواثيق الدولية وما يقع عليه من مسؤولية تجاه الشعب الواقع تحت الاحتلال وكذلك مسؤولية الجهات الرسمية والحكومة والمؤسسات الدولية ايضا وهو ما يتطلب بناء على هذه التحديات العمل بتكاملية واستغلال الفرص، والجهود لخلق فرص افضل، وزيادة القدرات للعمل وقت الازمات عبر برامج المناصرة والحشد والعمل ايضا عبر نظام حساس للنوع الاجتماعي وبما يحقق المساواة، والتأثير في اجندة الممول كذلك بما يخدم المصلحة التي يتطلبها واقع الشعب الفلسطيني خصوصا في المناطق المهمشة والقرى والارياف، واهمية زيادة التخطيط وادوات العمل ضمن فريق عبر قطاعات المنظمات الاهلية المختلفة، وتنفيذ الخطط المتفق عليها بناء على الادوار والمتابعة والتقييم، مشددا ان احد اهم العوامل ايضا يأتي من خلال ادوار الممولين والمؤسسات الدولية والضغط على المؤثرين، وتصنيف المشاريع بين التنموي، والانساني وما هو على اساس سياسي كذلك مراجعة خطط التنمية الوطنية والمشاركة فيها، كما تركز احد المحاور حول اهمية المعلومات والتدخلات وزيادة الفعالية والاثر ووضع الموازنات، وتطبيق مبادئ النزاهة والشفافية وفي ذات الوقت اعتماد مبدأ التطوعية ووضع مؤشرات قياس، وتحديد مكامن الخلل واعتماد التفكير التفاعلي للعمل مع المؤثرين، وتحديد الفئات الاكثر تضررا وحاجة للمساعدة، وتم ايضا التزكيز على وضع الخطط التنفيذية، وتحديد الانشطة بناء على الاجابة على الاسئلة الخمس المعروفة، واستخدام الموارد بطريقة ناجعة سواء البشرية او المالية او الامكانات المتاحة، وتحويل التحديات لفرص يمكن الاستفادة منها وفق خطة واضحة تتضمن هيكلية يحدد خلالها الاطار العام عبر اليات الحوار المستند للاوراق والحقائق، والتحليل والتشاركية، والتشبيك بما يخدم المنطقة الجغرافية، ويحقق الفائدة .
واعتمد التدريب الذي عقد في قاعة الشبكة برام الله، واستمر خمسة ايام بمشاركة 20 متدربة ومتدرب من المؤسسات والادارات ذات العلاقة فيها على التدريب التفاعلي، وتقسيم الفريق لمجموعات عمل مختلفة اضافة للامثلة والتمارين العملية الحية التي تحاكي الواقع القائم في الاراضي الفلسطينية عبر نماذج تم استحضارها للتطبيق العملي لتدريب الرابطة الثلاثية وهو احد العناوين التي تم ادخالها نظرا للاهمية التي يكتسبها في اطار العمل الاهلي الفلسطيني وفي هياكل وبرامج المؤسسات الدولية بحسب ما اكده سامر الداودي مستشار السياسات في الشبكة في كلمته الافتتاحية التي اكد فيها اهمية مواكبة التطورات الجارية في العالم من ناحية، ودمج واستخدام الادوات التي تحقق الفائدة وتعود بالنفع على عمل المؤسسات الاهلية الفلسطينية وبضمنها الرابطة الثلاثية وانعكاسها على بيئة العمل وتطويرها من ناحية اخرى .