على طريق الواجب رغم الإمكان

تفاصيل مقتل صهيوني وإصابة جنديين آخرين في عمليتي طعن متتاليتين عام 1991م

بقلم: ياسر صالح

صورة القتيل والمصابين

✍️ بقلم: أ. ياسر صالح

???? وحدة الأرشفة والتوثيق في مؤسسة مهجة القدس

بينما تواصل انتفاضة الحجارة المباركة 1987م اشتعالها، ويتضاعف زخمها مع مرور الأيام بأيادي المجاهدين والثوار الذين صبّوا جام غضبهم على المحتل الصهيوني المجرم، كان أبناء الجهاد الإسلامي يُسطّرون أروع معاني التضحية والفداء بعملياتهم النوعية مجسّدين شعارهم الأسمى الواجب رغم الإمكان.

ولذا أصرّ مجاهدنا البطل إياد ذياب أبو خيزران من مخيم الفارعة للاجئين بمدينة طوباس بالضفة المحتلة على أن يكون له بصمة جهادية خاصة، فاستلّ سكينه وأقدم نحو عدو الأرض والإنسان الذي ما انفك من قتل وإرهاب أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان، وذلك عبر عمليتي طعن بطوليتين.

وبحسب الإعلام العبري فإن "إياد أبو خيزران وبعد مراقبة وترصّد قرر أن ينفّذ عملية طعن ضد جندي إسرائيلي، وحينما ذهب إلى المكان وجده يغصّ بالجنود فغيّر رأيه، وفي صباح اليوم التالي بتاريخ 26/09/1991م وجد أثناء بحثه عن هدف أحد المستوطنين يعمل في حديقة عامة فترصّد له وقام بطعنه حتى الموت وهو (شلومو يحيى من مستوطنة كاديما)، وانسحب المهاجم بسلام من المكان".

كما أورد الإعلام العبري تفاصيل عملية أبو خيزران الثانية والتي اعتقل خلالها، موضحًا أنه تم العثور معه على مسدس محلي الصنع وشبرية عقب تنفيذه عملية الطعن.

وتضيف صحيفة حدشوت العبرية في 04/10/1991م عقب العملية التي نُفّذت بتاريخ 03/10/1991م: "أمس قرب الساعة السادسة والنصف تحركت دورية حرس حدود قرب تقاطع المسلية بطولكرم، وأوقفت اثنين من السكان العرب للتفتيش، فاستل أحدهم شبرية كان يخفيها في ملابسه وهاجم أفراد الدورية ليصيب اثنين منهم وهم (رونين مختاري وموطي منشي) ثم حاول الهرب، فقام قائد الدورية وجندي من المصابين بإطلاق النار عليه وإصابته بعدة طلقات في أنحاء جسده ثم اعتقاله".

وتوضح الصحيفة أنه: "تم نقل الجنديين المصابين ومنفذ عملية الطعن إلى مستشفى تل هاشومير، وخلال التفتيش وجدوا بحوزته مسدسًا محلي الصنع عيار 0.22 ملم وشبرية".

وأضافت حدشوت: "خلال التحقيق تبيّن أن المهاجم هو إياد ذياب أبو خيزران من سكان مخيم الفارعة للاجئين قرب جنين وهو معتقل سابق"، مشيرةً إلى أن اعتقال أبو خيزران أفشل عملية خطيرة بحسب أقوال قائد منطقة الضفة يعقوب أور وقائد منطقة طولكرم آنذاك.

وأوردت الصحيفة "أن المهاجم هو من قتل المستوطن شلومو يحيى في كاديما يوم 26/09/1991م وتم اعتقاله وهو في طريقه لقتل جندي جديد".

تعرض المجاهد إياد إلى تحقيقٍ قاسي قبل أن يتم نقله إلى السجن، والذي عانى فيه ما يُعانيه الأسرى وزيادة نتيجة الإصابة التي تعرّض لها خلال الاعتقال، كما تعرض للعزل لفترات طويلة والتنقل ما بين السجون، وشارك إخوانه كافة خطوات الاحتجاج في مواجهة إدارة السجن لتحسين شروط الحياة".

قدّر الله للمجاهد إياد أبو خيزران أن يتنسم عبير الحرية في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، لكن الاحتلال قرر إبعاده إلى قطاع غزة مع عدد كبير من أسرى الضفة والقدس، وتم استقبالهم أفضل استقبال ليعيشوا بين أهلهم وذويهم بغزة على أمل أن يمنّ الله عليهم بجمع شملهم بعائلاتهم قريبًا.

حديثنا في المرة القادمة عن عملية الطعن في معسكر جلعاد الصهيوني عام 1992م.

22/12/2021

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت