ثلاث خطط إسرائيلية عام 2022

بقلم: توفيق أبو شومر

توفيق أبو شومر
  •     توفيق أبو شومر

الخطة الأولى: يخطط الإسرائيليون لاستيعاب موجة هجرة محتملة جديدة من أُكرانيا، وهم يتوقعون أن تشنَّ روسيا حربا على أكرانيا في بداية عام 2022م، لأن روسيا حشدت على حدود أكرانيا مائة كتيبة عسكرية، لذا فإن الخبراء يوصون بالاستعداد لهذه الهجرة الكبيرة، لذا يجب اعتماد ميزانيات خاصة لهذه الموجة الجديدة من المهاجرين، بالإضافة إلى احتمال أن يُصاحب هذه الهجرة موجة هجرة أخرى من روسيا نفسها، لأن أمريكا وأوروبا ستطبق عقوبات اقتصادية على روسيا نفسها، مما سيدفع آلاف من يهود روسيا إلى الهجرة أيضا!

أشار الكاتب، ميشا ليفنسون في صحيفة، الجورسلم بوست، 19-12-2021م إلى هذه الخطة:

"هناك مائتا ألف يهودي أكراني ينطبق عليهم قانون حق العودة، غير أنهم لا يعتبرون يهودا وفق تصنيف الحاخامية الدينية، لذا فإن حكومة، نفتالي بينت، تقترح كسر احتكار التهويد، ونزعه من الحاخامية الكبرى المتزمتة، وإتاحة الفرصة لحاخامي المدن والإصلاحيين أن يُجروا التهويد وفق طقوس سريعة، لأن هناك نصف مليون من المهاجرين من الاتحاد السوفيتي والدول الأخرى، هم غير يهود، وفق اعتبارات الحاخامية، حتى أن حاخام شاس الأكبر، يتسحاق يوسيف يسميهم (شيوعيون أعداء إسرائيل) وهم يشكلون 5% من يهود إسرائيل وفق تحليل خبير الديموغرافيا الأبرز، سيرجيو ديلا فرغولا، وهو برفسور في الجامعة العبرية"!

أما الخطة الثانية: من صحيفة إسرائيل هايوم، 19-12-2021م، وهي طريقة قمع مظاهرات وانتفاضات أهلنا الفلسطينيين الصامدين في أرضهم منذ عام 1948م:

"استخلص الجيش والشرطة بعد عملية، حامي الأسوار في غزة في شهر مايو 2021م العبر من المشاغبات وحرق الممتلكات في المدن المختلطة، اتفقت الشرطة مع وزارة الدفاع على تشكيل فرقة من سلاح الحدود للتعامل مع أية مظاهرات ومشاغبات مستقبلا حيث يعيش العرب واليهود سويا في هذه المدن، مثل اللد، الناصرة، حيفا، عكا، وغيرها، وستتولى هذه الفرقة حماية قواعد الجيش أيضا"!

أجرت هذه الوحدة أولى تدريباتها منذ أيامٍ في مدينة أم الفحم الفلسطينية، وسوف تتولى هذه الوحدة التدخل السريع بحجة الحفاظ على الأمن، وبحجة مكافحة الإرهاب الفلسطيني وعمليات القتل اليومية، والهدف غير المُعلن هو قمع الفلسطينيين وحدهم!

أما الخطة الثالثة: فهي خطة يجري تطبيقها خارج إسرائيل في أكبر لوبي لإسرائيل في أمريكا، وهو منظمة، الأيباك، وهي جمعية الشؤون والعلاقات الخارجية، ستغيِّر تسميتها السابقة إلى، اللوبي الإسرائيلي لدعم مرشحي الكونجرس، وذلك بتمويل حملات أعضاء الكونجرس الموالين لإسرائيل والمرشحين للانتخابات، ستدعمهم ماليا ولوجستيا لاجتذاب أنصار لإسرائيل من الحزبين، الديموقراطي، والجمهوري!

ورد في النشرة الصهيونية 18-12-2021م، صرح رئيس الإيباك، بتسي كورن يوم 16-12-2021م:

"ستغير الإيباك استراتيجتها التقليدية، بحيث تكون قادرة على تغيير البيئة السياسية الأمريكية في واشنطن، وتدعم مناصري إسرائيل في الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، وستدعم كذلك المرشحين للكونجرس، مع العلم أنها منذ تأسيسها قبل سبعين عاما لم تدعم الحملات الانتخابية للمرشحين بالمال، أما اليوم فسوف تقوم بذلك، بواسطة استحداث لجنتين، مما سيجذب مليون ونصف عضوية جديدة لعضوية الأيباك"!

علق رئيس الأيباك الديموقراطي السابق، ستيف غروسمان، وهو عضو اللجنة الاجتماعية في الكونجرس، على هذا التحول قائلا: "هذا التغيير في منظمة الأيباك سيجعلها مؤثرة في السياسة الأمريكية في هذا الوقت الحساس"!

أخيرا؛ ليتنا نستفيد من آليات إسرائيل في التخطيط والاستعداد للمستقبل، بأن نُجريَ تصحيحا لمسيرتنا النضالية؛ أن نعترف أولا بأخطائنا، ثم نضع الخطط المستقبلية المناسبة لتصحيح مسارنا!

تذكروا: إن السياسة لعبةُ شطرنج، الفوز فيها لا يتحقق إلا بمعرفة خطط الخصم!

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت