عملية حومش واستخلاص العبر

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله
  • المحامي علي ابوحبله

 يبدو أن الانفجار الكبير الذي حذر منه الكثيرون نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية ضد الفلسطينيين، أصبح واضحاً في تداعياته ، الاعتداءات في برقة لم تكن وحدها في سياق اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في محافظة نابلس بعد عملية إطلاق النار التي نفذها مقاومون فلسطينيون، في حومش ، بل إن تلك الاعتداءات طاولت عدة قرى في مختلف أنحاء محافظة نابلس، وأبرزها الاعتداء الدامي الذي تعرضت له منازل في قرية قريوت، جنوب نابلس، وأوقع عدة إصابات، والتي تجددت فيها المواجهات ، مع اقتحام قوات الاحتلال القرية. وامتدت تلك الاعتداءات إذ لاحق مستوطنون بمركباتهم مركبات فلسطينية ورشقوها بالحجارة قرب مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي جنوب نابلس، كما نفذ المستوطنون أعمال عربدة بين نابلس وجنين، ورشق بعضهم الحجارة على الفلسطينيين بالقرب من مستوطنة "شافي شمرون" المقامة على أراضي شمال نابلس. وكان جيش الاحتلال قد أغلق كافة المداخل المؤدية إلى مدينة نابلس منذ أن وقعت عملية إطلاق النار شمال نابلس، الليلة الماضية.
 وردا على وحشية المستوطنين ، تجمع شبان فلسطينيون في بلدة سبسطية القريبة من بلدة برقة في منزل بلال الحاج في البلدة، الذي تم الاعتداء عليه اليوم من قبل المستوطنين .
 يشار إلى أن الإعلام العبري أفاد بأن قادة من المستوطنين واليمين الإسرائيلي خارج الحكومة الإسرائيلية استغلوا عملية قتل مستوطن، مساء الثلاثاء ، لمطالبة حكومة الاحتلال بإعادة بناء مستوطنة "حومش"، شمالي مدينة نابلس، التي كانت حكومة الاحتلال قد فككتها رسمياً ضمن خطة الانفصال عن قطاع غزة، إلى جانب ثلاث مستوطنات أخرى تقع شمالي الضفة الغربية. هذا وتثير عملية حومش في شمال الضفة الغربية المحتلّة، جملة أسئلة على طاولة القرار في تل أبيب، لا تجد إجابات، حتّى الآن، في ظلّ تخوف إسرائيلي من تزايد العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين بالرغم من الإجراءات الامنيه ألمشدده عقب كل عمليه ضد الاحتلال ويدرك قادة الاحتلال أن المقاومة إنّما هي نتيجة " للاحتلال " ويدرك قادة الاحتلال ، وتحديداً صاحب القرار في تل أبيب، الواقع الفلسطيني كما هو، على رغم كلّ ما يثيره في العلن ليبرِّر احتلاله. ومع ذلك، ونتيجة تمسّكه بالاحتلال، وبعنصريّته، ورفضه للإقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحق تقرير المصير ، يعمل على قمْع الإرادة الفلسطينية وتحويل هُويّة الفلسطيني من صاحب أرض مسلوبة يسعى لاستعادتها، إلى مقيم بلا هُويّة يسلّم بأنّها باتت لغيره.
ومن هنا، فإن عملية حومش تمثّل جزءاً من كلّ، فيما نجاحها يؤرق قادة الاحتلال لخشيته من تداعيات هذه العمليات وتصاعدها ضد الاحتلال . وهذا ما يخشاه ويسعى للحؤول دونه، طالما أنه لا يقدر على محاربة الدافعيّة الفلسطينية نفسها. ولذا، يدأب الاحتلال على كلّ ما من شأنه إحباط الفلسطينيين، ضمن معادلةً مفادها أنه لا يمكن النجاح في إيذاء الإسرائيليين، وأن إسرائيل قادرة على إحباط العمل المقاوِم قبل فعله، وحتى منْع أضراره في حال وقوعه. كما يعمل على تدفيع ثمن المبادرة إلى تنفيذ عملياتٍ فدائية، عبر قتْل المقاوِم، حتى إذا لم يعُد يشكّل خطراً على المحتلّ، ومن ثمّ اعتقال عائلته وأقربائه وأصحابه، ولاحقاً هدْم منزله أو منزل عائلته، فيما يستمرّ حصار المنطقة التي يسكن فيها، أياماً، ما يذكّر بممارسات النازية، في القرن الماضي.
 لكنّ عملية حومش جاءت لتثبت بُطلان تلك المعتقدات والتصور الإسرائيلي ضمن مراجعه للسياسات الاسرائيليه الخاطئة بحق الفلسطينيين وهو ما سيكون على قوات الاحتلال استدراكه، تحت طائلة مواجهة تداعيات خطيرة، يمكن إجمالها بما يلي:"- أولا "- تختلف هذه العملية تماماً عن غيرها من العمليات الفردية التي نفّذها فلسطينيون بواسطة سكاكين أو عبر الدهس بالآليات، وهي قد أصابت نظرية الأمن الإسرائيلي وإجراءات الردع في مقتل وهذه قد تشكل حافز يمكن البناء عليه لتصعيد المقاومه ضد الاحتلال لتدفع لانتفاضه ثالثه بوجه المستوطنين وقوات الاحتلال يستطيع الاحتلال ، اعتقال المنفّذين، ، لكن ذلك لن يؤدي، في حال من الأحوال، إلى إطفاء جذوة المقاومة وستبقى المقاومة طالما هناك احتلال واستيطان مما يتطلب من قادة الاحتلال استخلاص النتائج والعبر من استمرار العمليات ضد الاحتلال وبات من تداعيات وتصاعد العمليات من تفجير انتفاضه ثالثه لا احد يعلم بنتائجها وانعكاساتها وما يمكن البناء عليها في حال اندلاعها

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت