- بقلم: أ.د. عادل السعدني
- عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس
يأتي انعقاد قمة السوق المشتركة لدول وجنوب القارة الافريقية "الكوميسا" في العاصمة الإدارية بالقاهرة في ظروف بالغة الأهمية يواجه خلالها العالم التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي ولا سيما الدول النامية, فدول التجمع والذي يبلغ عددها 21 دولة بلغ معدل النمو الاقتصادي لها 5,6% خلال عام 2019 ثم شهد تراجعاً كبيراً خلال عام 2020 نتيجة تداعيات انتشار فيروس كورونا , وقد تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة الدورية للتجمع وأطلق خطة العمل الإستراتيجية متوسطة المدى التي تمتد في الفترة من 2021 وحتي 2025 , والتي تضع ضمن أهم أهدافها تعميق الاندماج الاقتصادي والتكامل الاقليمي والتنموي بين دول التجمع بشكل متوافق مع مبادئ اتفاقية منظمة التجارة الحرة للقارة الافريقية واهدافها , ولاشك أن تولي مصر رئاسة التجمع سيعطي دفعة قوية للتكامل الاقتصادي بين دول التجمع ودعم مجالات التعاون وتعزيز فرص النمو من خلال المبادرات التي ستطرحها مصر في هذا المجال وبخاصة أنها تملك الخبرات والكوادر المؤهلة لذلك , كما أن دول الكوميسا تعد من أهم الشركاء التجاريين لمصر داخل القارة السمراء فحجم التبادل التجاري بينهم وصل الى ثلاث مليارات دولار عام 2020 وهو ما يعادل نحو 60% من إجمالي قيمة التبادل التجاري المصري الافريقي بشكل عام والذي بلغ خمس مليارات دولار عام 2020 , كما تمثل سوقاً واعداً للصادرات المصرية التي تتمتع بإعفاء كامل من كافة الرسوم الجمركية والرسوم والضرائب الأخرى وفقاً لمبدأ المعاملة بالمثل ومن أهمها السلع الغذائية ,والمنسوجات القطنية ومواد البناء وغيرها , كما أن مصر قدمت مبادرات كثيرة خلال التجمع ومنها تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة في قارة أفريقيا التي دخلت حيز النفاذ في يناير 2021 , والشروع في تنفيذ مشروع "القاهرة –كيب تاون" لربط مصر بالدول الافريقية من خلال شبكة السكك الحديدية , وإطلاق منتدى "وكالات ترويج الاستثمار في أفريقيا" الذي حضره رؤساء وقادة 33 دولة افريقية والمؤسسات الدولية وبمشاركة رجال الاعمال وشركات القطاع الخاص من أجل دفع الاستثمار والتنمية الافريقية .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت