أعلن د. كمال حجازي الرئيس التنفيذي لمستشفى النجاح الوطني الجامعي بنابلس، عن توقف المستشفى عن استقبال المزيد من مرضى الأورام، بسبب نقص الأدوية اللازمة والأزمة المالية الخانقة نتيجة عدم سداد مستحقاته المتراكمة على الحكومة.
وقال حجازي خلال مؤتمر صحفي، أن إدارة المستشفى وبالتشاور مع مجلس الأمناء اتخذت قراراً بالتوقف عن استقبال أي حالات جديدة تحتاج لعلاجات الأورام بأنواعها، وعمليات زراعة النخاع، والعلاجات البيولوجية للأمراض الباطنية.
وعزا ذلك إلى النقص الحاد في الأدوية اللازمة لعلاج هذه الحالات والناجم عن عدم دفع المستحقات المترتبة على وزارة الصحة للمستشفى.
وأضاف أن المستشفى سيستأنف استقبال الحالات الجديدة من هؤلاء المرضى حين توفر الأدوية اللازمة.
وأوضح أن هذا الاجراء جاء بسبب الازمة المالية التي يواجهها المستشفى بسبب تلكؤ الحكومة بدفع مستحقات المستشفى بما يساعد بتوفير الادوية.
وقال أن قيمة الديون المستحقة للمستشفى على الحكومة بلغت 420 مليون شيكل، وقد خاطبوا الحكومة منذ بداية الازمة من أجل صرف مستحقات المستشفى، وتم تنظيم وقفة احتجاجية قبل ايام، لكن الحكومة لم ترد حتى الان.
وأكد أن مستشفى النجاح يمر بأزمة مالية خانقة، ونتيجة لذلك أصبح من الصعب توفير عدد كبير من الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة بسبب تراكم ديون شركات الأدوية والمستهلكات الطبية، وقد تجاوز حجم مديونية المستشفى للشركات سقف ال 250 مليون شيكل، وتجاوزت متأخرات رواتب الأطباء 100 مليون شيكل، عدا عن الفوائد المترتبة على القروض البنكية، ولم يعد الاقتراض من البنوك متاحاً.
وعبر حجازي عن أسفه لاتخاذ هذا القرار الذي سيؤثر سلبا على المرضى من جميع الفئات، حيث يعالج في المستشفى حاليا 1600 مريض ويستقبل المستشفى شهريا ما بين 120-150 تحويلة جديدة لعلاج الاورام.
وقال: “قررنا اتخاذ هذه الخطوة الصعبة حفاظا على سلامة المرضى.. لا نريد أن يأتينا مريض ولا يجد علاجا عندنا”.
وأوضح أنه تم إبلاغ وزارة الصحة والخدمات الطبية العسكرية وتوجيه رسالة لرئيس الوزراء بهذا الخصوص.
وأكد أن هذا القرار لن يؤثر على المرضى الذين يتلقون العلاج حاليا في المستشفى، لكن اذا لم تحل المشكلة فسيتأثر بقية المرضى على المدى البعيد.
واشار الى ان المستشفى يواجه مشكلة أيضا بتوفير رواتب موظفيه بعد ان توقفت البنوك عن اقراض المستشفيات بعد أن وصلت للسقف الاعلى للاقتراض.
بدوره، عبر د. رياض عامر من قسم الاورام بالمستشفى عن أسف الأطباء لما وصلت اليه حالة المرضى من معاناة وتأجيل لجرعات الكيماوي وإلغاء لبعض الجرعات الكيماوية والبيولوجية بسبب عدم توفرها.
وقال: “كنا نتوقع ان تكون الازمة مؤقتة، فكنا نؤجل اعطاء الجرعات للمرضى، لكن الازمة تفاقمت وبات من الصعب استقبال مرضى جدد”.